الثلاثاء ١١ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠٢٢
بقلم عزيز العرباوي

مهنة التدريس ورهانات تجويد المدرسة المغربية

نظمت الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بالدار البيضاء سطات بشراكة مع المديرية الإقليمية بالمحمدية ومركز أجيال 21 للثقافة والمواطنة ندوة تربوية وفكرية تحت عنوان "مهنة التدريس ورهانات تجويد المدرسة المغربية" يوم الجمعية 7 أكتوبر 2022 بالمعهد المتخصص للتكنولوجيا التطبيقية الفندقية والسياحية بالمحمدية احتفاء بالمدرس في يومه العالمي الذي يصادف يوم 5 أكتوبر من كل عام؛ حيث شارك فيه العديد من الباحثين والمفكرين والنخب التربوية على الصعيد الوطني، نذكر منهم: الدكتور فؤاد شفيقي المفتش العام المكلف بالشؤون التربوية ومدير مديرية المناهج بوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، والدكتورة نادية بوضاض مديرة المركز الوطني لتكوين مفتشي التعليم بالرباط، والدكتور المفضل دوحد مدير المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين لجهة الدار البيضاء- سطات، كما ساهم المنظمون بكلمات ترحيبية وتأطيرية للندوة، بدأها السيد المدير الإقليمي لمديرية المحمدية السيد محمد جبوري، وممثل مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الدار البيضاء سطات السيد بوشعيب الزين، والسيد عبد الغني عارف مدير مركز أجيال 21 للثقافة والمواطنة الذي توقف عند مفهوم المدرسة الذي يتصف بالشمولية والتوسع حيث يشمل جميع أسلاك التعليم وصناعة التعلمات حتى التعليم الجامعي ودعا إلى تجديد وظائف المدرسة وتجويد خدماتها التعليمية والتربوية من خلال تدخل جميع الأطراف من أجل الارتقاء بالمنتوج التعليمي وخاصة المجتمع المدني لتقوية روافد الإصلاح بكل أبعاده.

تميزت مداخلة الدكتور فؤاد شفيقي "توجهات دولية في الرفع من قدرات المدرسين" بكونها دعت إلى التأكيد على جودة المنتوج التعليمي من خلال جودة المدرس في حد ذاته، والبيئة المدرسية التي تنتمي إليها المؤسسة، والبيئة الاجتماعية التي تنمو فيها المدرسية؛ فبدون رؤية الإنسان في شموليتها واعتباره المخترع من طرف المدرسة لا يمكن الحديث عن جودة المدرسة. كما توقف الدكتور شفيقي على أمثلة مختلفة من تجارب دول وخاصة دولة الفيتنام التي استطاعت تطوير تجربتها التعليمية بشكل مطرد وقوي؛ أما الحديث عن المناهج الدراسية فهو حديث ذو شجون خاصة إذا ما تم مقارنته بباقي الأنظمة والمناهج الدراسية في باقي بلدان العالم المتقدم، حيث قدم المتدخل تجربة الباحث التربوي كلود ليسار Claude Lessart، الذي قدم تجربة متميزة في مجال التكوين المستمر للأساتذة من خلال تطويره للممارسات المهنية خلال مسار الأستاذ المهني بحيث يؤكد على الانتقال من التكوين المستمر إلى تجديد الممارسة المهنية.

بينما تطرقت الدكتورة نادية بوضاض في مداخلتها "مركز تكوين مفتشي التعليم ورهان الجودة: أية مقاربة تكوينية لمفتشي الغد؟" إلى هيأة المراقبة وتحدثت بإسهاب خلال مرافعتها عن المفتش التربوي وأهميته في تحسين جودة التعليم في المدرسة المغربية واعتباره مساهما بشكل مباشر وقوي في تثمين الرأسمال البشري في المدرسة المغربية واعتبرت أن المفتش التربوي القائد التربوي وصاحب الدور الريادي في التأطير والقيادة والمساهمة في التغيير من أجل مدرسة الجودة.

تميزت مداخلة الدكتور المفضل دوحد "تجويد التكوين رهان المنظومة التربوية لإعداد أستاذ المستقبل" بالدعوة إلى التركيز على تكوين الأستاذ بشكل جديد ومتجدد ودوري لأنه هو رهان المستقبل ومن أجل ذلك العمل على اتخاذ إجراءات وتدابير تنظيمية وهيكلية مثل الفصل بين التكوين والتوظيف، والتوظيف والتأهيل، وإعداد أساتذة متخصصين بالابتدائي، وأساتذة متخصصين ومزدوجي التخصصات بالثانوي. ومن أجل تحقيق ذلك حدد المتدخل بعض المحطات لتجويد التكوين وهي: الكفايات الأكاديمية في ظرف 3 سنوات، الكفايات المهنية في ظرف سنة واحدة، المهارات السلوكية في ظرف سنة واحدة، تختتم هذه المدة بامتحان للتأهيل المهني. أما عن مواصفات خريج سلك الإجازة في التربية CLE فحددها الدكتور دوحد في العناصر التالية: تملك المعارف والكفايات لمواد التخصص، الاطلاع على مختلف العلوم التربوية، التمكن من اللغات التدريسية، القدرة على توظيف التكنولوجيات والتقنيات الحديثة، والتشبع بأخلاقيات المهنة.

في الختام فتحت الفرصة للحضور النوعي والمتميز من أجل الأسئلة والتوضيحات وإبداء الآراء حول مداخلات المشاركين في الندوة والتي تنوعت بين إضافة الأفكار والتعبير عن المواقف والتوصيات.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى