الخميس ٩ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠١٧
بقلم
وجهي نافذة هرمة
ونحن صغاركنت أصنع مصائد للضوءأنصب المرايا الضريرةوأستدرج الشمس للسور الكحليأمزّق من صلب السواد ورقة ورقةكي يتبعني رأس النوريستنهض قلبي ألوان الضياءفتتراقص العتمة دون زهر يذكرحين يمتد من الكوة الضيقةصوت الجناح وعداًوتسقط قامة الضوء في الشركأُغلق العصافير على قلبيأعصر ضحكتي فوق ظلّيوأترك يدي فوق ريش التعبكي ينضج وجهي في قوارير الوقتالساعة تمام العتمة من كل ليلةأتسلل خلف السوروأوقد مزاجي الحنطيأُحرر الضوء وأُطلق وجهي من سباتهفي الصباح أعود لأنصب الشراكوأتحايل من جديد على الضوءأصطاده مرة أخرىوبنزق الصبيان أرفع مصيدتيكي يهرب الضوء ويتلاشىمثل كسرة ضحك ابتلعها الحزنكنّا أطفالاً نتقاسم الطرائد وبستان التيننُفرط في نصب المرايانتشارك القبور ويوحّدنا البكاءكل شيء يعود لأصلهقادتني فطرتي إلى صفصاف القريةلم يعد البستان كما كانبلا حول تقبع المرايا الصدئةفي بيتي مرآة عمياء كبيرةكثيراً كبيرةبحجم السور الكحلي للمقبرةلكن قلبي الآن أكثر رشداًمن الماء الخشنكلما فتحت عليه مطريعلى حين غيمةوأمسى وجهي نافذة هرمة الدربيبتكر للغياب خيلاًلتدوسني حوافر الراحلينيا الله كم يحب المسافرين هذه القبورمثل حَمَل صغير استيقظ متأخراًفي المرج الشرقيدون أمهأكبو مرتبكاً أستجدي وجهيينفطر صدري زهرة وعصفوراًولا يفلح الضوء في الانبلاج