الأحد ٥ أيلول (سبتمبر) ٢٠٠٤
من طالبة جامعية إلى بطولة أضخم عمل تاريخي عربي الفنانة الفلسطينية نسرين طافش:

لست بديلة لسوزان نجم الدين ويزعجني وجود فنانين بلا أخلاق

دمشق: علي محمد طه

بسرعة كبيرة تألقت الفنانة الفلسطينية نسرين طافش وابتدأت من القمة في دور «صبح» في مسلسل «ربيع قرطبة» لتجد نفسها بعد ذلك نجمة تشارك في أهم الأعمال السورية.

في هذه المقابلة تتحدث عن تجربة البطولة وكيف تعاملت معها وعن أدوارها الجديدة وعن حلمها الذي تحقق لتشارك في عمل يخدم بلدها فلسطين، وهذا حوارنا معها:


 بداية، ما صحة أن المخرج حاتم علي هو من اكتشف الفنانة نسرين طافش وقدمها لعالم الفن؟
ـ هذا الكلام صحيح، فقد تعرفت عليه في المعهد العالي للفنون المسرحية كوني طالبة فيه وهو يشرف على مشاريع تخرج طلاب السنة الأخيرة. فحدث أنه كان يطلب ممثلة لتحل محل سوزان نجم الدين في مسلسل «ربيع قرطبة»، فقام باختياري للدور وجاءت الظروف لصالحي فقدمت دور مهم وكبير وهو شخصية «صبح»، وهي إمرأة جميلة وذات شخصية متميزة في مسلسل «ربيع قرطبة».

 هل أزعجك كونك كنت بديلة لـ سوزان نجم الدين؟

ـ من المبكر القول انني كنت بديلة لسوزان نجم الدين فأنا ما زلت مبتدئة. الدور قدم لي ولم أكن أعرف من بطلته، أنا لا أحب أن أكون بديلة لأحد. وهنا أقول انني معجبة بالفنانة سوزان نجم الدين لأنها متميزة في كل أعمالها الفنية.

 مشاركتك الأولى كانت في مسلسل «هولاكو» الذي قيل عنه انه كان فاشلاً ولم يحقق النجاح المطلوب، ألم يؤثر هذا على عملك فيما بعد؟ ـ أنا لا أعتقد أن مسلسل هولاكو كان فاشلاً، الكثير من الناس أحبوا العمل وشاهدوه. العمل تعرض لبعض المشاكل وخاصة في مسألة العرض وهذا لا يعني أنه عمل فاشل، وعموماً كان دوري صغيراً فيه واستفدت من العمل فيه خاصة أنه يضم نجوماً كبارا كأيمن زيدان ونورمان أسعد وغيرهم كثيرين، وأيمن رجل لطيف وطيب وهو كريم وعربي أصيل.

 بدأت في دخول عالم الفن منذ كنت في السنة الثانية في المعهد العالي للفنون المسرحية. بصراحة هناك عشرات الطالبات في نفس المرحلة يتمنين الحصول على فرص ولو ضئيلة، فما هي الأشياء التي أهلتك للانطلاق بهذه السرعة في عالم الفن، وهل لجمالك دور في ذلك؟

ـ لا أنكر أنني جميلة والجمال مهم جداً ففي ربيع قرطبة كان الدور أساساً لفتاة جميلة ولن يقبل الدور بفتاة عادية. لكن الموهبة في نظري هي الأهم فالناس عندما يشاهدون فتاة جميلة يعجبون بها مؤقتاً لكن بعد ذلك سيتطلعون لما تقدمه ولموهبتها ولن يبقى الجمهور متمسكاً بها فقط لمجرد جمالها وما يبقي الفنانة متواجدة على الساحة هو موهبتها وقدراتها الفنية. وهنا أذكر أن المخرج حاتم علي عندما اختارني لدور «صبح» لم يطلب فتاة جميلة فقط، ولكن فتاة لديها موهبة وجمال في نفس الوقت تنجح في أداء الدور.
 دور البطولة في ربيع قرطبة، ألم يشعرك بالخوف خاصة أنه أمام فنان مبتدئ أيضاً. ويعرض على قناة الـ MBC ذات الشعبية الكبيرة؟

ـ حقيقة نجحنا في دورينا أنا و«تيم الحسن»، وهو فنان موهوب مع أنه في بداية الطريق، وأنا كذلك، ورصيدنا الفني ضئيل، لكننا وهذا بشهادة الجميع كنا على قدر المسؤولية.

بالنسبة لي كنت أقول هذا الدور إما أن يجعلني نجمة أو أن ينزلني إلى الأسفل والفشل الذريع. في الحقيقة انا راضية عن دوري في هذا المسلسل الذي حقق النجاح الكبير والمتميز في رمضان الماضي.

 عملت مع الفنانة نورمان أسعد في هولاكو، ومع سوزان نجم الدين في السيرة الهلالية، فمن التي تأثرت بها أكثر؟
ـ نورمان نجمة لطيفة جداً وسوزان نجمة وأحبهما كثيراً وأعتز للوقوف إلى جانبهما ومع احترامي لهما فأنا أقول هناك نجمات أخريات أحبهن جداً مثل منى واصف وأمل عرفة ويارا صبري.
 انتهيت مؤخراً من تصوير دورك في المسلسل التاريخي الضخم «السيرة الهلالية»، حدثينا عن تجربتك في هذا العمل.
ـ هذا المسلسل تاريخي ضخم يتحدث عن هجرة بني هلال من جزيرة العرب نحو المغرب العربي. ودوري في هذا المسلسل هو سعدة بنت الزنانتي سلطان تونس، وهي فتاة جميلة مرحة طيبة تحب شاباً من الهلاليين. وتقع فتنة بين قبيلتها وقبيلة الشاب بسبب هذا الحب الذي تعمل سعدة على تحقيقه بكل ما تملك من قوة. العمل جميل واستفدت منه كثيراً خاصة تجربة العمل مع المخرج المتألق باسل الخطيب والفنان المبدع سلوم حداد.

 لاحظنا أنك تختارين الأعمال التاريخية على حساب الأعمال «المودرن» أو الواقعية.

ـ ليس بهذا المعنى عملت حتى الآن في هولاكو وربيع قرطبة والسيرة الهلالية. لأن الأدوار كانت مميزة وكبيرة. وأي فنانة كانت ستقبلها فالدور في ربيع قرطبة كان بطولة، وهو مغرٍ جداً وتجربة مهمة، وكذلك الحال في السيرة الهلالية.

 شاركت هذا العام في عدة أعمال تلفزيونية، ألا يؤثر هذا على نوعية وجودة ما تقدمينه من أدوار؟
ـ أنا مع المشاركة في عدة أعمال بحيث لا تتضارب مع بعضها في الوقت. كل الأعمال التي شاركت بها لم تكن في فترة واحدة، فكلما انتهيت من عمل دخلت بآخر جديد، لأن المشاركة في عدة أعمال في وقت واحد أمر صعب وتقلل من دقة أداء الدور والإخلاص فيه. وكل الأدوار التي شاركت بها كانت مختلفة. وشاركت هذا العام في أعمال «أحلام كبيرة» مع حاتم علي، و«رجال تحت الطربوش» مع هشام شربتجي، و «ساحر الصحراء» مع محمد بدر خان. والآن أصور دوري في مسلسل «التغريبة الفلسطينية» مع المخرج حاتم علي.

 عملت مع حاتم علي في «ربيع قرطبة» ومن ثم في «أحلام كبيرة» والآن في «التغريبة الفلسطينية»، ألا تخشين أن تصبحي محسوبة على المخرج حاتم علي نتيجة ارتباط اسمك بأعماله ؟
ـ من حقي العمل مع أي مخرج، واختيار حاتم علي لي للعمل معه من حقه أيضاً لأنه ربما مرتاح للعمل معي. لكنني أقول أنني عملت مع غيره من المخرجين. وأنا شخصياً لا أحب أن أنتمي لشللية مخرج معين أو أن أحسب على أحد. أختار ما أراه مناسباً دائماً.

 حدثينا عن دورك في المسلسل الجديد «التغريبة الفلسطينية»؟
ـ أريد القول هنا انني فلسطينية الأصل من مدينة «صفد» وقبل فترة كنت سأشارك مع المخرج باسل الخطيب في مسلسله «يحيى عياش»، لكن ارتباطي مع عمل آخر منعني من ذلك. وكم فرحت عندما جاءتني الفرصة ثانية في عمل يخص بلدي فلسطين وهو مسلسل «التغريبة الفلسطينية»، وعندما عرض عليّ دور في هذا العمل وافقت لأني متشوقة للمشاركة في هذا النوع من الأعمال التي تخص فلسطين ودوري في هذا العمل هو الفتاة «جميلة» التي تهاجر مع والدتها لبلدة يعملان فيها بتطريز الملابس على الطريقة الفلسطينية، وبما أنهما امرأتان يبدأ أهل البلدة بإخراج الإشاعات عليها، ثم تقع الفتاة في حب شاب من أهل البلدة، ومن ثم يتحول الموضوع لقصة عرض وشرف فتقتل الفتاة جميلة بلا ذنب لمجرد إشاعات. والعمل إجمالاً يتحدث عن القضية الفلسطينية والشتات ويختصرها بقصة «جميلة».

 هل أنت محظوظة كونك ما زلت طالبة وحصلت على عدة أدوار مهمة في فترة بسيطة؟

ـ الحمد لله هذا توفيق منه، لا أعتقد أنني محظوظة بقدر ما أقول انني استطعت استغلال الفرص المقدمة لي لأنجح بها. من اختارني للعمل معه من المخرجين، قد اختارني طبقاً لمواصفات الدور الذي قدمني له وبعد فحص لقدراتي الأدائية والفنية.

 كونك مخطوبة للفنان مثنى صبح، وهو مخرج منفذ وأنت جميلة هل
تشعرين بغيرته عليك أثناء التصوير ؟
ـ لا . لا . نحن متفاهمان تماماً وهو سعيد جداً بنجاحاتي الفنية وهو أيضاً يعمل في نفس الأجواء واتفقنا منذ البداية على الانسجام وطرد الغيرة والخصام من حياتنا وسنعقد قراننا يوم عيد الفالنتاين من عام 2005 إن شاء الله .

 هل لك صداقات مع الفنانين خارج نطاق العمل؟
ـ أفضل الفصل بين أجواء العمل وصداقاتي الخارجية، ولا أحتك كثيراً بالوسط الفني ويزعجني كثيراً وجود بعض الفنانين ممن لا يمتلكون أخلاق المهنة وانضباطها، ويعتبرون الفن فقط لأجل الشهرة والحصول على المال. أنا حذرة جداً في التعامل مع الوسط الفني ولي صداقات من خارج هذا الوسط.

دمشق: علي محمد طه

عن جريدة " الشرق الأوسط " السعودية


مشاركة منتدى

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى