الخميس ٩ نيسان (أبريل) ٢٠٢٠
بقلم جمال سلسع

نصوصٌ أدبيةٌ تُقاوِمُ كورونا

الجزء الثاني

سأُعريَّ جدرانَ مدينتي منَ الهزيمةِ...!!
أُعَطِّرها بمذاقِ الشَّمسِ...
هكذا قالَ جدي...
عندما انكسَرَ "هيرودوس"
أمامَ مغارةِ بيتَ لحمِ
أمشي إلى جمالِ مدينتي...
ورسالتي تحمِلُ وصيَّةً واحدةً
لا تتغيَّر.....!!
فخُطايَ تَتَمَرىَّ وروداً
ما بينَ الأرضِ والسَّماءِ!!
أَشعَلتُ ضوءَ الشُّموعِ،
فذابَ كأسُ الخوفِ...!!!
استمرَّ خطوي يفتَحُ النوافذَ للشمسِ..!!
لا وقتَ في جسدي أمامَ الضَّبابِ،
إلاَّ لصوتِ الآذانِ...!!!
وأجراسِ الكنائسِ...!!!
لا يشعُّ في روحي سوى صوتِ السماءِ...!!!
يُرَتِّبُ أبجديَّةَ السَّلامِ في قلبي!!
فكيفَ لا يَليقُ بيَ الصَّباحُ،
ومدينتي تقطِفُ عناقيدها...
من كرومِ البشارة...؟؟؟
صوتُ المدينَةِ يُرَتِّبُ كَلِماته...
على بوحِ مشاعرٍ تُلامسُ شفافيةَ الروحِ!!
فتسمعُ المدينةُ دقَّاتُ قلبها...
جذلى ... تُصليِّ...!!
ولمْ تكنْ تدري أنَّ كَلماتها
تَدُقُّ أبوابَ السماء...!!!
ليتهم يُدركونَ شموعَ قلبي المشتعلة..!!
فندى روحي لا تُبَدِّله طقوسُ المرحلة..!!
لا أَزالُ أُرتبُ قلقي قُرنفُلَةً...
تُضيءُ أبوابَ مدينتي...!!!
سأُبقي الشموعَ مشتعلة...
فقد علَّمتني كيفَ أفتحُ بابَ النهار...!!!
لا شيءَ يُطلُّ عليكَ في ظُلمَةِ حيرتكَ
سوى نورِ قلبكَ
فامتطي هذا النور...!!!
وأنتَ سائرٌ في ظلامِ الوقتِ..!!
لا تنتظر سوى خُطاكَ...
فعلى كلِّ خطوةٍ...
ينهضُ اللوزُ ويفوحُ الياسمينُ،
على ضفةِ الخوفِ...!!!
فلماذا تنتظرُ أحداً سواكَ...
واللهُ يرعاكَ...!!!؟؟؟
لن يتسلل الضَّجرُ الى مدينتي!!
وهيَ تقطفُ كلَّ لحظَةٍ حبةَ ضوءٍ
تُعَلِّقُها على أبوابِها...!!!
فقد انتصَبَ في شوارِعِها...
جيتارٌ يعزفُ لحنَ السماءِ...!!!
تذكر وأنت حاملٌ صليبَ الخوفِ،
ما زالَ اللهُ يقودُ خُطاكَ...!!!
تذكر وأنتَ واقفٌ أمامَ الوباءِ،
لا تزالُ شموعُ المغارةِ،
تُعلمكَ النظَرَ إلى السماء..!!


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى