الثلاثاء ١٦ آذار (مارس) ٢٠٢١

دوستويفسكي أضاع مقامره

عندما قامر دوستويفسكي بروايته "المقامر" قامر على أساس أن يكسب لا على أساس أن يخسر و هذا ما يجعلنا نتساءل بعد كلّ ما يجري هل أهوال العقوبات على سورية ضيّعت الحكومة فلم تعد تعرف هل هي مقامرة تقامر بالقوى الاستعمارية أم أنّ هذه القوى تقامر بها من حيث تدري أو لا تدري؟!.......

ما يجري في سورية من فوضى انهيار العملة الوطنية وعدم استقرار الأسعار المحلية وهي تحلّق دونما رادع في وزارات الهباء والفراغ يكسر أجنحة الماضين من خلالها بالشعب السوريّ إلى العيش على سياسة الحواف المقامرة بالحياة أمام موت بات يقترب من كلّ تفاصيلنا الباردة قبل الساخنة يؤكد أن روايات المقامرين الخارجيين و الداخليين سبقت رواية دوستويفسكي بكثير و لم يعد الصمت الحكوميّ يفيد كما أضحى الصراخ و العويل لا قيمة له فأين تكمن الحلول و ما يجري من مضاربات في السوق السوداء تمضي بالدولار الواحد نحو ال 5000 خمسة آلاف ليرة سورية تؤكد عدم التوافق مع سعر المصرف المركزي الذي ما زال على أعتاب ال 1250 ليرة سورية للحوالات و مع سعر صرف بدل خدمة العلم الداخلي الذي ما زال على أعتاب 2550 يدلّنا على أنّ من يدفع مسارعاً باتجاه دعم الليرة الوطنية سيكون خاسراً أمام المضاربين فمن سلّم سابقاً و يسلّم اليوم بدله بدافع حرص عال على مقدّرات الوطن و الشعب سيكون خاسراً أمامهم بامتياز و بمبالغ عالية تجعل عدم العدالة و انهيار التوازن من أسس نجاح المقامرين بالليرة و بالاقتصاد الوطني و على مرأى المصرف المركزي حامي حمى الليرة من الانهيار أو من التلاشي أمام زخم العقوبات القاتل و من يراه يكاد يجزم أنّ الصمت و التجاهل و الانفصال عن الواقع أهم أشكال عملاته ما يجعل حياة الإنسان السوري على المحك خاصة لطبقة الموظفين براتبٍ شهري لم يعد يتجاوز أشدّه 20 أو 25 دولارا إذا ما كان بأعلى درجات ازدهاره؟!.......

سمع الله عذابات السوريين فأوفد جبريل إلى جو بايدن كي يسلّمه رسالة المثول أمامه و مضى يوم و آخر و أيام أُخَر و لم يأتِ فإذا بالله يكتشف وجوده محاصراً في سماواته من جيوش بايدن و من شدّة فقدان التركيز و الترميز نسي قواعد رفع و إسقاط العروش فمارس ملائكته الخدعة مع الشتات العالميّ المحاصَر ليحاصر به أميركا من جديد عندها فقط مثل بايدن أمام الله و عقد صفقات الأرض بكتبٍ سماوية و سمع أمر الربّ بحلحلة القضية السورية و قال صاغراً فلندع الكلمة للتراتيل القادمة من ترانيم عرشك و أقانيم ملكوتك.......

نزلت الحلول بعدم وصول الدولار إلى عشرة آلاف ليرة سورية فقط لا غير كما بشّر الخائن العميل المأجور رياض حجاب غربانه و لم ينته مسلسل الخونة و الخائنين رغم المهادنة الباردة بين الله و سلالات الرؤساء الأميركيين غير الظاهرين و هم في أعماق التحويل و التحوّل و التأثير و التأثّر، و يبقى رئيس سورية بالنسبة لهم صخرة وجود لا تتزحزح بل طود مقاومة عظيم لمشاريع تسويقهم الهدّام بالصورة الكبرى رغم كلّ المآخذ على العمل الحكومي السوري بالصور المتضاربة !.......

في مؤسّسة عباس بن فرناس للمتحوّلين لم يتحوّل الدولار بعد إلى امرأة قبيحة و ما زالت الليرة السورية تفقد مساحيق تجميلها الوطنية أمام الغزو و المضاربة فهل بعد الانهيار مقاومة انهيار أم تلفيق انهيار آخر وسط قطعان المضاربات و حمير المسار؟!.......


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى