الجمعة ٢٤ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠١٤
بقلم
أنا والقدر
أنا والقدرأسئلة وإجابات ربَّما تُفيد من يقرأهافما أصبت فيها فمن الله وما أخطأتَ فمن الشيطانبسم الله الرحمن الرحيمكثيراً ما يطلب الإنسان إجاباتٍ كثيرة تتعلق بنهر حياتهمن أين يبدأ وكيف يسير وإلى أين ينتهي ؟وكوني فرداً من المجموعة البشريّة التي تبحثُ دائماً عن إجابات للعديد من الأسئلةانتابني حُلمٌ أرسمُ فيه الرموز القدريَّة لتكتمل أحياناأو أنّي أشعر أنّها تنمو وتكتمل في صورة إنسان ، واثقُ الخُطى ، ينتهكُ حقوق عُزلتيله لسانٌ ينطق بإجاباتٍ أفهمها أحياناً وأعجز عن فهمها كثيراًوفي شُرفة منزلي جلستُ مع القدر نتجاذب أطراف الحديث أسألُ فيجيبلم تنتهي أسئلتي ، ولم يتلعثم القدر ولو بُرهة في الإجابة .سألت القدر1ـ أشعرُ بالملل وخيبةُ الأمل ؟قاللا تُسرف في الأحلام ، فهي كالخمر تقتل العقل وتُضلل البصرقُلتُ2 ـ وكيف يكون الحُلم ؟قالتتمنى المستحيل وتجتهد في تحقيقه .قلت3 ـ وإن فشلت ؟قاللا يفشلُ مُجتهد ، فالعجلة في الأمر تلغي البصيرة . والصبر مفتاح النجاح .قلت4 ـ وكيف يكون الصبر ؟قالأن تجتهد في الزرع ولا تنتظر الثمرة .قلت5 ـ وإن أثمرت الأرض بما لا تشتهي النفس ؟قالبعضٌ من الدواء ينفع الإنسان ولا تشتهيه النفس .قلت6 ـ وبعضٌ من الدواء يضرُّ الجسد !قالدواءٌ وصفه طبيبٌ جاهل ، وطبيبُ النفس البشرية عالمٌ لا يُخطئ.قلت7 ـ ومن أين يأتي الخطأ ؟قالالطبيبُ وصف العلاج واستخدامه . والمريض مُتغافلٌ عن العلاج أو أنه أخطأ في استخدامه .قلت8 ـ اشتاق إلى أمي ؟قالالنفسُ تشتاق إلى بارئها ، والبعض يبحثُ عن الكل، والجسدُ يئنُّ دائما إلى الروح .قلت9 ـ كلما اقتربتُ من الدنيا تبتعد عنّي ؟قاللا تنشغل بها ، فالدنيا امرأة فائقة الجمال ، شديدة الغرور ، حادة الطباعتهوى من يهجرها وتهجر من يهواها .قلت10 ـ أحيانا أشعر بالغيرة ؟قالالنفس البشريّة بالونةٌ تحتاج دائماً إلى الهواء كىْ تعلو في السماء ، لا تقنع بما هي فيهفاحذر منها واغلق فوهتها جيدا ولا تُعطها إلا قدر حاجتها .قلت11 ـ أفعل أشياء أشعر انّي قد فعلتها من قبل ؟قالبعضٌ من أحداث المستقبل يراها الأطفال على هيئة رؤيا في المنام تغفل عنها الذاكرةوتنتبه إليها حين تحدث .قلت12 ـ أهكذا هي ؟قالوتسجّل ذاكرة الأطفال ما ترى أعينهم من أحداث ولا يدركونهاوحين ينمو ادراكهم ويقابلوا أحداثاً مشابهة ، يعود شريط الذاكرة إلى الوراءفلو تشابه السلوك في مرحلة الرضاعة ، يُترجمها العقل على أنها أحداثه الخاصةولو تشابه في مرحلة الطفولة يفهم ماهية السلوك والغرض منه .قلت13ـ أهكذا هي ؟قالوهناك أحداث يقشعرُّ لها البدن وتألفها المشاعر ، يترجمها العقل إلى عواطف يهيم بها القلب حتى يصير لها صدى يتردد في الآذان وظِلاً يُغازل الأعين .قلتُ14 ـ تنتابني أفكارٌ كثيرة في فراش النوم ؟قالحين يخملُ الجسد ، وتستكين الأعضاء ، يُصبح العقل وحيدا يبحثُ عن الجماعةفيرسمها على هيئة أفكار يتنقّل معها فيما كان وما سيكون .......وانتهي المقالولم ينتهي حواري مع القدرنُكمل الحوار في المقالات القادمة