الثلاثاء ١٨ شباط (فبراير) ٢٠١٤
بقلم مصطفى عبا

نصوص قصيرة

أُمِّي
دمعة
عمّا قريبٍ ستبكي هذه السَّحابةُ فوق قبركِ يا أمِّي...

وسأهطل كالسيل.

ماعُدتِ هُناك

ماذا سأفعلُ هناك وأنتِ لستِ هناك؟

كنتِ وطني العميق، جذري الراسخ في أعماق الأرض لكي أستقيم وأصمد.

إنْ لمْ تُعدِّي لي غرفة بجواركِ فلا رغبة لي في العودة إلى البلدِ المؤلم.

أكره الذي قتلك.

أعرف الذي (مَن) قتلكِ يا أمِّي.

أكرهُه.

أكره السَّرطان.

كنتِ يا أُمّي

كل هذه السنوات التي مضت من هذا العمر الذي ينقرض تثقل ظهري فأنحني من شدة الوهن...

كنتِ (وُجودُكِ كان)عكازتي التي بها أستقيم وأكابر.

الآن ـ وأنتِ هناك ـ رأسي يلامس الأرض...

وجسدي قوسٌ أو أَدْنى...

عما قريب سآتيك وسأكون أشد سعادة بكتابة العالم من جديد وإياك ونحن مضطجعان جنبا إلى جنب في تلك المقبرة البئيسة.

سألاقيكِ

أمي!

أؤاخذكِ علي شيءٍ واحد فقط:

رحلتِ لوحدك وما دعَوْتِني إلى مرافقَتِك كما كنت تفعلين وأنا صغير.

الآن أمارس الموت البطيء لكي أجيء...

إليك

هناك.

موتكِ موْتي

الآن

أنا الميِّتُ يا أُمِّي

ولستِ أنتِ.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى