الثلاثاء ٤ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠١١
بقلم بوعزة التايك

إن الوطن غفور رحيم

خربتم البلاد وأذللتم العباد وجاهدتم وأبليتم في هذا الشعب العربي البلاء الحسن لكن الوطن غفور رحيم. خربتم وهدمتم ودمرتم وكسرتم لكنكم لن تحاكموا ولن تعاقبوا ولن تقبعوا في السجون لأن الوطن غفور رحيم. فعلتم فينا العجب العجاب. مصصتم دماءنا، احتقرتمونا عشرات السنين، خنقتم أفئدتنا وصدور وحناجر عنادلنا لكن لا أحد سيجركم أمام القضاء. الذنب ليس ذنبكم لأن وطننا العربي غفور رحيم.

وضعتم أبناءكم في مراكز القرار. عينتم زوجاتكم وأصهاركم في مناصب مهمة في هرم الدولة. أقصيتم أبناءنا وآباءنا ومقاومينا من اقتسام الكعكة. أكلتم أكتافنا وقلوبنا وخدود بناتنا. شربتم من عرقنا ودموعنا. اغتصبتم أحلامنا وأنهار طفولتنا وسماءنا. أحرقتم أكبادنا وأوراق شعرائنا. أقفلتم أبواب ونوافذ ومنافذ جزرنا بشمعكم الأسود لئلا نسعد بلون بحرنا وأمواجنا. ولما أردنا محاكمتكم أشهرتم في وجهنا مقولتكم الخالدة: إن الوطن غفور رحيم.

وطننا غفور رحيم، هذا نعرفه منذ مجيئنا إلى هذه العالم. وطننا جميل، معطاء كريم، بحره كريم، أنهاره كريمة، سحبه كريمة، أبناؤه كرماء وكذلك شيوخه وشبابه وثوريوه ومحافظوه ويساريوه وليبيريالوه. مشكلته هو أنتم .هل أنتم من هذا الوطن العربي الغالي أم من كوكب يأكل ساكنوه الحجر والنار والحديد؟


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى