الثلاثاء ١٣ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠٢٠

مصطلحات تربوية

ظهرت في الآونة الأخيرة مصطلحات تربوية جديدة أصبحت تترددُ في الميدان التربوي، منها مصطلح التعلم عن بُعد الذي أصبح ضرورة مُلحة من أجل استمرار عملية التعلم في بعض الدول، فقد لجأت له العديد من المؤسسات التربوية من أجل تقديم تعلم فعال ومستمر وآمن في ظل ما يجتاح العالم من تغيرات أضافت للمعلم العديد من الأدوار: فلم يعُد موجهًا ومرشدًا فقط بل أضحى مُعدًا للمحتوى التعليمي وتقنيًا يطور من مهارات الطلاب، ويُوفر لهم تعلمًا يناسب احتياجاتهم، ويناسب اختلافهم ويتوافق مع ميولهم ورغباتهم.

ومن المصطلحات التي انتشرت أيضًا مصطلح التعلم المُدمج أو التعلم باستخدام الإنترنت، ويقصد به توظيف التكنولوجيا في تقديم الأنشطة التعليمية أو المحتوى أو عملية التقييم، وهنا لابد أن نفرق بين مصطلح التعلم المُدمج ودمج التقنية في التعليم، حيث إن التعلم المُدمج يتطلب أن يكون المعلم قد خطط بالفعل لنشاط يقدمه للطالب في بيئة التعلم المباشرة، ويكمله من خلال الشبكة العنكبوتية بالبحث والاستقصاء مثلًا أو بالمناقشة وإبداء الرأي وغيرها، المهم أن يكون هناك نوع من التكامل بين ما يُقدم في الصف المباشر وما سيتم توظيفه من تكنولوجيا، أما دمج التكنولوجيا في التعليم فيكون بشكل غير ممنهج كأن يُقدم المعلم لُعبة تعليمية أو نشاط مستقل لا يُكمل ما تم عرضه بالصف.

وهنا لابد أن نُشير أيضًا لمصطلح التعلم الهجين الذي يُقصد به الدمج بين التعلم التقليدي وأساليب التعلم عن بُعد، والمزج بين الوسائط المتعددة والأدوات الكتب المدرسية مثلًا، وأيضًا المزج بين أساليب التعليم والتعلم، ولذلك يمكن القول أن التعلم الهجين هو خليط من أساليب وطرق التدريس: في الغرفة الصفية والصفوف الافتراضية والتعلم الذاتي وطريقة إلقاء الحصة الدرسية، هذا إلى جانب المصادر التعليمية كالملفات الرقمية أو الوسائط المتعددة كالفيديوهات والعروض التقديمية والرسوم المتحركة وغيرها سواء تم تقديم ذلك بشكل متزامن أو غير متزامن.

ويتوجب علينا أن نوضح أيضًا مصطلح التعلم عن بُعد الذي يقوم المعلم فيه بتقديم كل الأنشطة التعليمية عن بُعد، وقد يستثنى من ذلك بعض التقويمات وهو عكس التعلم المباشر الذي يتم في صفوف تقليدية داخل المدرسة، وقد يتم فيه توظيف التكنولوجيا لتسهيل عملية التعلم أو يمكن للمعلم ألا يستخدمها حسب محتوى الدرس وأنماط التعلم لدى الطلاب وغيرها من الأسباب التي تجعل المعلم يخطط جيدًا لدرسه من أجل تحديد أساليب وطرق التدريس التي سينتهجها.

وبرغم كثرة المصطلحات والتغيرات التي قد تؤثر في منظومة التعليم إلا أن المعلم يبقى له دور منشود ومعروف يجب ألا ينساه وهو توصيل المحتوى التعليمي بأيسر السبل بما يتناسب مع احتياجات طلابه، بما يضمن تحقق عنصري المتعة والتفاعل أثناء عملية التعلم.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى