الاثنين ٢١ أيار (مايو) ٢٠١٨
بقلم كريم مرزة الأسدي

أجبْ يا أيّها البلدُ الصبورُ..!!!

البحر الوافر

لأجل عينيك يا عراق!! هل يحقق السيد مقتدى الصدر آمال العراقيين بعراق موحّد دون طائفية ولا لصوصية ولا مناطقية ولا محاصصة ولا انتهازية. قصيدة نظمتها قبل احتلال العراق (2003 م) بعدة أشهر، والقيت في وقتها في عدة مناسبات و بلدان مختلفة، والمقطع الأخبر يتضمن السيد محمد صادق الصدر والشهداء من آل الصدر الكرام .هل تتحقق أماني الشعب و آماله؟!!

وعجَّ عجاجُها فغداً يثورُ
عـراقٌ فالعروقُ به تفورُ
إذا ما كانَ في الثوراتِ شرّ
فكلُّ شرارةٍ وبها شرورُ
فما كان العراقُ بذاتِ يومٍ
على الطرقاتِ تنهشهُ النسورُ
ولا كان الفراتُ بإبن سوءٍ
موائدهُ الكواعـبُ والخمورُ
ولا أمسى بدجلة َأو رباها
أنينُ البؤسِ أو ثـديٌّ يغورُ
ولا للشّحِّ في الفيحاءِ دارٌ
بها الخيراتُ تطفحُ والسـرورُ
ولا الحدباءُ قد نزعتْ حلاها
فوجهُ الأرض ِتبـرٌ والنميرُ
ولا ألفَ النخيلُ سوى شموخٍ
يطأطأُ دونهُ الأسدُ الهصورُ
ولا كانَ الشمالُ على فراق
كذا مرّتْ دهورٌ بل عصورُ
فما بال العراق ِ يئنُّ جوعـاً
وكلُّ ترابهِ ماءٌ ونــورُ
وما بال الأنام ِتنــامُ خـوفاً
وكانتْ كــلّما مُسَّــتْ تثورُ
وما بال النساء ِموشحاتٍ
بحزن والدموعُ هي المهورُ
وما بال الشبابِ ينطُّ غــربــاً
وإنْ أكلتْ آمانيهم بحورُ
إلى كمْ ذا تعاني مـن مـرار
أجـــبْ يا أيها البلدُ الصبورُ
تريدُ منَ الزمان ِصفـاءَ طبــع ٍ
وطبـــعُ الدهرِمنقلبٌ غـدورُ
فكمْ ديســـتْ أمامَ العين ِخلقا
وكـم مـنْ خلفنا طُعنتْ ظهورُ
وكلٌّ يــدّعي حقّاً لشـــــعب
كــأنَ لســـــــانهُ عــيٌّ قصــيرُ
مصيرُ الشعبِ حــــقٌّ لا لفـــردٍ
ولا للغــيرِ يحكمُ ما المصيرُ
فعـاثَ الجاحدُ الشيطانُ مكْراً
وفـــي أحشائهِ كمـنَ الغرورُ
ولفلفَ ما يشاءُ من المعالي
وأرخصُها مهيبٌ أو مــشيرُ
تناسى كـمْ وكـمْ ملكٍ تماهى
وآخــرهُ التـــرابُ ولا حصـيرُ
فـدارَ بنا الى الهيجاءِ عكسـاً
وقـال لنا الزمانُ كــذا يـدورُ
ووجّهَ وجههُ للشرق ِ طـوراً
وحيّا غَيّــــهُ الملكُ الغـريرُ
ولمّا عـدَّ عدَّتـــهُ بليــــلٍ
وغطّتنا الدهيــــما والهجيــرُ
وعـادَ العائدُ الخسرانُ طبعـاً
وقــــال جنوبنا سهلٌ يسيرُ
فخبّأ كـــلَّ أســـــرار الرزايا
بجـــــعبتهِ وهنّــأهُ الكـــثيرُ
وأبدى مــــــنْ تمنّعهِ عُجاباً
وحيّر مّــنْ يحيرُ ولا يحيرُ
ولمّا جدَّ جدّهم بضـــــــربٍ
أخيراً فـــــــكَ جعبتَهُ الكبيرُ
وصـــــار عراقنا الغالي مُباحا
فلا نصرٌ لديــــهِ ولا نصيرُ
فلا أبناؤهُ حرصــــوا عليــــــهِ
ولم يرفأ بهِ هـــــــذا الاخيرُ
وأضحى بين مطرقةٍ تهــــاوت
عليـهِ وبين سلطانٍ يجورُ
وبعد العنبرِ الفوّاح مســكاً
فلم يقبلْ بنــــــــا ذاكَ الشعيرُ
وبعد النفخ ِ والتطبيلِ زهــواً
يصعّرُ خــدَّهُ البلـدُ الصغيرُ
ألا تبّاً لدهرٍ مــــــنْ ريــــاءٍ
مفاخرُهُ الهزائمُ والعبــــــــــورُ
فكم من أمِّ معركةٍ توالـــتْ
وجُلُّ بنينها عــــــــــــار ٍ وعورُ
وكم نهفو الى الخطواتِ غيّاً
ولا تــــدري عواقبَها الأمـورُ
فزيدي أيّها الظلماتُ زيدي
فعقبــــــــــــى هذهِ الظلماتُ نـورُ
فيأبى الكونُ للدنيا سكوناً
فإنْ سكــــــنتْ ستنتفضُ القـبورُ
وكانَ لنا غـــديرٌ فــي البراري
وما لهُ في الدُّنى أبــداً نظيرُ
لهُ فيءٌ يظللّنـــا جميـــــعاً
وعبّــقَ جـــــوَّهُ الصــــــافي عبيرُ
وتلهـــو في ملاعبهِ زهــــــــورٌ
فلا بـــــــدرٌ يضاهيها وحــورُ
وبينَ الأيكِ مفترشٌ رحيــبٌ
وفي محرابهِ الرجـــــلُ الوقــــــورُ
تلوذُ بهِ الاراملُ واليتـــــامى
وينعـمُ مــــــن تكرّمــــهِ الــــــفقيرُ
فكانَ غديرُنا خيراً مشاعـــاً
كــــــريمُ النفـــــس ِ معشــــــرُهُ أثيرُ
وكانَ الصــدرُ متسعاً لضيق
وإنْ لضبــــابنا ذُبحتْ (صـــــدورُ)
وكم مــرّتْ عصـاباتٌ عليــهِ
لقد زالـتْ ومــــــــازالَ (الغــــــديرُ)
بـــلادٌ أدمٌ فيهـــــا ونـــــوحٌ
تطيـــــرُ الكـــــائنــــاتُ ولا تطــــــيرُ
فلو كــــــان الهشاشة ُ ما بنينا
لمـــــا بقـــي الخورنقُ والسديرُ
ومثـــوى الدرِّ والذهــبِ المصـــفّى
الا صلّوا فيا نــــعمّ (الاميرُ)
ويا نعمَ (العـــــراق) وأرضُ طيـــبٍ
يعلّي شــأنهُ الباري القديرُ
ختامـاً أيّها الغـــــالي بجـــزم ٍ
لأنتَ البدءُ والمثــوى الأخـيرُ


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى