الاثنين ٢١ أيار (مايو) ٢٠٠٧
بقلم أشرف بيدس

لعبة الحب

في حضور الجميع، نمارس لعبة الحب علنا، ننطق بالكلمات دون أن يسمعها أحد.. ونرسل النظرات عبر عيونهم دون أن يلحظها أحد، ونكتب قصص الحب والعشق، أحيانا نطير فوقهم نتهامس بالحديث.. نتبادل الرسائل في حضرتهم وأمام أعينهم لكنهم لا يشعرون، أن الخسوف يحدث مرة واحدة، لكنه معنا يحدث كل لحظة..

نتعاتب، نتعارك، نتشاجر، وفي نهاية المطاف نتصالح، ولا أحد يدري بشيء، وكأننا عشقنا أن نجعلهم أصنام لا تسمع ولا تري.. نشتاق لممارسة أمامهم ولا يمنعنا شيء من البوح والصراخ والهتاف والغناء..

يتوسمون في أنفسهم الذكاء والفطنة وسرعة البديهة، لكننا نثبت كل لحظة أننا أكثر مكرا وأنهم بلهاء يتمتعون بقدر كبير من السذاجة، أو نتمتع نحن بقدر كبير من الدهاء. هل حقنا يا حبيبتي نحن أشرار..

في حضرتهم آتي إليك أصافحك أحادثك أغازلك، ثم أصحبك معي في رحلتنا اليومية، نحلق في مدينتنا نلعب ونلهو ونرقص ونتجاذب الكلمات المعسولة الجميلة، ثم نعود، ولا أحد يدري بأننا تركنا المكان..

نكتب في العشق قصص لم تكتب من قبل، ونروي حكايات لم تحكي من قبل، ونسبح في مياه لم ينزل فيه أحد من قبل، أننا باختصار نعيش في مملكة لم يقترب منها أحد.

نختطف أيامنا قسرا وطواعية، لا نأبه لأي شيء ولا نرتكن لمن حولنا، كالأطفال نحن في براءتهم، لكننا نحمل العقل أن يحمينا من شرور الآخرين.. نمارس الحب سرا، لأنهم لن يسمحون لنا بممارسته علانية، فليس هناك حرج علينا طالما أن ذلك هو سبيلنا الوحيد للالتقاء، ورغم ذلك نحن أيضا نجد متعة في التغرير بهم.. ربما نكون أشرار.. ولكن ما أجمل الشر إذا تهافت قلوبنا عليه في حضرة البلهاء.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى