الجمعة ٧ آذار (مارس) ٢٠٠٨
بقلم أحمد عباس الشربيني

الإرهاصة

سيفُ العذابِ على الفؤادِ سليلُ
 
وخيولُ قلبي ما لهن صهيلُ
قدري أرى نفسي تُقتِّل مهجتي
 
وأنا صريعُ الأصْغَريْنِ قتيلُ
هَرَبَ القريضُ من الشفاهِ فما به
 
يأبي الخروج وثوبه التقليلُ
صمتي يخونُ إرادتي متناسيا
 
أنّ الدموعَ على السكوتِ تسيلُ
ولقدْ عجبتُ لكونِ صوتي شاعراً
 
قلْ كيفَ شِعْرٌ بالسكوت يقولُ
يا مصرُ حُزْني بات عنواني أنا
 
دلتاكِ تعرفني به والنيلُ
أمْري تهَرّبَ مِنْ سماواتي وما
 
لرجوعه بين اليدين سبيلُ
إن شاء ربي رَدَّهُ في مهجتي
 
أو شاءَ أمْسَكَهُ له التجليلُ
ولقدْ نطقت بمهجتي مُتَفانِياً
 
لا ضيرَ يبدو فاللسانُ ثقيلُ
لا تخدعْ الآذانَ قدْ أُسْمِعْتها
 
فعلامَ أزمنةُ الجوابِ تطولُ
فإذا سمعتَ قصائدي وتركتها
 
تمضي فذلكَ للفراقِ دليلُ
إنّي أُعيذُكَ أنْ تُعَذِّبَ مُهجتي
 
عمْداً فإنّك بالهُدى مشمولُ
فانْصر كريماً قدْ طَوَتْهُ صبابةٌ
 
إنّ الكريمَ - إذا أحَبَّ – ذليلُ
أصبحتُ أنفقُ أدمعي متحسراً
 
ولأنتَ بالدمعِ القليلِ بخيلُ
لا تحسبنَّ الموتَ يفْرِقُ iiبيننا
 
فلنا بجناتِ النعيمِ حلولُ
ما كُلُّ طَعْنٍ مُهْلِكٌ رُوحي وما
 
في رومةٍ كُلُّ البروجِ تميلُ
إنْ مالَ بُرجي مِنْ قساوَهِ ليله
 
فلسوفَ يتبعُ ميْلَهُ تعديلُ
والغيمُ إنْ جَفَّتْ ضروعُ مياهِهِ
 
فالأصلُ في كلِ السِحابِ هَطُولُ
لكِنَّها الدنيا ظلومةُ أهلِها
 
مَنْ كان يصْحَبُها له التنكيلُ
قُلِبَتْ موازينُ الحياةِ فَلَمْ يَعُدْ
 
للحَقِّ في عُرْفِ الأنامِ نزولُ
فأرى العروبةُ قُطِّعَتْ أوْصالُها
 
فالقدسُ ثكْلى والعراقُ عَليلُ
ظمْأى وقد لعب السرابُ بنا كما
 
كذبت على الأزمانِ إسرائيلُ
والدهْرُ أدْبرَ ظهره لسلاحِنا
 
ما عادَ ينفعُ في الحروب نبيلُ
شمسُ النهار تزاوَرَتْ عن كهفنا
 
وأرى غياب جبينها سيطولُ
ما دام فينا كارِهٌ لنهارها
 
ما دام فينا للحقوقِ جهولُ
ما دام فينا ظالمٌ وفريسةٌ
 
ما دام فينا قاتلٌ وقتيلُ
فمتى أرى لجروحِنا مِنْ ضامدٍ
 
ومتى يَحِلُّ لصَمْتِنا تبْدِيلُ
يا مَنْ أردتَ شتاتنا وفراقنا
 
اعْلمْ بأنّ شتاتنا سيزولُ
مهما اقتلَعْتَ مِنْ الغصون ثمارها
 
فالنَبْتُ في قلْبِ السماءِ أصيلُ
ولَئِنْ تُحاصِرُ أرضنا دبّابةٌ
 
ما في الحصارِ لموتنا تعجيلُ
أحَسِبْتَ منع طعامنا وشرابنا
 
عن أرضنا ودمائنا سَيُحيلُ
إنّا نَعيشُ بحُلْمنا وبروحِنا
 
لا ماءُ يقتلنا ولا مأكولُ
عَجِّلْ إلهي بالربيعِ فإنه
 
هو نورنا و سراجنا المأمولُ
ولتعلمي يا أمتى أنّ الدُجى
 
مهما تطاول قيدُهُ سيزولُ
فَلَكَمْ تُجَبّنُ في القتال وُحُوشُه
 
وَلَكَمْ يُصارعُ في الوغى مَكْبولُ
بالعلمِ والإيمانِ نبني مجدنا
 
لا يبتنيه مُكابرٌ وضليلُ
نَزَلَ الكتابُ وأُحْكِمَ التنزيلُ

******

 الإرهاصة : ما قبل حدوث المعجزة
 الأصغرين : القلب واللسان


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى