السبت ٢١ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠٠٩
بقلم رانية ارشيد

لِوَصلِهِ تَراتِيل المَاء

إلهي:
اليومَ عَلِمتُ كيَفَ تَكُونُ الكآبةُ بِلا سَبَبٍ
والشُّرودُ أمانَةً، والحقيقَةُ رُوحًا مُتمرّدَةٍ
فَظَللني بِفيئِ نُورٍ يحتمِلُ وَحشَةَ الغَائِبِ.
 
المَوت- أسطورةٌ تَاريخية اللّحظةِ، لَها الحاضر
البَاقي أبداً
 
لَعَلي أموت لأُحيي دَقَائِقَ الماَضي، فتَبقى عَلى مَقربةٍ مِن الهَاوِيَة
ولا تَسقُط..
 
مَا لِهذا الحُزن يُرتلني بِخُشُوع؟!
هَل عمّدنِي عذاب تَسربَ إليّ مِن جهتِهِ الواحدَة؟
 
هي رُوحي:
تحِنُ إلى شَكلِهَا الواحِد قَبلَ غَمرها بلعنَةِ المَاءِ
قبلَ خَطفِ وَجهِها بِمُوسيقى أنيقة، شَاحبة، مُتألقَةُ العطرِ
هو الغرق.. زخات صَمتٍ مُعتمةُ بِلا شَواطئ
والآن،
لِي أن أُصَدِقَ أنَّ النهرَ بجريَانِهِ تَوهَانٌ
اختِنَاقُ عُمرٍ في رِئَتَي،
جَريانٌ مُقدّر المُصاب
 
(أيُّها النهر- كيَفَ أَصبحتَ كَثيرَ الشَّكوى
لم تُزِل الماءَ مَعنى الوَجَع؟)
 
قَالَهَا:
(الماءُ: كُلَهُ بِلَونٍ واحِدٍ وأنا هُناكَ الغَريق
وأنتِ هَاجِسٌ داخِلي يَمنعَني مِنَ الغَرقِ
فَصَبُّوا المَاءَ كي تحيطَ الغَريقَ رُقيَتُها
ويمنحَنِي الله رُوحًا تُصَلي لَه..
وتحِنُّ لهَاجِسها دَاخلي)
 
وتَعود سَبع خطواتٍ لِلوراءِ
وتَغفلُ عمراً كَاملاً مَشتهُ باتجاهِ الغرَقِ
بِوَحشةٍ تتوسدُ الليل الغريبة،
وأنا الغريبة..
 
هي نَفسه: أمارّة بالظلمِ بأَصابِع تَلمَسُ الوُجودَ
تَنقُشُ الحَقيقَة، َتجعلَها قَصيدةً عَابرَةَ اللحَظة.
 
لَم يَعُد مجدِياً النِّداءَ بـِ "ياء" اللَّهفَةِ
يَصِلُه مُلونًا بِالحزنِ تَارةً، وَبِالأمَلِ تَارةً
لكنه لا يَبتَسِم..
 
خَائِفَةُ التَّوَهان دائمًا
مرتعشة من هواجسَ تَئنُّ بالحَقيقَةِ الهَاوِية
مِن صَوتٍ يُنادِي.. مُرتَدَ الصَّدى
تَعلم: أَنَّ دُموعَها لا تَكفِي!
فَهَل يَكتَفِي؟

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى