السبت ٢ شباط (فبراير) ٢٠٠٨
بقلم نوزاد جعدان جعدان

نشيد شاب عائد إلى غزة

في مساء له طعم الحنظل..
تعارك هابيل مع قابيل ..
وتخاصم الأمين والمأمون ..
ليباشر شارل وهنري المنادمة..
فشرع شاب من غزة يشدو الموّال:

* * *

في زحمة البرد مهاجر..
لأنني أتصبب عرقا من البرد ..
في الماضي كان الثلج لا يهزني..
من الجوع أثقلت خطواتي ..
لكني سائر ,فجوعي للحرية أقوى..
طريقي معطرة بالزهور..
والغيث لا يتوقف..
فلقد غرق البحر بالرمال..

* * *

أنا خد سئم الدموع ..
وراعي بلا قطيع..
ورقبة ذلّها الخنوع ..
وغصن يميله النسيم ..
قلمي نشف منه الحبر..
عيوني أمست بلا جفون ..
صراخي بلا صوت ..
خدي حنّ للقبل ..
ووجهي أحمرّ من الصفعات ..
إلا أنني جبل لا تهمني التلال..

* * *

حجارتي تدمي العدو ..
لكنها تحولت إلى أشواك في يدي..
طريقي موحلة لكني تعلمت عليها ..
تذكرت في الدروب نهري الجميل..
إلى أن سقط فيه الغراب..
كان صباحا بلا ضوء ..
عندها قررت العودة..
لن أبني الأحلام على سطح الغيوم..
فطريقي إليك متاهة مؤلفة من طريق واحد..
لكنني عائد ..
لتنحني الأغصان ..
وتميّل الأزهار أعناقها في طريقي..
ولتزهر الأغلال..

* * *

عائد لأوقف بيع اللحوم ولو كره الجزارون ..
عائد لأمنع قطع الأشجار ولو كره الحطابون ..
عائد ولو سرق الليل الصباح ..
عائد ولو فقد الظلام وشاحه..
عائد إلى طاولة الشطرنج قبل فقدان جميع حجارتي ..
دعونا نكون كبارا في الشطرنج ..
كما تفوقنا في النرّد ..
وأن لا نتوقف كثيرا عند الأطلال..

صالة العرض


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى