الأحد ١٥ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠٠٩
بقلم زهير الخراز

أغاريد الشباب

ضمن منشورات جمعية ابن خلدون للبحث التاريخي والاجتماعي بأصيلة. صدر للشاعر المغربي مغيث عبد السلام البوعناني، ديوان شعري جميل موسوم بأغاريد الشباب..

الديوان صدر في طبعة أنيقة، تزين غلافه لوحة معبرة جميلة، من إنجاز الفنان المغربي أنس البوعناني، وهو مرفق بشهادة وتقديم كل من الأستاذ مصطفى زيان، والناقد المغربي الدكتور يحيي بن الوليد، وأيضا بإضاءة من طرف صاحب الديوان..

ومما جاء في تقديم الأستاذ مصطفى زيان بصفته رئيسا لجمعية ابن خلدون للبحث التاريخي والاجتماعي: (تغمرنا في جمعية ابن خلدون للبحث التاريخي والاجتماعي بأصيلة، سعادة شاعرية مفعمة بالاعتزاز والفخر ونحن نتشرف بنشر وتقديم أول ديوان للأديب والشاعر الأصيلي مغيث عبد السلام البوعناني الموسوم بأغاريد الشباب وهو أولى قطرات الغيث التي ستصب علينا اتباعا بعد أن كان شاعرنا يتمنع عن إتحافنا بما تجود به قريحته المتوقدة...

(بعض هذه القصائد تعود بنا إلى زمان بعيد، حيث أضحت وثيقة تاريخية معتبرة، تؤرخ للحياة والموت والفراق والبعاد والسهاد والأغنيات والعودة والحب والثورة والجراح والغربة...)

(وهذا يحيلنا على أهمية النقاش الدائر حول ثنائية التاريخ والشعر ومدى العلاقة القائمة بينهما...)

أما الدكتور والناقد يحيي بن الوليد، فقد جاءت شهادته مفعمة بالحب، والمشاعر الجياشة هي أقرب ما تكون إلى كلمة شكر وامتنان وعرفان بالجميل تجاه الشاعر والأديب مغيث البوعناني، ولا غرابة في ذلك فالناقد يحيي بن الوليد كان بالأمس أحد تلامذة صاحب الديوان.. وهذا تواضع في حق شاعر ومربي أجيال مثل الأديب والأستاذ مغيث عبد السلام البوعناني.. الذي تخرجت على يديه أجيال كثيرة من الأدباء والمثقفين الزيلاشيين...

فهو نبع فياض لا ينضب ومازلنا تنهل منه، ونأخذ برأيه، خصوصا إذا تعلق الأمر بالجانب الثقافي والأدبي على وجه الخصوص.

وإليكم بعض ما جاء في شهادة الناقد يحيي بن الوليد:

(لا أخفي أنني أشعر بكثير من الفخر والإمتنان لتقديم العمل الشعري الأول، لأستاذنا الجليل مغيث البوعناني الذي لا يمكن لتلامذته السابقين وهم كثر للمناسبة، بل هم أجيال متدافعة، ومتتاخمة، أن يتناسوا التأثير البالغ الذي خلفه في أذهانهم الغضة، يوم كان وبكثير من الإخلاص والوفاء والنبل، يدرسهم مادة " اللغة العربية " التي ارتقى بها حقا، ومن وجوه كثيرة، إلى مادة " الأدب العربي " التي لا تزال تتأبى على العديد من المدرسين وبما في ذلك الجامعيين......)

(وقد كان كاتب هذه السطور، وبعد طواف معرفي ما بين تطوان والرباط، وقبل أن ينتهي إلى ما يتصوره " مهنة الناقد" واحدا من الذين تتلمذوا على يد الأستاذ القدير مغيث البوعناني على مدار العام 1986 وقسط من العام الذي يليه، وفي تلك الفترة التي كانت ما تزال، ومن وجوه عديدة، تشهد على " شرف المهنة " وعلى نجاعة الاعتقاد بلحمة الثقافة التي كانت شرارتها تمتد إلى خارج الثانوية وعلى إيقاع من ذلك التباري الصامت...)

أما الإضاءة التي سلطها الشاعر على ديوانه بغية تقريب القارئ لأشعاره بشكل أفضل، فقد اخترنا منها هذه الفقرات:

(بين يديك أيها القارئ العزيز إضمامة من الشعر، شبيهة بإضمامة من الزهور، فيها الورود والرياحين والقرنفل، كما تضم الأقحوان والبنفسج والشوك والعوسج والعليق... محاولات وقصائد قديمة جدا، عاشت بأعماق الوجدان زمنا طويلا قبل أن تنطلق عن طريق هذا القلم الأنيس، لتفرض وجودها على الورق، رافقتني نغماتها بين الدروب مع ألحان الموج المتلاطم في ليالي الشتاء الداجية، والموحشة معا، ومع المروج والنسائم والعطور في أماسي الربيع الزاهية...)

... من هذه المحاولات المتواضعة ما يعود عمرها إلى أزيد من أربعين سنة...

(لذا وضعت يدي على قلبي، وألقيت بنفسي في ثوان هذه المغامرة، كما يلقي الأطفال بأنفسهم إلى البحر، من فوق أعلى " القريقية " غير مفكرين بالعواقب!!)

يقول الشاعر مغيث البوعناني: وفي موضوع الحكم على الشعر والشعراء أعرض هنا، قبل الختام، نادرة لطيفة كان يواجهنا بها المرحوم الناقد الكبير –السوري - أمجد الطرابلسي كلما سأله أحد طلابه عن رأيه في الشعر والشعراء، فكان يجيب، رحمه الله بصوته المرطب الرخيم:

الشعراء فاعلمن أربعة
فشاعر يجري ولا يجرى معه
وآخر ينشد وسط المعمعة
وثالث لا تشتهي أن تسمعه

ورابع لا تستحيي أن تصفعه!!

محطات من حياة الشاعر:

• ولد الأديب والشاعر مغيث البوعناني بمدينة أصيلة – المغرب – سنة 1945 م درس الإبتدائي والثانوي بها لغاية الباكالوريا بعدها التحق بكلية الأداب والمدرسة العليا بفاس سنة 1966.. تخرج منها، بعد حصوله على الإجازة والكفاءة التربوية العليا، فوج 1970 م.. ثم عمل أستاذا للأدب العربي بثانوية ابن تومرت بالدار البيضاء من سنة 1970 إلى 1976 م.

في يناير 1977 التحق للتدريس بثانوية ابن الخطيب بطنجة وغادرها في أكتوبر 1981 م
في أكتوبر 1981 م ألتحق للتدريس بثانوية وادي الذهب، بمسقط رأسه أصيلة، والتي عمل بها لغاية تقاعده..

وهو حاليا متفرغ لقراءته وجمع أشتات أعماله...

له ديوان: " أغاريد الشباب " ويليه ديوان " رسالة حب " والبقية تأتي بعون من الله وتوفيقه...

وإليكم هذه الزهرة الندية التي اقتطفناها توا من حديقة الشاعر مغيث البوعناني.. هي صغيرة في حجمها أي نعم.. لكنها كبيرة عملاقة بأريجها العطر.

القصيدة بعنوان " ثورة " وقد كتبت بفاس في: 20 فبراير 1968 م

ثورة!
جاف الوجود، وثر على أيامه،
وانشد حياتك كالهزار الشارد
أما السعادة، يالها من نعمة
هي في الدنى، حظ الغبي القاعد
واغنم من الأيام ما قد تستطيــ
ـع من اللذاذة، والكؤوس الصافية!
واجعل فؤادك دائما مآوى لمن
خانته ألوان الحياة الزاهية
ليست حياتك، يانجي سوى ندى
في الفجر طاف فوق أوراق الأقاح
يعلوا على خد الزهور هنيهة
وتديبه شمس الأليفة في الصباح!!

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى