الأربعاء ٨ شباط (فبراير) ٢٠٠٦
بقلم عادل سالم

إن المصائب في أهل الوفا نعمٌ

تدهورت أمس بعد اليُسرِ أحوالي
والشامتون مضوا من أجل إذلالي
وهللوا فرحا ، وصفقوا طربــــــــا
حتى الأقارب من عمٍ ومن خـــالِ
كانوا عقارب رغم الضيق تقرصني
وتنفث السمَّ والأحقاد في الحال
قد أنكـــروا كل معروف عملــت لهم
ولم أكن للمآسي غير حمـــــال
وكلما أكلوا صحنا به بصقوا
كالوا الخيانة في ليل بمكيال
إذا وصلتُ حبال الود مع أحدٍ
يخنْ ويقطع بكل الفخر أحبالي
إن الخيانة في أمثالهم صفةُ
أما الوفا للوفيِّ حملُ أثقال
المال غررهم والحقد أسكرهم
رغم الشهادات كانوا حق جُهّالِ
إذا توهمتَ يوما أن تصادقهم
فلن تصادقَ فيهم غير أنذالِ
لم يعلموا أن دنيا الجور دائرةٌ
والكل ذائقها لو بعد أجيـــــــال
قد ورثوا اليوم للأحفادِ حقدهمُ
هل يملكون سوى حقدٍ وأموال ؟!
روائحُ الخبث فاحت في منازلهم
تشمها قرفاً عن بعد أميال
يا شامتا بي إذا انهالت مصائبنا
إن المصائبَ في الدنيا كجوّال
لو لامس الحبّ يوما قلب حضرتكم
لم تصغِ ثانيةً للقيل والقالِ
إن اللئام إذا زادت دراهمهمْ
لا يرحمون وصاروا شرَّ أغوال [1]
لن تهزمونا بأموال مكدسة
كانت حراما ومن أشرار أعمال
ذنوبكم لن تواريها صلاتكمُ
لن تخدعوا الربَّ في معسول أقوالِ
دعوا النفاقَ وبانوا في حقيقتكم
فكم خدعتم بهذا الزيف أمثالي
من يؤمنِ اليوم يعط الناس حقهمُ
ويطلب الصفح جهرا دون إبدال
ولو وُزِنتم مع المال الذي مَعَكم
لكان أثقل منكم خيطُ سروالي
هيا احملوا حقدكم عنا إلى سقرٍ
بئس المصير مصير الحاقد البال [2]
إن المصائب في أهل الوفا نعمٌ
قد ميزتْ بين أصحابٍ ودجّال
وميزت بين من خانوا صداقتهم
وبان من كان حقا كالأخ الغالي
شعارنا الحب فيه سوف نهزمكمْ
ونأسر الحقد في قيد وأغلال
وإن بنيتم جدارَ الحقد في زمنٍ
لن تحجبوا الحبّ عن شعب بغربال

[1الأغوال والغيلان هي جمع غُول أي السِّعلاة وهو الحيوان الخرافي الذي يشتهر بالقتل والسفك وكانت العرب أيضا تسمي الحيات أغوالا . والغول أيضا أحد الغيلان وهي جنس من الشياطين والجن . ويسمي العرب كل شيء يهلك بالغول ، فالغول هي المنية .

[2البال هنا هي القلب ، والبال أيضا من أسماء النفس كما جاء في لسان العرب .


مشاركة منتدى

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى