الخميس ٣١ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠١٩

وحدتي المنداةُ بصوتك

محمد آيت علو

تأخذينَ برَأْسي كلَّ مساءٍ ...
تُجِيدينَ هَدْهَدةَ القلْبِ،
عصف الحكايات،
تتَحمَّلينَ غُبارَ المَسافاتِ،
ووحدتي المنْداةُ بصوتِكِ،
يُؤْنِسُني في لَيالي التوَجُّسِ
والغَزْوِ، والرَّحيلِ...
يزرَعُ في الخلاءِ نخيلاً وظلاًّ
إليْهِ أفيءُ ...
وأَغْمِضُ عيني، أَحلُم أنَّ بصَدري
طفلُ التَّوهُّجِ، أَنْكَرتْهُ القَبيلَهْ...
ليسَتِ الَّتي تسْتحِقُّ الوَلاءْ،
وليستِ الَّتي تتَقَلَّدُ أوسمةَ
الشِّعْرِ...
وكَمْ يُردِّدونْ...
نَعرفُ كمْ تقرضُ الشِّعْرَ،
كمْ تَتزاحمُ بالسَّيْفِ عندَ الملمَّاتِ...
كمْ تَمْلِكُ القَلْبَ، والعَيْنَ، والإسْتِبصارْ
لكننا، لا نُريدُك صَوتاً...
لانريدُك إعلاءً للعزَّةِ والنُّصرةِ......!
لانريد كبرياءَكْ...
هَكذا طرَدَتْني القبيلةُ...
وضَجَّ بيَ الشِّعرُ، والشعراءُ أغارُوا...
كما رمتني القبيلةُ بالإفْكِ...
والآن َ تَمْنحُ أبْهَى القلائِدِ للفائِزينَ...
تطلبُ رأسي وسيْفي...
وهَأنذَا أَلُوذُ بكِ
. جئْتُ لاتنكريني..
ارتميتُ بصَدرِكِ
يا رَحبَةَ الصَّدْرِ...
لذتُ بعينَيْكِ،
شِعري منْ وَجْنَتيْكِ يُضيءُ...
جئتُ رثَّ الثِّيابِ فَقيراً...
أُغنِّي بشعري عن كلِّ من هامَ مثْلي
في الصحراءِ،
جئتُ لا تُنْكري الحَضْوَ،
، لا تُسْلِميني لسيفِ القَبيلة
حَسْبي...أنَّكِ أَحْلى القَلائِدْ...
حِينَ مَنَحتُكِ بالأمْسِ
أَعْتَي السُّيوفِ
تُطَأْطىءُ بيْنَ يديْكِ الرُّؤوسْ...
وتحرُسُ بابَكْ
حَسبي، أُقسِّمُ جسمي بيْنَ الجُموعِ
الكَثيرَهْ...
أَحْتسي برودَةَ مَائِي...
من أجلِ عينيْكِ...
أَريقُ ماءَ وَجْهي،
تُشْفى جِراحي منْ أجلِ عَينيكِ...
وينطلقُ الشِّعْرُ...
يصرُخُ باللَّيلِ،
حتَّى يقُضُّ المضَاجِعْ...
يخترقُ أعْتي الحُصونْ...
وإني لا أخُونْ...
لأني عاهدتُ عينيْكِ
ذاتَ صَباحْ...
متقلداً سَيفي،
ممتطِيا فَرسي...
هذا الَّذي يُحِسُّ بنَفسي،
وأَنْفاسي...
ويُكابِرْ،
هذا الَّذي ما فتئَ
يأمُرُني أنْ نُسافِرْ...
أنا الَّذي هاجَرتُ...
وقامَرْتُ...
وغامَرْتُ...
وخَسِرتُ...
ورَحَلْتُ...
يوما أغيرُ على السَّهلِ...
يوما أَغيرُ على النَّجْدِ...
سيفي... كُلَّ اللَّيالي الكَئيبةِ أسقطَها تحْتْ.
كلُّ حِكاياتِ الفُرسان
أَدْرَكَ زيفهَا
إلا حَقيقَتي
وقد شاهتْ وجوهُ القبيلةِ، والشعراءُ....
يُريقونَ وجه القصائِدِ..
بيْنَ دِنان ِ الشَّراب...
يأبَوْنَ إلا ذُلَّ الرِّجالِ الكرامِ على الأرضْ،
منذُ هاجرتُ...
سيفي أشرعُهُ في الوجوهِ الصَّاغِرهْ...
قافِيتي أنفُثُها في القُلوبِ
الحاسِدةِ...
الحَاقِدةِ، النَّاقِمهْ...
لعلَّ الحجارةَ تسقُطْ،
أبْني بها سِياجاً وصَرْحاً
منَ الحَنانِ والحبِّ...
والغَزلِ الرَّائقِ...
أفتحُ باباً منَ الدِّفْءِ للأشقياءْ...
أعلمهم عُذوبةَ الحُبِّ...
وما كان بيني وبينَكْ...
"أيَّتُها العَدوِيـَّةُ...البَدَويةُ
من دونك سلبُ النفوسِ، ونارُحربٍ تُوقَدْ..."
فلا تُطيلي التساؤل َعنْ سفري...
وغُربَتي في ليالي الشِّتاءْ...
فما زالتِ القبيلةُ تطلُبُ رأْسِي...
والشعراءُ مازالوا يُريقونَ ماءَ وجْهِي...
يَكيدونَ لِي...
وماعُدْتُ أُبالِى...
"فلا أهْلُ...ولا كأسُ...ولا نديمٌ...
ولا سَكنُ..."
فَأنا الذي طلَّقْتُ الدُّنيا
وجميعَ الفِتَنْ....

محمد آيت علو

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى