الأحد ٢٨ حزيران (يونيو) ٢٠٢٠
بقلم سليمة مليزي

أزهار اللوز...

تنفس الصبح برائحة الأقحوان والبنفسج، والندى ينثر رذاذه على حبوب الطلع التي. بدأن تبرز براعمها. معلنة قدوم الربيع،..هناك في سفح التلة كانت أزهار اللوز الوردية اللون كجسد. نورا يتلألأ من بعيد. يحضنه تارة ضباب فاتر. بلون القطن،. ويتلاشى مع هبوب رياح. عذبة. تنعش. الروح، هدوء يشعر بالطمأنينة. يعم القرية إلا صياح الديكة معلنة عن فجر جديد، ومن بعيد تسمع نهيق الحمير، وتبهج القلب تغاريد الطيور التي تسافر للبحث عن القش لبناء أعشاشها لموسم التزاوج، ورائحة الخبز الطازج تحفز الفلاحين لتأهب للعمل في الأرض، وهناك بين بين التلتين صوت خرير الماء الذي يتدفق من جبل سيدي ميمون، الذي تلفه عمامة بيضاء من الثلج وكانه شيخ يحرص القرية، مما زاد القرية جمالا، نهض سي الطاهر ارتدى برنوسه الأبيض، تناول قهوته على صخرة تطل على القرية، وهو يتأهب لذاهب إلى (الجامع)..

قال وهو يحمل عصاه، ويلف (جناح برنوسه) الابيض على كتفه: ابشري يا جميلة اليوم الاحتفال بختمة حفظة القرآن الكريم يجب أن اشتري للفائزين هدايا لتشجيعهم على استمرار حفظ القرآن الكريم،

ردت عليه جميلة وهي تلف (الغرا يف) في قطعة قماش: جميل.. تفضل يا سي الطاهر هذه قطع من الغرا يف الساخن بالعسل والسمنة سيفيد الأطفال وفقك الله.

تنحنح قائلا: احم بارك الله فيك طول عمرك امرأة أصيله، سلام وهم بالخروج...

السادسة صباحا 11 ديسمبر 2015

هوامش: 1 الغرايف اكلة تقليدية تحضر بالسميد والسمن والعسل.

2 البرنوس لاباس تقليدي يلبسه الرجل وينسج من الصوف


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى