الخميس ٣ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠٢٢

مخيم اليرموك جزء من هوية فلسطين.. تجربة بدوان والصمادي

نبيل السهلي

يعتبر مخيم اليرموك أكبر تجمع فلسطيني للاجئين في الشتات، وفي كل زقاق وحارة وحي منه حكاية مع المقاومة والعلم والمعرفة. وصل عدد اللاجئين الفلسطينيين في المخيم عام 2012 إلى 151 ألف فلسطيني؛ وقد هجرّ معظمهم إلى مدينة دمشق وإلى خارج سوريا؛ وقد وثق كل من الإعلاميين علي بدوان وخليل الصمادي للعديد من نتاجات المخيم على كافة الصعد الاقتصادية والتاريخية والفكرية وتلافيف الحياة الاجتماعية بحلوها ومرها منذ إنشاء المخيم في منتصف عقد الخمسينيات من القرن الماضي؛ وهذا يعتبر من نتاجات الهوية الوطنية الفلسطينية وصيرورتها؛ فما هي سيرة الإعلاميين علي بدوان وخليل الصمادي؟

علي سعيد بدوان

كاتب وصحفي فلسطيني، من مواليد مخيم اليرموك في دمشق عام 1959، بعد اللجوء القسري لأسرته من مدينة حيفا إلى سوريا إثر نكبة فلسطين عام 1948. درس المراحل التعليمية الأولى في مدراس وكالة الأونروا في مخيم اليرموك، في مدرسة صرفند، وإعدادية المالكية، ومن ثم في ثانوية اليرموك، وتابع دراسته الجامعية فحصل على البكالوريوس في العلوم الأساسية (فيزياء وكيمياء) من كلية العلوم جامعة دمشق، ودبلوم في التربية من كلية التربية في جامعة دمشق بدرجة شرف، وحصل بعدها بعدة سنوات على الشهادة العليا في العلوم السياسية في الصين.

علي بدوان متفرغ للكتابة والأبحاث، وهو عضو في اتحاد الكتاب العرب في سوريا، إضافة للاتحاد العام للكتاب الفلسطينيين، وله مساهمات صحفية في عدة صحف عربية ودولية، منها صحف الحياة والشرق الأوسط والنهار والسفير والمستقبل. وله إطلالات دائمة عبر العديد من القنوات والمحطات الفضائية العربية.

من أهم مؤلفاته: الفلسطينيون في سوريا والعراق، العنب والرصاص (تاريخ ومسار القوى والفصائل الفلسطينية)، هضبة الجولان طريق السلام طريق الحرب، من دفاتر حركة فتح، من دفاتر الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، دفاتر فلسطينية معاصرة، الوطني والقومي واليساري - مسار ومصائر، الفلسطينيون في سوريا، الحطام والقيام، حركة فتح من العاصفة إلى كتائب الأقصى، مخيم جنين، القدس والاستعمار الكولونيالي، الانتفاضة طريق الخلاص، حرب الاستقلال الفلسطينية.

يقيم علي بدوان (أبو سعيد) حالياً في سوريا. ومنذ عام 2012 بدأ علي بدوان التوثيق لنتاجات أهالي مخيم اليرموك وكان السبّاق لجميع الإعلامين والباحثين الفلسطينيين في ذلك، على قاعدة كل شيء تجاوز القرطاس ضاع، وأعني هنا عملية التوثيق؛ وقد استحضر الكثير من الرموز في كافة المجالات؛ في العمل المقاوم والتجارة والبناء والإعلام والفكر والمكتبات وكذلك المقاهي وشوارع وزواريب المخيم الذي ولد في حناياه، فضلاً عن الأعياد والمناسبات الأخرى، وهو بذلك أكد على استمرار نتاجات الهوية الوطنية الفلسطينية رغم مرارة الغربة واللجوء.

خليل محمود الصمادي

كاتب فلسطيني؛ الأصل من قرية لوبيا قضاء طبريا، من مواليد دمشق. عمل مدرسا في الأساس وصحفيا وكاتبا اختص بالشأن التاريخي والفلسطيني. عمل في الرياض منذ عام 1983 مدرسا في عدة مدارس حكومية وخاصة وعالمية. حضر عدة مؤتمرات أدبية وسياسية.

ولد خليل محمود الصمادي في الثالث والعشرين من تشرين الأول (أكتوبر) 1957م بمدينة دمشق السورية، وحصل على الإجازة في اللغة العربية من جامعة دمشق عام 1983م، وعلى أهلية التعليم الابتدائية عن دار المعلمين في دمشق عام 1976م.

عمل مدرساً في مدارس مدينة دمشق من عام 1976 إلى عام 1983م، ومدرساً في المملكة العربية السعودية منذ عام 1983م. نشر العشرات من البحوث والمقالات في مجلات: "الفيصل"، "المجلة العربية"، "المعرفة"، "الأسرة"، "الشقائق"، "الجندي المسلم"، "المنتدى"، "منارات"، "جريدة الحياة"، "جريدة المحايد" وغيرها.

وهو عضو في اتحاد الكتاب والصحفيين الفلسطينيين بدمشق سنة 1999م، وعضو في رابطة الأدب الإسلامي بالرياض سنة 2003م. صدر عنه العديد من المؤلفات، من بينها: "سلسلة فتيان ولكن رجال"، عن مكتبة العبيكان بالرياض في 1422هـ. "سلسلة قصص من التاريخ"، عن مكتبية العبيكان بالرياض عام 1423هـ. "سلسلة أطفال الحجارة"، عن مكتبة الحضارة بالرياض عام 1425هـ. "ذكريات من مخيم اليرموك"، عن صفحات للدراسات والنشر في 11 ديسمبر 2017م. "معجم شعراء فلسطين في العصر الحديث والمعاصر"، عن صفحات للدراسات والنشر في 8 ديسمبر 2018م. "1200 سؤال وجواب عن فلسطين للفتيان واليافعين"، عن دار مؤسسة فلسطين للثقافة في الأول من يناير 2012؛

وله خمسة أبحاث محكمة لموسوعة القيم ومكارم الأخلاق بالرياض عن دار رواح، بالعناوين: "إصلاح ذات البين". "الوسطية". "البشاشة". "الآداب". "حب الخير".وله بحثان مقدمان لموسوعة الأديان والمذاهب المعاصرة بالرياض عن دار إشبيلية. وللباحث مراجعات وقراءات في عديد الكتب، كمصادر له كتاب حول مخيم اليرموك قبل عدة سنوات بعنوان: "ذكريات من مخيم اليرموك"؛ ويجول من خلال فصوله المختلفة عبر ذاكرته الخصبة في حنايا المخيم والعلاقات الاجتماعية وكيف تمّت عملية بناء لبناته الأولى.وعندما استحضر كل من الإعلاميين علي بدوان وخليل صمادي ذاكرة مخيم اليرموك ونتاجات أهله بكافة ميادين الحياة، وذلك لأنهما قد رسخا سيرورة الهوية الوطنية الفلسطينية، خاصة وأن نتاجات الشعب الفلسطيني على امتداد فلسطين التاريخية والمهاجر القريبة والبعيدة؛ تعتبر إضافة للوطن والشعب الركيزة الثالثة للهوية الوطنية الفلسطينية.

نبيل السهلي

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى