الجمعة ٢٥ شباط (فبراير) ٢٠٢٢

ليلة صيف ساخنة

محمد محضار

في ليلة صيف
ساخن
ضاق بي المكان
تهاوت أشيائي
الى الدرك الأسفل
وصارت أفكاري
غيمات عابرة
جمعت شتات نفسي
وخرجت أمارس فلسفة
الامتعاض
بين دروب المدينة
أجوس الأرصفة المنكسة
أشم دخان العوادم
وأجتاز بناظري
ناطحات الإسمنت
إلى الفضاء المحتقن
..زحام شديد
وضجيج يقتل الفرح
أمتشق حسام خيالي
وأجندل كاسحات الضياع
أمسك بناصية ألمي
وأعانق سحابات
الأوجاع..
أقف عند عتبات
الانبهار
ووهج الأضواء
ومصابيح النيون
المتلألئة..
تتوارى المسافات
تقفز النعاج
من الدروب الخلفية
تبحثن عن فحول
الزمن الرديء
........................
عند المدار
شرطي المرور
يشير
والعربات تنساب
تسير
وأنا احمل وطء
السنين
أفتت ذكرياتي
شذرات
وأرتق من الماضي
صفحات
غريب أفترش وجع
الارتجاج..
شقي أتلفع بأطمار
الاستيهامات
وحيد أقتل صمت
المشاعر..
بلون الاحتراق
برسم الاختراق
أوقظ جّذوة
التمرد في ثنايا
الذات..
وأستعيد رنين
الذكريات...
.............
هناك حيث البحر
والمسجد الكبير
يعانق الأمواج
هناك حيث المنار
وخطو الغيد على
الكورنيش...
هناك حيث
ابتسامات الاطفال
تضيء ليل المدينة
البهيم...
يكبر الشوق في
أعماقي..
الى طفولتي الآبقة..
وأهازيج أمي
المونقة...
وأوراق اللبلاب
تقتحم نافذتي
والفرح الليلكي يتراقص
في عيون الصبايا
شاسع الأبعاد
هو لهيب الارتعاش
يسري في الجسد
الواهن
شديد الاتقاد
................
يا آية الزهر..
والورد المقدس
يا ربة الشعر
والنظم المبجل
كان العمر حكاية
وقرينة
بتفاصيل و غاية
كان الوجد
ولادة
وشعاعا يخترق
جدران الصمت
دون وصاية
................
وانت يا مدينة
الملايين
يا صوتا هادرا
يقتحم الحيوات
يا زخما غامرا
من الانزياحات
كم تخذلني أحلامي
وتتخلف أحصنتي في
سباق السنين
فلا أذكر ..
رصاصا لعلع
ولا غضبا تفجر
ولا نجيعا سال
واكتفي بتوليف
لحظات مغتالة
وتحنيط ذرات
الرحيل البئيس
................
من هنا مر كل
اولئك الراحلون
يحملون أرواحهم
الحزينة..
وفي عيونهم كمد
دفين

محمد محضار

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى