الأحد ١٠ نيسان (أبريل) ٢٠١١
بقلم خالد كساب محاميد

محمدُ البوعزيزي أنا، محمدٌ أنا

وأنا على ظلّ النخيل تَمَدَّدَتْ
صُوَري منَ الميدان في مدن الجنوبْ
لقوافلِ الكثبان في وَجَلِ الربيعْ.
 
وهناك بوعْزيزي يقول محمدٌ
ويقول بوعْزيزي محمدُ قامتي،
وكرامتي لا ترتضي أمل السراب.
 
وأنا مُسَمًّى... للربيِعِ محمدٌ
وَلِرَبعِ بوعْزيزي وموطنِ أُمَّتي .
 
وقفت على الرصيف الآن من وَهَنِ
وقلت لباعة الأزهار في المدنِ:
أراسل ساعتي في الموت من ضجرِ
فطاغيتي يواري باب مئذنتي
ليخطف مهنتي رهنا لقوت أخي.
وددت كتابة الأشعار في شجنِ
يتيم أبٍ أباري الريح والقترا
وحاكِمُنا يباري الريح والذهبا
يكدس مال أترابي بسُحْتِ رَدًى
وأمتنا تنام الليل في ألمٍ.
 
محمدُ البوعزيزي أنا، محمدٌ أنا
 
كأني وحيدٌ وحيدٌ ورثت القوافي
من الجاهليينَ والناصريِّينَ
والفاتحينَ الأوائلْ
 
وحيدا وحيدا ورثت الإمامهْ
وطيب التلاوة، ودرس الفراسهْ.
وصرت انتباه الخيولْ لاندفاعِ الفوارسْ
لقدسية الحسم ِ في المعركهْ.
 
وصرت على طريق الاندلسْ قمرا
أعيدُ نباهةَ الواحات للحجرِ
الذي جمع القبائلَ حول كعبتنا.
 
وصرت على دروب الهند معضلةَ
القوافلِ في احتكام الإبْل للحَدَسِ.
 
كأنَّ أبي يلاقيني على جبلٍ
ويودِعُ أمتي رهنا على كتفي
 
يتيم أب أنا يا رحلة الأبدِ
يقول محمدٌ.. والوحيُ قد وَصَلا
 
محمدُ البوعزيزي أنا، محمدٌ أنا
 
وقفت على معاني الليل والقمر
سألت عن الصواري في موازنتي
وجئت بموعدٍ للموت في كتبي
وقلت لحارس الأوراق والشجر
عروبة أمتي تقتات من جسدي،
لها جسدي بنار النصر أوقده.
لتنتظروا إذنْ يا هامة الوطن
هنا سكبت يدي نفطًا على كتفي
وداعُ محمدٍ قد روَّضَ القدرا
وآيةُ معجزات القمحِ قد حضرت
لتوقد شعلة الفرسان للعَرَبِ.
 
لأختي تِباعًا أصلي...
لعرس الفتاة.
زهورًا جمعنا لحفل الغزال.
 
لكل الصبايا أحاكي شذا نرجسٍ...
دربت قلبي لملح العتاب.
 
أغني تراتيل حبٍّ لميعاد عرس...
أجيد الغناء
 
فلا بأس هذا الفتى يا فتاتي
ينادي الممات
ينادي الشهادةَ يدعو الغياب .
فأين الآن أنت الحلم يرويني الجمال...
أين اليمام وطيف الغمام .
تطوف القبلة الأولى
بأحلام الفتى ملئ الخيال
وطفل في طريق المدرسة
حلمي بأبن أو فتاة تعزف الألحان.
 
ها قد تمنيت الرحيلْ...
أختار تدشين الفراق...
أدعو لساحاتي الملاك الأخير...
أدعو لتسليم الرهان.
 
روحي على كفٍّ تناديني
تدعو لإيقاظ البراق
 
فاحمليني يا فتاة على كفنَ
واقفلي درب الحنين
هامتي للبيت تسمو
جاء وقتٌ للعتاد
 
 
فيا سادتي
اَعدُّوا الخيول الحراب
اَعدُّوا الدروع
 
قامت العُرْبُ من نوم دهرٍ
وزال السُّبات
 
ويا أمتي
اَعدِّي الدموع الدماء
اَعدِّي النزيف
اَعدِّي المناديل والعين باكيةً
اَعدِّي المقل
 
فلا شيءَ يأتي بالتمني
نعرف الدرب نحو الجبال
نعرف الليث العرين
ونعرف الصقر الضروس
 
ويا أمتي
اَعدِّي الكفون التوابيتْ
اَعدِّي الجنازاتْ
 
اَعدِّي الوجوم السكون
وبعض القراءات من سورة الرحمن
 
شهيدًا نريد المعاني لجيل التحدي
شهيدًا نقولْ
شهيدًا...
وأمي تغني لقوم العروبهْ
فداكِ الفتى يا بلاد العروبهْ
فداكِ الفتى.
**

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى