الجمعة ١ آب (أغسطس) ٢٠٠٣
بقلم أمل إسماعيل

نبــضات


نبض حيـاة

*******

كنت ميـتا في رحم الحيـاة، وها أنا حي.. في رحم الموت!

نبض صــورة

*******


ورأينا جثـث الطغاة مددة على مشرحة البغاة! وتساءلنا.. أيهما يستحق التشريح؟ في عصر أتقن الأوائل فيه "التشطيح"، والأواخر.. "التشليح"!!

نبض تهويم

*******

عانقت جماهير الحرية.. "هيولا" الحرية..

وانتفضنا عصافيرا ببلتها "الخيبة"..

وما زلنا نقرأ تاريخ بلاهة الانتصار ونضحك ببلاهة الهزيمة!

ولا تنتهي هدنة الضعفاء إلا بملل الأقوياء ورغبتهم في بدء صفحة جديدة.. للعبة "شرطة وحرامي" جديدة.. نحن فيها "الحرامية" دائما!

هل أصبحنا في يوم يصيح فيه من يبغي إخافتنا: " بـوش".. كمن كان يخيفنا بـ: " عـَـوْ "؟!

نبض هـاتف

*******

قبل أن أحادثها، انساب صوتها الغامض المحبب عبر سماعة الهاتف.. تنشدني العودة إلى ديار الوطن الغريب أكثر من ديار الغربة!

وكيف تفهم أمك أن ثديها ما عاد يدر حليبا سائغا؟ وأن كل قطرة منه هي سم ناقع؟!

وكيف تفهم أمك أن أرضك جحر رابض ينتظر ساعة يلدغك يوم تطأ قدمك إياه؟!

وكيف تفهم أمك أن أشرطة الذكرى ومرابع الطفولة خانتها الألعاب الإسفنجية وهجرتها صيحات البراءة النقية؟

وكيف تفهم أمك أن طفلها الحبيب البريء ما عاد "طفلا".. وما عاد "حبيبا".. وما عاد "بريئا".. وما عاد.. وما عاد!!!!!!!

وكيف تفهم أمك أن أولئك.. أجمعهم.. طعنوك، يوم فتحت لهم صدرك متلقيا أحضان الوفاء.. فرموك بخناجر الغدر؟!

وكيف تفهم أمك.. أن وطنك أضحى خيمة تنصبها في قلبك؟!

وكيف.. وكيف؟!

وبعد أن تدلت سماعة الهاتف من فم الزمان الكئيب.. سمعتها في غيهب الأصوات تصيح: إني لآتية!


نبض هـروب

*******

من نفسي أهربُ

لا منـِّي!

أخشاها ذاكرتي الأخرى

تضنيني الأحرفُ إن ذكرتْ

بشفاهِ الأيام المُـرَّهَ

وتنزّ جراحي ذاكرةً

مُشبعة بغباءِ الماضي

مشبعة بفلولِ تحدٍّ

منْ نفسي شـُحذت.. ولنفسي!

قالوا: عُـودي

قالوا: جُـودي

قالوا: يا صورَ الجُبنِ أترسُمها

نفسُ النفسِ!

وأنا لا أخجلُ منْ هَـربٍ

يُحيي الأخـْرى..

وَيـُدمِّرُ ذاكرةَ الأمـسِ!


نبض مـوت

*******

أصبحت.. كفـنا يواري سوءة الحياة، بعد أن كنت عورة تفضح سوءة الموت!


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى