الثلاثاء ٣ شباط (فبراير) ٢٠٠٩
بقلم هشام فتحي

وبـــــدأتُ اســــــــــألُ

إني مللت الصيحةَ الصماءَ تخرجُ من فوهةِ بركانٍ ثائرٍ ثمَ تستقرُ في قاع بحرٍ ميتٍ وما عادت تقرُ عيني بلوحةِ الفنانِ التي ينقصها براعةُ طفلٍ في غزة أو صمودُ جدارٍ في شوارعها.كلُ اللوحاتِ الخالدةُ الآن وفقط طواها الليلُ في غزة وفاءت المعركةُ بكلِ قلبٍ إلا قلب خطباء السلطان. ونائحات الأحزان.وبائعات الأحلام في سوق نخاسةِ المشاعر. اليوم والساعة والزمان والمكان لكل من في غزة الحجرُ والشجرُ والإنسانُ والحيوانُ والسكونُ والحركةُ والجدارُ والأسوارُ والمئذنةُ الصامدةُ وتلك التي تريدُ أن تنقضَ...كلُ شئٍ هناك يستحقُ أن يكونَ في جدارية بعيدة عن معارض فناني الكلام وصانعي رشاقة الأقلام. أما نحن حتى الحركة فينا والشعور سواء العاكف فينا والباد كلها خلفيات الرماد في لوحات السواد

وبدأتُ اسأل ُ
. كيف اســـــــــألُ؟
. والجـــــــوابُ هو الجـــــــوابْ
مَنْ ذا يقاومُ وهْجَ أوردتي
.. بأشعارٍ يُصفّدُهــــــــــــا الكتــــــابْ
النارُ تحرقُ
..والدماءُ تثورُ
.. والجُرحُ المعبـــــــأُ بـــــــــالعذابْ
وقصائدي..
بالحذفِ والإضْــــــــــمَارِ
.. أحيانـــــــــــا تُعـــــــــــــــــابْ
مـــــــــاذا سيبقى.؟
.بعد مـــــا انكسر اليراعُ..
وكَبَلتْ شمسي السحابْ
ماذا سيبقى.؟
.بعد ما جَمُــــــــدتْ دموعي.
.وانزوتْ عند الغــــــــــيابْ
يـــــــــــــا أمتي..
إني تعبـــــــــــــتُ من السباحـــــــة َ
في السرابْ
ومن اندلاعِ النـــــــــــارِ في صمت ٍ
.. ويخمدهــــــــــا الخطــــــابْ
والصمتُ يقــــــــتلُ من يبــــــــوحُ
.. ومن يفكرُ في اقتــــــرابْ
هذا دمي المعصــــــومُ.
.مهدورٌ تَســـــــــَــــــــتّرَ بالـــــــترابْ
هذا أبي المصلــــــــوبُ
تعرفـــــــــــــــه المفـــــاوز والشعاب
هـــــــــــــذا أخي المكلـــــوم..
والأم الممزقــــــــــــة الثيابْ
والطفــــــــــلُ يقـــــــــــــــذفُ بالحجـــــــارةِ.
. لا يبــــــــــــــالي..
المدفـــــعَ المرصـــــــــــودَ مــــــــن حــــــــول الرقــــــابْ
والشيخُ يقرأُ سورةَ الفرقانِ
والسبعَ المثانىَ في الشدائدِ والصعابْ
مـــــــاذا سيروي النجمُ عن ليـــــلِى.؟
. وليلي...كلُ مــــا فيه انتحابْ
ماذا سيروي ذلك العصفورُ.؟
.والأوطانُ يحضنــــــــــــها الخــــرابُ
والبدرُ يبحثُ عن زمـــــــــــانِ العزِ أيـــــــــــن.؟
. وكيف غــــــــابْ..؟
والرمــــــــــــحُ
. حتى الرمــــــــــــحُ يبحثُ عن " حُبـــــَــــــابْ "
وذهبتُ أســـــــــــــالُ.
. هل يردُ الشعــــــــــــرُ مـــــــــا أخذَ الذئابْ..؟
تلك القوافي قَـــــــــــــــوسَت عزمي
.. بأبيــــــــاتٍ عجـــــــــــــابْ
مـــــــــــــا عــــــــاد ُيجدي الشعرُ في زمن الحـــــــــــــرابْ
والسيفُ أوهنــــــــــه مبيــــــــــــتٌ
طـــــــــــال في حُضنِ الجرابْ
والسهمُ بين القــــــــوسِ.
. مــــــــــــأسورٌ مصــــــابْ
من.. ذا
سيرفع هامــــــــةَ السيــــــــــفِ المُهــــــابْ.؟
من..ذا سيرمي السهـــــــــــمَ منتشــــياً أنا.
. أنا المقدادُ والخبَّابْ
أنا الإعصارُ يــــــــــــا قومي.
. أنا الجبلُ العتيقُ أنا الهضابْ
أنا الشلالُ..اقصمُ هامةَ الموج ِ
وأجعــــــلُ رقْدةَ البحرِ اكتئابْ
مــــــــــا عدتُ اسمع لـلقـــوافي والمــــآسي والعتـــــابْ
ما عاد يحمــــــــلُ وردةً كفي
واطربُ بالــانى والشرابْ
سأعودُ احملُ جُعبتي
وأسيـــــــــــــــر من بــــــــــابٍ. لبـــــــــابْ
واشـــــــــــــــــقُ دربي قـــــــــاصداً فصــــــــــــــلَ الخطابْ
ولا ســــــــــــــؤالُ ولا جـــــــــــــــــــوابْ

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى