الثلاثاء ١ آذار (مارس) ٢٠٢٢
بقلم علي بدوان

أبوي أبو العبد، وأخوي العبد، واخوي محمد

في حيفا، وادي الصليب. ولد اخوي العبد. واختى الكبرى قبل ان ننتقل الى بيتنا ودارنا بشارع الناصرة بحيفا. اخوي العبد عاش سنواته الاولى بحيفا بكنف ابوي. واخوي محمد ولد في (عنبتا) بعد خروجنا من مدينة حيفا كلاجئين عندما خرجنا قسرياً من حيفا، تاركين خلفنا الدور والمنازل، نودع اشجار حيفا وجبل الكرمل، على أمل العودة السريعة القادمة لوطن الأجداد.

ابوي ابو العبد رحمه الله، واخوي العبد، واخوي محمد، عاشوا ولو لفتراتٍ قصيرة تحت هواء وسماء فلسطين : في بلدة (عتيل) قضاء طولكرم حيث وجود اعمامنا قرة اعيننا. وفي بلدة (عزون)، و (بيت سوريك)، وبدو.. والقدس..

وفي القلب من بقي في مدينة حيفا، وخالتي في مدينة أم الفحم، ام النور والضوء. وابناءها وانسباءها ... وسبق ان نشرت صور وادي الصليب وصور دارنا في شارع الناصرة في حيفا.
ابوي ابو العبد رحمه الله، عاش باليرموك وحلم العودة يحوم ليل نهار في حياته. وامي ام العبد العصامية الفلسطينية رحمها الله. وعموم شعبنا في منافي الشتات وخاصة بلدان الطوق الاردن وسورية ولبنان...وبعدها بسنوات قليلة جداً قامت سلطات الإحتلال بتجميع أبناء مدينة حيفا في (وادي النسناس)... وكذا فعلت بأكثر مدننا وبلداتنا وقرانا في فلسطين...

وكذا اجيالنا... لا اخشي على نفسي، فقد كنت دوماً مع طليعة ابناء فلسطين في كل مكانٍ ساخن. لكن املي بالله كبير بنصرة شعبنا. املي بدور اجيالنا الصاعدة. نريد الحياة للجميع. لاهل الوطن والارض التي تم اغتصابها....

من جانبٍ أخر، لايقل أهمية، في الوقت الحالي، وبشكلٍ استثنائي، نقول إن مواجهة (داء م كورونِ) في عموم المخيمات والتجمعات الفلسطينية في سورية . بالرغم من الشح المالي الذي تقدمه الوكالة (الاونروا) للفلسطينيين . مستمر، رغم أن الشح المالي أدى الى تراجع في الخدمات المقدمة للفلسطينيين . وهذا التراجع انعكس على الحياة الاقتصادية والصحية وحتى التعليمية على حياة الناس في المخيمات الفلسطينية وخاصة في اليرموك.

ان هذا الوضع الصعب يستولد في الحقيقة أوضاع صعبة تجعل من مكافحة هذا الداء مقاومة ليست بالسهلة بل تحتاج الى جهد استثنائي وحملة عالمية للتبرع للوكالة ماليا ومساعدة مجتمع لاجئي فلسطين على تخطي العقبات والوصول الى بر الأمان وهو ما يتطلب دورا عربيا استثنائيا لا ان يتم الاعتماد على الوكلة فقط فالوكالة لوحدها غير قادرة على القيام بمهامها لوحدها ونأمل ان تساعد الدول العربية على حمل هذا العلاج والانتهاء منه.

(الصور : والدي بحيفا قبل النكبة، واخوي العبد ومحمد في دمشق، لقطات استوديو الربيع)


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى