الأربعاء ١٢ حزيران (يونيو) ٢٠١٩
قصه قصيرة
بقلم إسراء أبو زيد

لم يكن إختيارى

ماذا لو قابلت حب حياتك و أنت متزوج أصلاً هل ستدعه يمر هكذا؟؟....

فالمتزوجون بالغالب بارعون بالكذب علي أنفسهم وعلي الاخرين.....

"قاعدة لوحدك ليه يا فندم “هكذا بدأت حديثي معها عندما رايتها تجلس بمفردها بالمؤتمر لأول مرة، قلتها حينها بدافع من الفضول ،،،، حقيقة كنت أود معرفه من هي؟ ولماذا تجلس وحدها في مؤتمر علمي يضم العديد من الشخصيات المشهورة توقعتها منهم،كان يبدوا عليها الهدوء والرزانة كأي عالم يقضي اوقاتة بين التجارب. هكذا كانت البداية.....

نظرت إلي بهدوء عينيها وصفاء وجهها الباسم المشرق قائلة: نعم!

رددت الجملة مرة أخري بشكل مباشر من لهجتها الآمرة:قاعدة لوحدك ليه يا فندم؟

لم ترد فأكملت حديثي”بالمناسبة أنا الدكتور سالم مصطفي أستاذ بكلية العلوم جامعه القاهرة واعمل حاليا بكاليفورنيا، تسمحيلي

اقعد؟

ما أدهشني أن كل هذا لم يثير اهتمامها وكأني لا شئ أمامها،،،،بدت غير مبالية تماما قائلة وعينها تبرز من فوق نظارتها الحمراء

اللون: أتفضل؟؟!! ثم أغلقت الأوراق التي كانت تتصفحها قائلة: وبعدين؟؟؟

تابعت حديثي:أسف إذا كنت قاطعت شيئا هاما

ابتسمت مهمه....

لأتابع حديثي”هو حضرتك دكتورة؟ عالمة؟ صحفية؟

نظرت الي وقد ضاقت ذرعا مني، إلا إنها لم تعبر عن ذلك قط قائله: هو حضرتك مهتم ليه؟

ضحكت من جرأتها قائلاً: شكلي ضايقت حضرتك

رددت بسرعة وكأنها أدركت خشونة حديثها: لا ابداً يا فندم وقدمت لى نفسها قائله، بالمناسبة أنا سلمي بشتغل بدار للمسنين

ابتسمت لها متعجبا وكان وجهها كالبدر:أهلا وسهلاً،انتي في كلية طب اكيد شكلك دكتورة؟

لا أبدا أنا مش في كلية طب ولا حاجه

تابعت: يبقي أكيد في كلية علوم طالما مهتمة بحضور مؤتمر عن السرطان.

بإبتسامة واثقة قالت:لا أنا دبلوم تجارة مجموعي مجبش ثانوي يعني الظروف مسعدتنيش.

وهنا أقسم لك يا ولدي أخذتني الدهشة والفضول تساءلت: امال بتعملي اية هنا؟؟

سألت: أنت دكتور مش كدة؟

رددت: نعم

تابعت: انا بحب العلوم وكان نفسي أدرسها،أنت عارف حب العلوم مرضي تقدر تقول لا تراجع ولا استسلام.

ضحكت لحديثها البسيط التلقائي مؤكدا حديثها: فعلا إلي يحب علوم يموت في علوم

ضحكت هي الاخري وكانت ابتسامتها فاتنة للغاية لدرجة انها أخذتني لعالم آخر،كانت فتاة صغيرة كما يبدوا عليها،تبادلنا الاحاديث

وعلمت أنها تحب الأعمال الخيرية وتشارك بالعمل المجتمعي والجمعيات الخيرية، اما عن عملها بدار المسنين فجاء لاسباب اولا لانها

تحبهم كعائلتها،كما ان عائلتها تخلت عنها وطبعا لكسب العيش فأسرتها كانت منفصلة حيث تزوج أبيها وتركها لامها،وعندما تزوجت امها تخلت عنها هي الاخري كانت فتاة وحيده تماما لا اخ ولا اخت. رفضت عائلة ابيها رعايتها عنداً بأمها،ورفضت عائلة امها رعايتها

معللين:أهل ابوها اولي بيها.

المؤتمر كان يومين دا كان اليوم الاول وأتفقت معها ان ارها اليوم الثاني، وباليوم الثاني وبالرغم من انها كانت تبتعد عن مكان

المؤتمر حوالي ساعتين الا انها كانت علي الموعد المحدد مسبقا العاشرة صباحا. وصلت قبل وصولي وعندما اتصلت علي اخبرتها باني في

الطريق.

وبالفعل في غضون ربع ساعه وصلت وكلمتها ورأيتها وجلست معها وتبادلنا اطراف الاحاديث واهديتها مجموعه كتب كنت قد وعدتها بها مسبقا تثقف نفسها،احضرت لها ثلاث كتب ووعدتها عند رؤيتي لها المرة القادمة سيكون هناك المزيد،ولكن بالمقابل عليها ان تعطيني كتابا هي الاخري تبادل معلوماتي هكذا اسمتة، وبالفعل اذهلتني اخرجت من حقيبتها كتاب كانت اعدتة لي أتدري ما كان عنوان ذالك الكتاب؟

رد الصحفي الذي كان يجري الحوار مع العالم المصري سالم مصطفي في عيد مولدة 75وبعد فوز اسمة بجائزة نوبل للعلوم: أتشوق لأعرف.

العالم المصري يشرد بعينية قليلا قائلا:كانت مسرحية الملك لير باللغة الانجليزية ومعها كشكول، فسألتها ما هذا الكشكول؟ ردت

بكل ثقة وكانت تلهمني ثقتها بنفسها كثيرا:إنها مسرحية لشكسبير باللغة الانجليزية وهذا الكشكول ترجمتي لها.

نظرت لها بكل استغراب قائلا:معرفش أنهم بيدرسوا إنجليزي بالدبلوم؟!

هزت كتفيها في لا مبالاة: إنها علوم الحياة سيدي الفاضل، وقالت هذه الجملة التي لا يزال صداها يرن في آذني الآن all I want is a fact ،و أغمض العالم المصري سالم مصطفي عينية وكأنة يستمع إلي الجملة منها قائلاً: اسمع صوتها يا ولدي في أذني الآن لقد مر علي هذا 28 عام إلا إني اسمع صوتها وكأنها بجانبي الآن.

ثم يفتح عينية ناظرا للصحفي فسألتها:يعني أية؟؟؟

ردت والبريق بعينها: الم تقرأ من قبل لتشارلز ديكنز؟؟

تعجبت قليلاً"أتقرئين لتشارلز ديكنز؟! ابتسمت “الجملة دي كانت بداية رواية اسمها اوقات عصيبة أو hard times

لمعت عيوني من ثقافتها ونضوج عقلها فسألتها بكل فضول:how old are you miss pretty ?

أبتسمت... لا لا لا لا.... بل ضحكت ضحكة صدها لازال بأذني إلي الآن: لا تسأل المرأة عن شيئين سيدي الفاضل.

سألتها ضاحكاً: و ايه هما سيدتي الفاضلة؟

ردت مبتسمه: السن و العمر طبعا.

وهنا يقاطعه الصحفي بفضول: وهي كان عندها كام سنة يا فندم وقتها؟

ضحك العالم مقهقها: انا لم اعرف بسهولة لذلك لن اخبرك بهذه السهولة.

يسألة الصحفي: الم تكن متزوجا يا دكتور بهذه الفترة بحياتك؟

العالم المصري: نعم كنت متزوجا حينها،الا اني لم اكن سعيد بزواجي، كثيرا ما كانت تعيق طريقه زواجي التقدم بعملي دعني اكمل لك

الصحفي: تفضل سيدي.

مر اليوم سريعا لا أتذكر متي سعدت علي هذا النحو فقد كانت حياتي بئيسة مملة ضجرة من العمل والأبحاث كنت قد تجاوزت الأربعين من عمري حينها واشعر بالهرم أعادتني سلمي لحياتي، وأتفقنا علي إكمال أحديثنا بالانترنت،كانت تفتح يوميا بعد السابعة مساءاً فور الانتهاء من عملها برعاية المسنين،كنت أحدثها يومياً علي مدار خمس أعوام أحادثها وتحادثني واعرف أخبارها وأصبحت ابلغها أخباري بشغف وانتظرها في موعدنا بكل لهفة كنت أحادثها وأنا بمصر وبالصين وبالولايات المتحدة وانجلترا اينما ذهبت أحادثها وأرسل لها أخباري وصوري وهي أيضا كذلك.

في حقيقة الأمر الانترنت ساحر،تعلقت بها بشكل ساحر وهي أيضا،إلا إني كنت أكبرها بعشرين عاما كنت بالخامسة والأربعين من

عمري وهي بالخامسة والعشرون لم تكن علاقة متكافئة علي الإطلاق من ناحية السن. غير ذلك ما شعرت يوما معها بهذا الفرق ولا

هي أيضا،كنا نكمل بعضنا البعض علي نحو جميل و غريب في نفس الوقت.

يقاطعه الصحفي:معذراً سيدي متي تزوجتما بالتحديد؟

دعني أكمل حديثي إني رجل عجوز أعذرني

الصحفي: تفضل سيدي يكمل سالم مصطفي حديثة: خلال الخمس أعوام لم أزر مصر ولا مرة انشغلت بعملي وأبحاثي خارج مصر

وتركتني زوجتي لم تكن سعيدة معي ولا أنا أيضا، لم ننجب أبناء مما سهل الانفصال أكثر لم يكن هناك ما يعيق انفصالنا علي الإطلاق،،،، جاء أسهل مما توقعت . زوجتي الأولي كانت تريد الطلاق أكثر مني...

وتزوجت عملي ثم يضحك قائلا:طلقت زوجتي بعيد زواجنا العاشر

الصحفي بإستغراب: العاشر!

نعم يا بني لا تتعجب مر علي زواجي الأول عشر أعوام

الصحفي: وبعدها طبعا تزوجت السيدة سلمي

يضحك سالم مصطفي: انتم الشباب دائما في عجلة من أمركم دائما

يشعر الصحفي بالإحراج: تفضل بروفيسور سالم

يكمل سالم حديثة: لم تذكر سلمي يوما لي عن علاقاتها العاطفية أو إنها مرتبطة،فتشجعت يوما وسألتها:تعرفي نحن نتكلم منذ أربع سنوات رأيتك خلالها مرة واحدة أعتقد انك مرتبطة؟ صحيح؟

تضحك سلمي ضحكة يجهلها أبناء جيلك قائلة: أنا لا عمري حبيت ولا ارتبطت بحد،الحقيقه محدش عرف يعلقني بية.

ينظر العالم المصري الي الصحفي:تعرف اطمئن قلبي قليلا حينها، وسألتها لماذا؟؟

أجابت بأنها لم تجد الشخص المناسب إلي الآن

الصحفي بكل فضول: وماذا بعد؟

يبتسم سالم: أبلغتها خبر انفصالي عن زوجتي واني معجب بها وأدرك تماما فرق السن الكبير ولكني احتاجها بجانبي،كنت أدرك في

قراره نفسي أنها سترفض حتما إنها صغيرة..جميلة أمامها العمر طويل.

يتابع الصحفي بعيون لامعه: ووافقت؟؟

يبتسم العالم المصري من الشاب المتلهف السابق للأحداث: غابت أسبوع كامل عن الانترنت لا اعرف عنها شيئا،فحاولت الاتصال بها

علي الهاتف وتذكرت حينها اني لم اسمع صوتها منذ اول مرة رايتها بها أي منذ خمس سنوات الانترنت ساحر فعلا، الا انه كان مغلق،كدت اجن الا انه لم يكن باليد حيلة مر الاسبوع وكانه دهرا كنت انتظرها كل يوم بنفس الموعد انتظرتها كثيرا.

أتعلم يا بني ماذا يحدث عندما يخاف الرجل؟

لم يجد الصحفي الرد المناسب فسكت منتظرا الاجابة.

ليكمل العالم المصري حديثة: يبكي بكاءا حارا صامتا،كنت اخشي خسارتها للابد.

الصحفي بكل تأثر: انت عالم مصري مشهور جبت انحاء العالم الم تعجبك أي واحده،ما سر هذا التعلق؟

يبتسم العالم المصري: إنة الحب..... ثم يتابع، واخيرا انارات الانترنت فسارعت وبادئتها الحديث بكل لهفة وخوف وقلق: كنتي فين؟؟؟

ردت علي قائلة: انت لية معجب بي؟

أخبرتها بكل جديه و حزم: لاني اريد الزواج منك.

أجابت: انت تعلم جيدا ان الانترنت مجتمع افتراضي لا ينشأ علاقات....

الانترنت يقرب ويقوي العلاقات،

لقد رأيتك من قبل، علاقتنا ليست افتراضية انها واقعية.

فكان ردها مفاجأة بالنسبة لي: موافقه.

حينها ابتسمت واطمئن قلبي فسألتها: اين كنتي علي مدار الاسبوع الفائت؟؟

انت تعرف اني فتاه وحيده احتجت وقت للتفكير

لقد قلقت عليك كثيرا.....

ً أتذكر تلك الشركة التي طلبت مترجمين اعتقد إني أخبرتك؟

طبعا أتذكر هل تقدمتي للعمل بها؟

نعم تقدمت وقبلت ايضا

الف مبروك

كانت تحب اهلها بدار المسنين كثيرا لم تعرف غيرهم لفترة طويلة وحذروها مني كثيرا كانت دائما تقول لي ويغمض عينية ليستمع الي صوتها وكانه بداخلها: اني اثق بقلبي كثيراً.

اخبرتها اني سازرو مصر بعد شهرين بمؤتمر واود رؤيتها ومر الشهرين كأنهم دهرا وقابلتها كانت كأول مرة رايتها بها منذ خمس سنوات . جميلة.... بل فاتنة ، وتقدمت لخطبتها، أمها لم تكن تبالي كثيرا، اعتذرت لانها مع زوجها بالخارج، وابيها كان مريض وانجب ابناءا ولم يعد في حاجة لمزيد من المسؤليات،ابلغني انه لدية الاود ولا يستطع تجهيز عروس فلدية قائمة اولويات لم تكن ابنته علي راس هذه القائمة.

أخبرتة انه لايمهني ذلك اريدها فقط فأجاب:اذا كنت تريدها فقط فهي لك.

كانت فتاة حيية جدا، شعرت بإحراج كبير أخبرتني مبتسمة:انها معها نقود كافية لتجهيز عروس لن احملك فوق طاقتك اطمئن.

تمنيت لو احتضنتها وقتها الا اني احتضنتها بعيوني لأشعر بدموعها المحبوسة.

ومن ثم سافرت لعملي بالولايات المتحدة مده شهر وتركتها تستعد للزواج في تلك الفترة علي ان اعود للزواج بها، وعدت بعد شهر

وتزوجنا وسافرت معي بالخارج عملها بالترجمة افادها كثيرا فوجدت عملا سريعا

الصحفي بتأثر: لم اري رجلا يبكية الحب من قبل؟

لانك لم تري الحب او لم تري امرأة مثل سلمي من قبل،مرت الاعوام سريعا والنجاح بعملي مستمر تدفعني زوجتي الية يوما بعد يوم

الصحفي مقاطعا:صحيح انت اهديتها جوائزك كلها ودائما تذكرها بنجاحك.

طبعا لانها لم تدخر وسعا لسعادتي وحثي للنجاح كنت سعيد معها باي حال،عندما فزت بجائزة الدولة التقديرية لم تكن معي حينها

سافرت لعمل بالخارج ووعدتني ان تكون بجانبي وأنا استلم جائزة نوبل وها انا الآن.... يختنق صوته بالدموع

الصحفى: تبدوا قصه نادرة الحدوث... أليس كذلك؟

العالم المصري يضحك مقهقها قائلاً: لو كان الانسان لدية المقدرة والقدرة على ان يفعل ما يريد وقتما يريد ما عرف الندم،

فنادر ان يستطيع الانسان ان يرضى نفسة ويفعل ما يريد، والاندر ان يكون سعيد فعلا فى حياتة، فكثيراً لايسعف القدر الرجل ان يرتبط بمن يحب او يرغب، ولكنى رجل محظوظ، وقصتى واقع يُعاش في كل وقت ولكن بأشكال مختلفه.

الصحفي:هل ندمت علي شئ خلال هذه الرحلة الطويلة؟

ندمت علي وجودي هنا الان بفيينا وزوجتي ليست بجانبي رحمها الله،لقد كانت تدخر النقود من اجل مصاريف الرحلة كانت تستعد لها اكثر مني.

اتعلم ما الطريف يا ولدي؟؟

الصحفى بلهفه: ماذا سيدي؟

تلقيت خبر فوزي بالجائزة وانا ادفن زوجتي الحبيبة، مصادفة غريبة سأستلم الجائزة غدا واهديها لروحي زوجتي أعتقد اني اكتفيت من الحديث اليوم.

وفي الصباح يذهب الصحفي لغرفة العالم المصري ليصطحبه لاستلام جائزة نوبل فيجده متألقاً في حلته الفاخرة التي اشترتها له زوجته

وملقى على السرير يحاول ان يحركة أو يوقظة إلا إنة قد وافته المنية، ووجد بيده ورقه يبدو انه أعدها ككلمه بها كتب فيها “حبي أوصلني لنوبل زوجتى الحبيبه سلمى.........


مشاركة منتدى

  • مع سبق الاصرار والترصد
    قصة قصيرة

    عثمان السعيد مواطن عربي كان يقيم بفرنسا منذ سنوات ،ارتبط بكريستين سيدة فرنسية تعرف عليها في المحكمة عندما كانت في نزاع مع جارها وبحكم عمله كمحامي ..
    أحبته لشخصيته وفتنه جمالها بالرغم من أن لها بنت وولد من علاقة سابقة .
    في بلده كان والده المناضل يحظى بإحترام الجميع .
    وقد ورث عنه ابنه عثمان ذاك التقدير والاحترام كما ورث عنه أملاكه ومشاريعه، ..

    لم يكن يظن أي من الجيران عندما تنقل للإقامة في بلده أن الولدين ليسوا اولاده.فيما كان يظهر أمام الجميع أنه والدهم الحقيقي.. أنهى الولدّ،دراسته.. لم يكن مجبرا على البحث عن عمل ، فالسيد عثمان يُوفر له كل ما يحتاج إليه..أما الفتاة فإنها بعد أن أنهت دراستها انتقلت إلى فرنسا لمواصلة دراستها الجامعية هناك. إنها صورة متكاملة ومتناسقة لأسرة تعيش في سعادة وهناء.. كذلك كانت تبدو.لكل من يعرفهم

    وفي يوم صيفي، تقدمت كريستين لدى مكتب الدرك الوطني اين يتبع السكن الفرعي لعثمان السعيد.. قالت إن زوجها، اختفى منذ يومين ولم يعد للبيت كالمعتاد..وبحكم تنقلاته بين الولايات لمتابعة القضايا قالت إنها انتظرته طيلة اليوم الموالي لذهابه إلى المحكمة..وأن هاتفه يرن ولكن لامجيب .إفادة وافية كافية..وعلى هذه المعطيات تحرك رجال الدرك للبحث والتحري...

    وبعد بحث استمر يومين، تم العثور على المحامي عثمان جثة هامدة في سيارته القابعة على مسافة غير بعيدة من الطريق العام مرتطمة بتلة من الرمال والحجارة لحقتها تشوهات طفيفة . نقلت على اثرها الجثة إلى المستشفى لتشريحها..

    فيما الطبيب المداوم خرج بتقرير مفاده أن السيد عثمان أصيب بسكتة قلبية أثناء القيادة مما أدى إلى انحراف سيارته عن مسارها وارتطامها.. سلمت مصلحة الدرك الوطني السيارة إل كريستين التي من المفترض أنها أرملة الضحية .

    كانت السيارة قد أخضعت لتفتيش لم يظهر منه ما يقود البحث إلى وجهة أخرى غير حادثة الارتطام .لبست السيدة السواد حدادا.. كانت تبدي حزنا كبيرا لفراق زوجها
    لكن مراد صديق عثمان المحامي بمحكمة الاستئناف لم يُقتنع بالمعلومات التي تضمنتها الإفادة الخاصة بوفاة صديقه. ولذلك تقدم بطلب لدى المحكمة العليا أن تطلب من المصلحة الإقليمية للشرطة القضائية، إتمام الإجراءات التي بدأتها مصلحة الدرك بدءا بتشريح الجثة وتفتيش سيارة الضحية من جديد..

    خلص التشريح إلى أن عثمان السعيد لم تكن السكتة القلبية سبب الوفاة وإنما مات نتيجة جرعة زائدة من مادة سامة...معطيات كفيلة بإعادة استنطاق ارملته

    قصد المحققون منزل الضحية ، كانت كريستين ، الأرملة المفترضة تظهر الكثير من الحزن لم تقو على الكلام، وربما أرادت أن تظهر كذلك.. فكثيرا ما كان الصمت ملاذا.. كانت السيارة مركونة في المرآب.. قاموا بعملية تفتيش جديدة دون اكتشاف ما يوجه البحث وجهة معينة..

    كان ضمن الفريق مفتش شرطة من ذوي التجربة الطويلة في تعقب الآثار، لم يقتنع بالكيفية التي تم بها تفتيش السيارة فطلب نقلها إلى مقر الشرطة لتفتيش أكثر دقة.
    ولأن التحقيق يسير ببطءلم يكن مما يرضي المسؤولين الأمنيين الأعلى مستوى. الضحية ذو مكانة مرموقة في المجتمع .
    ومن كبار المحاميين في البلد. ثم إن كل تأخر في الوصول إلى الأدلة قد يعرضها إلى الاختفاء والتلف.

    وبعد تفتيش متواصل عثر على قارورة ماء بلاستيكية من الحجم الصغير فارغة في مكان تواجدمحرك السيارة لم تلاحظها السيدة،تم الاحتفاظ بها لمعاينتها وأخذ البصمات من عليها. لتظهر النتيجة بوجود مادة تراب الماس السم البطيء الذي يقضي على الضحية في غضون أيام من تعاطيه....نتيجة كافية لإعادة استنطاق كريستين.. تقرر أيضا استنطاق ابنها.. وبما أن البنت كانت في فرنسا للدراسة لم تكن محل شبهة.

    انطلق المفتش المسؤول على التحقيق من عدة ثغرات في أقوال كريستين وابنها. ولانها كانت مصرة على الإنكار لم يتوصل لنتيجة تدينهم وبعد يومين أوحى لها بأنه يريد إحضار ابنتها من فرنسا ربما يجد عندها الجواب لتساؤلاته.. حينها انهارت القوة الأخيرة بداخلها فقررت الكلام.
    قالت المرأة الخمسينية إنها علمت منذ فترة أن زوجها عثمان السعيد كان يقيم علاقة غرامية مع ابنتها فخططت للانتقام منه وذلك بعلم ابنها ومساعدته.

    لما تكلمت كريستين.. أظهرت أنها تريد أن تبوح بكل ماتخفيه إلى المحققين ، وترمي مايثقل
    صدرها، وتستريح
    كان اعترافها مفيدا،لكن ما الذي جعلكي تقتنعين بوجود علاقة غرامية بين ابنتكي العشرينية وزوجك المغدور الستيني.سألها المحقق

    قالت كريستين إنها بالصدفة علمت بتلك العلاقة.عندما سلمها ساعي البريد رسالة من فرنسا موجهة إلى عثمان السعيد. لم يكن مكتوبا على ظرفها اسم المرسل ولانه كان في سفر دفعها فضولها إلى فتح الظرف، وكانت المفاجأة والصدمة بالنسبة لها اردفت تقول رسالة غرامية من ابنتي إلى زوجي. أخفيت الرسالة، وترصدت رسائل أخرى.. سلسلة من الرسائل في إحداها مخطط صريح كان ينوي عثمان هجراني ليستبدلني في باريس بابنتي ..ياله من خائن استغل شبابها وطيشها ليلعب علينا نحن الاتنتين.ولو مايزال على قيد الحياة لسممته مرة أخرى.. ختمت كلامها دون أن يرف لها جفن بكل حقد وغضب.لترافق محققي الشرطة لتسلمهم الرسائل دليل دوافع الجريمة. كانت كريستين متيقنة أنها بقتل عثمان السعيد ، قد انتقمت لكرامتها من زوج خائن، و قد جنبت ابنتها الوقوع في براثن رجل استغلالي

    بقيت القاتلة على موقفها لتبدو كأرملة حزينة دفعتها الخيانة لقتل زوجها مع سبق الاصرار والترصد.

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى