الاثنين ٢٧ حزيران (يونيو) ٢٠١١
بقلم فيصل سليم التلاوي

هذي الملايين حقًا أمة العربِ

إلى (مجنون فلسطين) وشاعرها الكبير المرحوم يوسف الخطيب الذي صرخ ذات يوم من أيام عام 1963 عاتبا على أمته، فقال:

(أكاد أومن من شكٍ ومن عجبِ

هذي الملايين ليست أمة العربِ)

وأهديه اليوم هذه القصيدة بعد أيامٍ معدودات من رحيله بعد أن أطبق جفنيه إطباقة رضًا على ما أعتقد، على مشهدٍ جديدٍ لملايين أمة العرب في ربيعها الجديد.

يا ســـيدي قرَّ عينًا فـــي ذرا الحُجُبِ
و نم قريرًا وأطفئ ســـورَةَ الغضبِ
هذي الملايينُ فــي الساحاتِ هادرةٌ
تنفي الذي خِلتَ من شكٍ و من رِيَبِ
لمـــا شــــــــــــهدتَ زمانًا قُلَّبًا نكِدًا
فقلتَ مــــن ألمٍ مُضنٍ و من عتَبِ:
(أكاد أومن من شــكٍ و من عجبِ
هذي الملايين ليسـت أمة العربِ)
هذي الجُموعُ التي بُحت حناجرها
فزلزلت كل أفّـــــــاكٍ و مُغتصِبِ
هــــذي الرعود التي خَبَأْتَها أمدًا
قد أمطرت,لم تكن من عابر الُسُحُبِ
هـــذي الوعــود التي منيتنَا زمنًا
مجيئها,صدقت والوعــدُ لم يَخِبِ
هذي الجموع التي قد خِلتها خرست
دهـــــرًا فأبنتها إذ قلت: واعجبي!
كأنما أمتي من طــــــــول رقدتها
عروقها نضبت من دمّها العـربي
واليــوم إذ نزعت أكفانها و هفَت
لكل مُؤتلِقِ الآمال مُـــــــــرتقَبِ
راياتها الحُمرُ في ساحاتها خفقت
يهزها كل مرهــوب الجنابِ أبي
فتيانُ صدقٍ تنادوا مقبلين وقـــد
عرّوا صـــدورهمُ للنارِ واللهبِ
طلابُ حقٍ,و للحـــرية انطلقوا
المجـدُ للطالبِ المقدامِ والطلبِ
رفَّت على تونسَ الخضراءِ وانطلقت
شرقًا و ـوقًا فوافت أقربَ القُرُبِ
وركّزت بضفافِ النيلِ ســـاريةً
و عممت هامة الأهـرامِ بالشُهُبِ
هامت فعانقت الميدان في شَغَفٍ
واسترجعت فيه ما قد قِيلَ من خُطبِ
ما سال من دمها عطرًا و تزكيةً
أكــرم بدمٍّ روى الميدان مُنسكبِ!
هبت جنوبًا على صنعاء فانتعشت
ربوعها,و علتها هِـــــزّةُ الطربِ
ياأمة العُربِ وهمًا كان ما صنعت
يدُ الطواغيتِ مــن قيدٍ ومن رُعُبِ
واهِ كمثل خيــــــوطِ العنكبوتِ إذا
إرادة الشــعبُ قالت قولها الأرِبِ
فواصلـــــي زحفكِ الميمون أمتنا
هذي الملايين حقًا أمــــة العربِ
واستبشري يا فلسطين التي يئست
حينًا لما راعها من حالِكِ النُــوَبِ
إني أرى من ربيع العُربِ بُرعُمَهُ
و سوف يُزهرفي يافا و في النَقَبِ
يا شاعري نم قرير العين ما نعمت
(دورا) بجنيِ ثمارِ التينِ والعـــنبِ

مشاركة منتدى

  • الحلم الضائع
    وقفت أرقب سَـــــــــحّ الدمــــــع في المقل ** ماذا دهى الناسَ من شاكٍ ومُبتهِل
    كأنّــــــــــه مــــــأتمٌ قــد حــلَّ في بلــدٍ ** كان المُــؤمَّلُ أن نلقــاه بالقُبــل
    والأرض تبكـــــي بنيهـــــا وهي تُرجعهم ** مُكفَّنـينَ إلى رحــم لهـــا خَجِـل
    والطــفلُ يمســـحُ دمـــــعَ الأمِّ ليس لنــــا** يــا أمُّ حــقٌّ بهـذا العالم السَّــفِل
    لمَ البكــاءُ إذا كــــانت فصـــــــــــائلُنا** تبيعنا برخيـصٍ مـثلَ ذي عِـلل
    يـــــا أمَّـنــا الأرضُ بعـدَ الدّمِّ تلزمنا** غِـربـالُ عَدْلٍ وتمحيـصٍ لمُقتَبَل
    فلن يســــــوسَ بلادَ الشــــــام من سرقوا** كُحلَ الأيامى وباعوا الحقّ بالدّجل
    وكلُّ مـا أنتجته الشــــــــــــامُ مُـنتَهَـبٌ ** لِطُغمَــــةٍ يبتغـون الغُنْمَ في عَجَل
    فهل رأيتـم عبيــــداً حرّروا وطنـــــــاً ** فكيف لو أصبحوا من قادة الدول
    وفـــاقدُ الشيء لا يُعطيـــه من طلبـــــوا ** ومـا لنا بعبيد المــال من أمـــل
    فقلتُ من حُرقتي والحــزنُ يَعصِرُني** من لي بعينيكِ يا خنساءُ...واخجلي
    هلاّ تُعــيري لأهل الشــــــــــام من ألمٍ ** عينيكِ نبكِ بهـا مـا ضاع من أمل
    جفّت دمــــوع اليتــامى بعدما انطفأت** ملامـحُ الأمـل المعقـودِ بالمُقَـل
    مــــا كانت الشـــامُ تُلقي كلَّ مــا مَلَكَت ** من البنـين ومِن فرســانهــــا الأُول
    وتمـــــلأ الأرضَ أجـداثاً وألويـــــــةً** وكلَّ غـاليةٍ والنـاسُ في شُغُـــل
    ليعـتلي سُـدّةَ التقريرِ شِرذمـــــــــــةٌ** من الثعــالبِ والأوباشِ بالحِيَــلِ
    ربــــــــاهُ لطفَكَ فينــــــــا لا تُؤاخْذنـا** بمــا طــرا من سفيـهٍ سـيِّئ رذل
    لقـــد نَصَبْنا فأعلينـــا مَنــاصبنَــــــا** لــذلك الحُلُـمِ المرجــوِّ و الأمــل
    ................................................................النصُّ طويل وله بقيّة

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى