الأحد ١ حزيران (يونيو) ٢٠٠٨
بقلم حسين أبو سعود

أخاف ان اجدك سرابا

بعد طول اغتراب
ساعود الى المرأة
واعلن الولاء المطلق
لرغباتها ونزواتها ومفاتنها
وكل شرورها
فهي وطن الاوطان
ومنبع الانهار
 
****
تعلمت من طيبة الجسور
وصمت الانفاق
ان اكون حزينا
لا اتحرك عندما تطؤني الاقدام
وتعبرني القوافل
غير ان همسا باهتا
يتسلل من بين ضلوعي
يقول مهلا مهلا
رفقا بمشاعري
برقة جلدي
حتى السفن تجزع
عندما لا تجد مرسى فارغا
ترتاح فيه
وتنفض عنها دوار البحر
بحثا عن الوان جديدة
 
****
عندما تنام الانفاق
وترتاح من وطأة القطارات
ومكنونات الركاب
تتمنى ان لا يجئ الصبح
كي لا يبهرها الضياء
فقد تعودت عمى الالوان
وادمنت البلادة بلا انين
 
****
لو رفضت الدروب
ان تنتهي اليك
اتمنى عاصفة من الرمل الاسود
تأتي من كل صوب
كي تخفي معالمها
وتخلط اولها وآخرها
 
****
لا تتعري
كي لا يحدث ثقب في النهر
وتغرق كل الحقول
 
****
في لحظة يأس
الجئني التعب
الى شجرة بائسة
قلت :اهزها
فتساقط علي اوراقا يابسة
وثمارا تشكو ثقلها الفارغ
بلون الاحلام اليائسة
تتساقط علي لتنام معي
والريح الناطقة تأتي
حاملة ملايين الاهات
بمختلف اللغات
وقطار القيامة الطويل
يمر بطيئا
تتناثر من نوافذه
تثاؤبات الموتى
وملل المسافرين
واحدهم
كان مبتور العورة
يصرخ : لقد خدعتني الامال
 
****
اخاف من شئ كبير
اخاف ان اهدر العمر الجميل
واقطع المسافات الطويلة
واعبر المهالك والمخاوف والاهوال
اخاف ان افني نفسي
واصل اليك فاجدك سرابا

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى