السبت ٣٠ أيار (مايو) ٢٠٠٩
بقلم عبدالباسط أبوبكر محمد

نـواقِـصُ

نقصني الكثيرُ من الصمتِ
ولهفةٌ مُصطفاة وحزنٌ حكيمٌ
تنقصني دهشةُ الروحِ
في مساربِ الرؤيا
ذوبانُ العمرِ في أكوابِ الرحيق
هُطولُ الفرحِ
نبضُ الحرفِ الرقيق.
تنقصني امرأةٌ
تسدُ عجزَ الخيالِ
وتُرممُ شروخَ الذاكرة
وتفيضُ راحتاها بالوقتِ الزُلالِ.
تنقصني:
مسافاتٌ للعطرِ
وقبضةٌ للحبرِ
وقفصٌ للأمنيةِ
وشِباكٌ للضحكِ المراوغِ
ينقصني جناحٌ من أسئلةٍ.
وأصدقاءٌ يُعلمونني
كيف استدرج حيرتي
إلى فخِّ اليقينِ.
ينقصني وطـنٌ
أقودُ صوبه خُطاي الخائبةَ
فيُعلنني أرجوحةُ أملٍ !!
ويفتحُ في القلب نافذةً من نشيد.
............
ينقصني..
لأعرفَ كيف:
أُذوّبُ مَشاغلي الـمُؤجلةَ
وكيف أرتدي فوضايَ؟!
دون أن أتعثّرَ في النظامِ !!
كيف أنفخُ في النثرِ روحَ القصيدة؟!
كيف أُشعلُ الوظيفة؟!
كيف أُرمّمُ طفولتي؟!
كيف أذهبُ في الخيال؟!
دون أن تجرحني العيونُ
ويرهقَ كاهلي صهيلُ الرغبةِ.
................
ينقصني الكثيرُ
لأمرَّ إلى قلبي:
دون أن تتوزَّعني المخاوفُ
دون أن تبزغَ الظلالُ
و تستدير الجهاتُ
دون أن تتوهَ الخطوةُ
وينفلتَ الاحتمالُ بعيداً !!
................
ينقصني الكثيرُ
لاشتهي حياةً مُغايرةً
وأرسمَ وطناً في غفلةِ الطلباتِ !!

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى