الخميس ٢٩ تموز (يوليو) ٢٠٢١
بقلم عبد الستار نور علي

يا ابنَ الفراتين...

في قصيدتهِ"في وداع أم نجاح"يرثي شاعرُ العربِ الأكبرُ (الجواهريُّ) زوجتَه آمنة (أمونة) جعفر الجواهريّ (أم نجاح)، التي انتقلت الى رحمة الله عام 1992، والتي ترقد بجانبه في مقبرة الغرباء بالسيدة زينب في سوريا. القصيدة مكتوبة على شاهد قبرها. يقول في مطلعها:

ها نحنُ، أمونةً، ننأى ونفترقُ
والليلُ يمكثُ والتسهيدُ والحُرَقُ

وقد كتبْتُ حينَها بضعةَ أبياتٍ، أخاطبُه فيها، إذ قلْتُ:

يا ابنَ الفراتينِ، لنْ تنأى بكَ القدَمُ
لا الليلُ يمكثُ، لا التسهيدُ لا الحُرَقُ
يا ابنَ الفراتينِ، فالدنيا إلى صِغَرٍ
حربُ المسافاتِ في أيامِنا رَشَقُ
الجمعُ يمضي، ويأتي الغيرُ يوصلُهُ
عِرقـاً فعِرقـاً، و نارُ الحرفِ تأتلِـقُ
والصـابرون على البلوى شِـتاتُهمو
جمعٌ، وإنْ حُشِّدَتْ في حربِهمْ فِرَقُ
يا ابنَ الفراتينِ، ما زادَتْ و لا نقصَتْ
تلكَ الأمانيْ، لها في القلبِ مُحتَرَقُ
قد حمَّلتْنا صـواريها مُنـازلـةً
ما بينَ أمواجها طوْقٌ ومُخْترَقُ
أنْ نستفيقَ وهُوجُ الريحِ راحلةٌ
وأنْ نُصبِّحَ في الآفاقِ ننطلـقُ
وأنْ نُمسّيَ، والأقمارُ في كَبِـدٍ،
وفي الكؤوسِ خمورُ الحبِّ تندلِقُ


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى