الجمعة ٢٦ نيسان (أبريل) ٢٠١٣
بقلم مريم علي جبة

الاتحاد الأوروبي والربيع العربي ..

استضاف منتدى عبدالحميد شومان الثقافي، أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الهاشمية د. جمال الشلبي، حيث قدم الشلبي محاضرة بعنوان "الاتحاد الأوروبي والربيع العربي من الحياد إلى الالتزام". واضعاً سؤالا مهماً فيما يتعلق بما يسمى بالربيع العربي وهو: هل ما جرى كان تلقائياً ولصالح الشعوب أم أنه كان مخططاً له وسيؤدي إلى هلاك الشعوب وفقدانها الأمل والأمن في آن معاً؟. متسائلاً أيضاً : هل نتجه نحو مشروع سايكس بيكو جديد

كما حددها المفكر اليهودي البريطاني برنارد لويس منذ عام 1995 بالحديث عن "كانتونات" متعددة في سورية، والعراق ومصر ولبنان على أساس ديني تارة وعرقي ولغوي تارة أخرى؟ وهل المواقف الأوروبية إزاء ما يحدث في المنطقة العربية تؤكد على وجوب مخططات تكاملية بين الولايات المتحدة الأمريكية تحت شعار "الشرق الأوسط الكبير والجديد" وبين "الاتحاد من أجل المتوسط" من أجل تقاسم الغنيمة العربية بينهم؟.

وقال الشلبي إن هناك الكثير من التساؤلات، ولكن تبقى ملاحظات عامة لا بد من أخذها بعين الاعتبار، ونحن نشخص ظاهرة التحولات العربية الحالية منها نهاية النموذج النيوليبرالي، فقد أظهر الربيع العربي، بحسبه، فشل نهج الاتحاد الأوروبي للتنمية النيوليبرالية لجنوب البحر الأبيض المتوسط، مما أثر على الحالة الاقتصادية في مصر وتونس من خلال الموجة الثورية التي تم تغذيتها لارتفاع معدلات البطالة، وعدم المساواة المتزايدة ونظم التعليم المتعثر، والحكومات العربية في كل مكان تندد مشيراً إلى مسألة في غاية الأهمية وهي

تفتيت المجتمع المدني الذي أصبح مجزأ على نحو متزايد وطائفي، وفي بعض الحالات يؤدي هذا إلى الحرب الأهلية. وكذلك هيمنة الإسلام السياسي إذ هناك ازدياد في شعبية الإسلام السياسي، وسوف يمثل هذا البروز مشكلة للاتحاد الأوروبي، حيث تشتبك هذه الجماعات الإسلامية مع القيم والسياسات للاتحاد الأوروبي بشأن قضايا مثل المساواة بين الجنسين والحرية الدينية وحرية التعبير.

وفيما يتعلق بالقومية قال الشلبي إن القومية أصبحت في تطور نسبي في عهد ما بعد الثورة. وكسر عملية السلام في الشرق الأوسط، مستبعداً إحياء القومية في المدى القصير وأن ذلك ربما سيأخذ وقتاً طويلاً.

وأضاف د. الشلبي أنه على الرغم من أن الاتحاد الأوروبي قدم بعض التغييرات الإيجابية، لكنه فشل في تغيير شكل العلاقات الأورومتوسطية، وأن الاتحاد الأوروبي لا يزال ينتهج رؤية أوروبية من التكامل في منطقة البحر الأبيض المتوسط، وأن هذا النهج بحسب الشلبي لا يقدم رؤية واقعية للمستقبل بين علاقات العرب والاتحاد الأوروبي، لذا فإن الاتحاد الأوروبي بحاجة لإيجاد وسيلة للتوفيق بين الرؤية الأوروبية مع الرؤية الجديدة للعالم العربي، لما بعد الثورة. الذي يبحث عن الكرامة والحرية والسلامة. مؤكداً على أن

الاتحاد الأوروبي مجزأ ومنقسم في مصالحة إزاء العرب، وأنه لا ينظر إلى العالم العربي ومجتمعاته إلا من خلال مصالحه المتوسطة وبعيدة المدى دون الأخذ بعين الاعتبار لمصالح المجتمع العربي وشعوبه ودوله. مؤكداً على أن الموقف الأوروبي يأتي متأخراً بعض ثوانٍ عن الموقف الأمريكي: متسائلاً في الوقت ذاته: هل هذه استراتيجية الأقوياء أم التابعين؟.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى