الثلاثاء ٢٤ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠١٧
بقلم عادل القرين

أرشيف الذاكرة

قمة الألم أنك حينما تدخل مجلس عزاءٍ، وتجد من كنت تستند عليه في طفولتك بالذهاب للمدرسة، يطلب منك العون في مشيته، وأصبح وجهه كتلة من القطن الأبيض!
وحين تُذكره بنفسك يهمس في أُذنك: (تره الكبر شين يا ولديه) بلهجته الحساوية!

أحقاً كبروا لوحدهم، أم نحن نسير خلفهم بنفس الطريق وتعدد العقبات؟!
وهل من سيخلفنا سيتذكرنا بنفس المقام، أم أن الأيام طالتها الأقدار وأرهقتها الأسفار، والكل منا يطلب حُسن المنقلب والعاقبة؟!

فمن كان يرى ترمدت عيناه، ومن كان يمشي أصبحت عصاة عمره تستبقه بالخُطوات، ومن كانت حياته قوة وسعادة ونُظرة أصبحت ملامحه مُترهلةً كالورق المبلول بالماء، وجُلَّ أسنانه مُتساقطة ومُتباعدة بحجم السنين التي عاشها لأهوالها المُتسارعة!

حقيقة الحياة رسالة، وما نحن إلا قصة قصيرة جداً عليها لأعمارنا وأعمالنا..
فكيف للذكرى أن يمسحها الزمن بأياديه؛ وقد تغلغلت في أقصى الذاكرة؟!

أجل، دمُوع مُتعهدة، وأمانٍ مُتجددة، ومآقٍ مُتوردة..
فطُبْ نفساً يا من كُنت هُنا، وجلببتك خيوط الرحيل بالكفن..

وكأن لسان حالنا يقول:

تعبت أعليك يا يمه بعد شتريد
صدق هاي السفر وبلايا رجعه
أخذ جسمي القبر ودموعك اتزيد
ورويحي ترف عصفور فجعه
أداوي الجرح يا قليبي ما يفيد
وسهام اليتم وعيون هزعه
أثاري الدرب يا وليدي ابعيد
واشناطه الحزن ورموش فزعه

ليرتد الصدى:

اشلون تروحين وقليبه سهران
وكاروكه الحزن ويظل حيران
وديللوه الولد يا وليدي وجعان
ديللوه البخت ما وفى أوياچ
وعلى افرات الحزن كلنا يتاماچ
يمه أوصيچ لا تنسي وصاياچ
على قبرچ نهل دمعات لسنين
بقى وجهي چدم وياهو سرح وين
ويمر الطيف ونذكرها سويه
على ترابچ ترف جنح الفراشات
وسواد الليل يهتف يا ورد مات
عطيه رشفه وينضح بالشفيه

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى