الأحد ٢ أيار (مايو) ٢٠٢١
دار الشعر بمراكش تواصل الانفتاح على شجرة الشعر المغربي

مؤانسات شعرية، لحظة شعرية بميسم صوفي

اختار شعراء "مؤانسات شعرية" أن يستحضرون اللحظة، من خلال اختيارهم نصوصا ببعد صوفي، تحاور المثن التراثي العربي. وبين القصيدة العمودية وقصيدة النثر وقصيدة الزجل، تناغمت لحظة مؤانسات كي تشكل ديوانا قصيرا ينتمي لشجرة الشعر المغربي اليوم. وهكذا واصلت دار الشعر بمراكش برمجتها الثقافية الرمضانية، فبعد ندوة "الشعر والصوفية" والتي شهدت مشاركة ثلة من النقاد والباحثين، اختارت الدار عصر يوم الأربعاء 28 أبريل، وضمن فقرة جديدة من "مؤانسات شعرية" أن تستضيف الشعراء حنان مضاري وعبدالحفيظ الوزيري والسعيد بن العيدود.

أصوات شعرية تنتمي للراهن الإبداعي المغربي اليوم، في مواصلة حثيثة من الدار لمزيد من الانفتاح على الأصوات الشعرية الجديدة. وشاركت الشاعرة حنان مضاري، من مواليد مدينة مراكش والحاصلة على دكتوراه في الأدب العربي القديم تخصص صوتيات، والتي ترتقب "حمام زاجل"، في عتبة "مؤانسات شعرية" فاتحة الباب أمام "البوح" الداخلي. قصيدة تحفر في دواخل المرأة، وتبحث عن صفاء روحاني، بين الحضور والغياب تجلت قصائدها:

"في الغياب نشتكي من زئير الشوق/ وهمسات الحروف/ وفي اللقاء يحتلنا الصمت/ وبيننا يزدهي الجليد/ فنهتف: "هل لنا بعد موعد/ فنعد زوادة الكلام/ وإليه نسعى/ أم هو الوقت/ في الليل يرسمنا قصيدا/ يعانق الرمل/ وفي شموخ يرقب بريق العمر/ وحين يجيء الفجر/ تدوسنا الأجساد ويبتلعنا البحر/ فتنطفي الأحلام..."

وشارك الشاعر عبد الحفيظ الوزيري، (مواليد مدينة زاكورة)، والمتوج بالعديد من الجوائز الوطنية في صنف الشعر، أحد الأصوات الجديدة في القصيدة العمودية المغربية وأحد شباب دار الشعر بمراكش، والذي تمرس في ورشات الكتابة الشعرية طيلة أربعة مواسم. اختار الشاعر الوزيري أن يوازي قراءاته، بين اللحظة الروحانية وعودة للذات في نص أقرب ل"سيرة شعرية"، يقول الشاعر عبدالحفيظ الوزيري معرفا بذاته:

"وحدي تراقبني الأحزان من جهة
ولست أرمقها بالشعر من جهة
أنا ولست أنا ..لكنني قلق
مذ أقبل الشعر يرثي هدم أضرحتي
آت .....وتلبسني الأشعار خاتمة
كأنني ....آخر الأيام في السنة
أنا الجنوبيُّ تغفو الشمس في جسدي
مُعلّمي النخل والواحات مدرستي
والأرض عنوانُ روحي وانتساب دمي
زرعتُ عمري فقامتْ ألف سنبلةِ
إذا اتهمتُ بأني لم أكن معها
فسُمرتي هذه تكفي لتبرئتي"

وأنهى الشاعر الزجال السعيد بن العيدود، صاحب ديوان "تغراد لمعاني" خريج مدرسة علوم الإعلام بالرباط، ومدرسة الملك فهد العليا للترجمة، لقاء مؤانسات شعرية بسفر بين نصوصه الزجلية. من القصيدة الزجلية الى الومضة الزجلية والقصة الزجلية القصيرة جدا والحكاية الزجلية، خاصية يتفرد بها هذا الشاعر المغربي في المنجز الزجلي. في أحد ومضاته يعرج على صراع المعنى والحرف، يقول في نص "خود لمعنى":

عمر لحرف ما يهنى
يتكلب ك لعجاج
خود أنت غ لمعنى
وخلي السطر يعواج.

"مؤانسات شعرية" فقرة أخرى تنضاف للبرمجة الغنية لدار الشعر بمراكش في موسمها الرابع، بموازاة انطلاق سلسلة اللقاءات اليومية لفقرة "مقيمون في الدار"، والتي يشكل موضوع الشعر المغربي وقضاياه محاورها الرئيسية. الفقرة، والتي تتم عبر التناظر المرئي، من خلال تطبيق (meet) استضافت العديد من الوجوه، ليكونوا في ضيافة شعراء وشاعرات ونقاد مرتفقي ومرتفقات ورشات الكتابة الشعري، حول قضايا جوهرية تهم الشعر المغربي.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى