الجمعة ١٧ شباط (فبراير) ٢٠٠٦

اختطاف النساء في اليمن

أماني الصوفي

أماني الصوفي من صنعاء: انتشرت وبشكل كبير بمحافظة تعز اليمنية "320 كيلو متر جنوب صنعاء" ظاهرة اختطاف الفتيات خلال الفترة القليلة الماضية، حيث لا تزال الفتاتين حنان الصلوي وازدهار محمد عبد الله رهن الاختطاف منذ أكثر من أسبوعين، كما أعلنت أسرتين جديدتين عن اختطاف طفلتيهما سماح محمد الأبيض ومنال احمد عبد الله امس الاول "السبت"، حيث تجمع العشرات من حارة الطفلتين سماح ومنال مساء أمس أمام إدارة امن محافظة تعز احتجاجا عن تواصل مسلسل اختطاف الفتيات في المدينة مقابل عجز الأجهزة الأمنية عن التوصل إلى أية تفاصيل حول بروز هذه الظاهرة، فيما اكتفت إدارة الأمن بوعد المحتجين بالتحرك للبحث عن الطفلتين المختطفتين.

وكانت الفتاة ازدهار عبد الله عمر صالح العاقل (13 عام) اختفت قبل 8 أيام من حارة المسبح الأسفل في محافظة تعز ولم يعرف مصيرها هي حتى اللحظة، بعد أن خرجت من منزلها إلى المدرسة لتقضي يوماً دراسياً جديداً لكن الجناة لم يمهلوها العودة إلى أسرتها لتخبرهم عن يومها الدراسي وما الذي تعلمته نهار الاثنين الماضي.

أما الطفلة حنان الصلوي (6 سنوات) فقد غادرت منزلها للعب بجانبه لكنها لم تعد منذ ثمانية عشر يوماً تقريباً، اختفاؤها غامض والجناة أيضاً لم تعرف هويتهم حتى الآن وعلى الرغم من انتشار صورها في أبواب المحال التجارية وفي الشوارع وعلى الباصات والمواصلات العامة وفي الصحف الرسمية والأهلية وفي أماكن كثيرة إلا أنه لم يعرف لها أثر حتى الآن..

وحسب والدها طه الصلوي فليس له عداوة مع أحد كما أن قلب الطفلة البريئة حنان لم يعرف حقداً على احد، لكن قساوة الجناة وموت ضميرهم وتجردهم من الإنسانية جعلهم يتمادون في استمرار إخفائها وليس ثمة أسباب تفسر ذلك!! لم يكتف الجناة بخطف وإخفاء البريئة حنان الصلوي بل أنهم اشبعوا أسرتها ووالديها المكلومين ألماً وتعذيباً فأحياناً يتم الاتصال بوالدها من أرقام عامة (من كبينة في أي شارع) يخبروه أن ابنته في مستشفى بتعز وعندما يذهب الأب المكلوم متلهفاً لرؤية ابنته الضائعة لم يجد سوى سراب ويكتشف أن من يقوم بهذا الدور الحقير ليس له من غرض سوى تعذيب الأب وأفراد أسرته، ومكالمة أخرى تلقاها والد حنان تؤكد له أن ابنته في إحدى المكتبات العامة بتعز لكنه يصطدم بسراب.

وكانت هناك محاولة لاختطاف ثلاث فتيات ثلاث بالقوة في مديرية الحوبان بالمحافظة قبل حوالي عشرة أيام، وهي الواقعة التي اعتبرت دليل الانفلات الأمني المريع بالمحافظة حيث انه وبحسب معلومات مؤكدة فإن مسؤولي قسم التحري بإدارة البحث الجنائي يتعذرون بأن سيارتي التحري معطلة ولا تزالان خاضعتان لإصلاحهما وهو ما يفتح نيران الأسئلة تنهال من قبل المواطنين عن عجز دولة بإمكانياتها عن القيام بواجبها المطلوب لكشف عصابة ربما تكون لا تزال داخل أحد منازل المدينة الصغيرة، واستنكر عدد من أصحاب مراكز الاتصالات أن تتحول قضية الطفلة حنان إلى مصدر للابتزاز والتكسب من مصائب الآخرين، وقالوا بأنهم اضطروا لدفع مبالغ مالية بعد تهديدهم بإغلاق محلاتهم بذريعة وجود مكالمات تتعلق باختطاف الطفلة حنان من داخل مراكزهم، وتساءلوا إذا ما كانت الأجهزة الأمنية قد راقبت مثل هذه المكالمات فكيف فشلت حتى الآن في التوصل إلى أي خيط لمعرفة مكان الطفلة حنان رغم مرور نحو أسبوعين ؟.

على نفس الصعيد أصدرت النقابات المهنية والمنظمات الجماهيرية بيانا عاجلاً وقف أمام ظاهرة الاختطاف التي أرقت المواطنين وزرعت الخوف والفزع والهلع في نفوس الآباء والأمهات، مطالبين بالكشف عن الجناة ووضع حدٍ للجريمة التي هزت محافظة تعز.

ولم يكن ائتلاف المجتمع المدني ببعيد عن اختطاف الفتيات بتعز وعبر في بيان مماثل عن قلقه البالغ من تزايد حوادث الاختطافات خلال الفترة الأخيرة.

جرائم الاختطاف التي انتشرت مؤخرا بمحافظة تعز جعلت المواطنين بالمحافظة وفي بقية المحافظات يتذكرون جريمة كلية الطب وسفاحها محمد آدم قبل ست سنوات وشكل رعباً حقيقياً للأهالي في أن تتجدد أعمال القتل أو التهريب وهي ظاهرة لم تستطع السلطات في اليمن أن توجد لها حلاً أو تضع لها حداً.

الجهات الأمنية اليوم عليها أن ترد على كل أعمال الاختطافات والحوادث الأمنية بمزيد من التصلب والبحث الجدي لوضع حد لأعمال وجرائم الاختطافات التي بدأت في تعز حتى لا تتسع المشكلة وتصبح ظاهرة عندها ربما لا نستطيع السيطرة عليها كما حصل مع ظاهرة تهريب الأطفال الجريمة الكبرى.

أماني الصوفي

عن ايلاف


مشاركة منتدى

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى