الأحد ٧ آذار (مارس) ٢٠٢١
بقلم عبد الناصر زياد هياجنة

مــرثــاةُ وطــــنْ

سيأتي زمانٌ جديدٌ علينا
ويأتي ضيوفٌ ثِقالُ الظلالْ
ستأتي المواجعُ تجتاحُ أرضي
تُقطّعُ فيها متينَ الوصالْ
ستأتي الجراحُ ولن ننتظرها
ويصمتُ حتى يموتَ المقالْ
ونبكي على الأرض دون دموعٍ
فدمعُ العيون قضى واستقالْ
سنحيا زماناً بغير وجوهٍ
من الخِزي ذابت وجوهُ الرجالْ
بلادي ملاذٌ غدت للبغايا
ونهباً لمنْ صالَ فيها وجالْ
تُحرّمُ فيها اللصوصُ حلالاً
وتجعلُ كلَّ حرامٍ حلالْ
سنأكلُ ملِحاً ونشربُ قدحاً
ونصحو سكارى نريدُ النِزالْ!
ونُعلنُ أن السيوفَ عِطاشٌ
تُريدُ لصوصاً غدوا بالجِمالْ
وباعوا البلادَ بأبخسِ سعرٍ
وكانوا الزواهدَ في كلِ غاْلٍ
وكانوا يقولون في كل صبحٍ:
سيأتي النموُّ وتأتي الجِمالْ
ستُمطرُ هذي السماءُ نمواً
وتُمطرُ تلك السماءُ " رمالْ"
رمالاً سنملأُ منها الجيوبَ
فتِبراً سننثرُ تلك الرمالْ
وتأتي الدنانيرُ من كلِ حدبٍ
وتدعو المواطنَ هيّا.. تعالْ
فصبراً عزيزي المواطنَ صبراً
كثيرٌ سيأتي يفوقُ الخيالْ
وصبرُ المواطن طالَ كثيراً
وأفنى المواطنَ داءٌ عُضالْ
فما عادت العيرُ منذ انفصلنا
ولا الغيثُ جاءَ ولكن رمالْ
رمالٌ تموتُ الحياةُ وفيها
نموتُ ونحيا ويبقى السؤالْ
دعتنا السيوفُ فلم نمتشقها
وكيفَ بغيرِ السيوفِ القتالْ؟!
وكيفَ تكونُ البلادُ أماناً
وليس يُدافعُ عنها الرجال؟
فعذرا بلادي عجزتُ السكوتَ
وقُلتُ الحديثَ الذي لا يُقالْ

كُتبت هذه المرثاةُ في سنوات التراجع


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى