البركان

بقلم : رأفت دعسان

تتناقل القنوات الفضائية على اختلاف ألوانها وأجناسها ومعتقداتها وأهدافها ومرجعياتها الأعمال الإجرامية والوحشية الخالية من أي معنى من معاني الإنسانية التي تقوم بها إسرائيل ذلك الجسم السرطاني الذي ينخر في جسد الأمة ضد شعبنا المظلوم شعب لبنان الأبية شعب الأرز شعب العزة والشموخ والكبرياء ،وضد شعبنا المقهور شعب فلسطين الأبية شعب القدس والأقصى أولى القبلتين ومقصد الأنبياء.

صور شتى تتناقلها هذه القنوات ، قتلى أشلاء مبان محترقة ، جسور مهدمة، سيارات متفحمة، أطفال نساء رجال يقتلون، أطفال نساء رجال يبكون، قذائف من كل صنف أبدعت أيدي القتلة في تصنيعها وتشكيلها حتى باتت كهدايا العيد ليلة الميلاد ولكنها صارت هدايا العيد ليلة الممات.

بركان هائج يتفجر بين ثنايا قلبي وفي قلب كل عربي وكل مسلم بركان آخر يتفجر على كل ما يراه هناك على أرضنا الحبيبة لبنان وأرضنا السليبة فلسطين.
أحس بأن أضلعي لا تستطيع حمل هذا الحقد المتفجر في داخلي وهذا الحزن الأسود الذي لا تستطيع عيناي من شدة سواده التعبير عنه ولو حتى بالدموع، القلم يرجف بين أصابعي وأنا أكتب هذه الكلمات، أحس وكأني أريد أن أصرخ بأعلى صوتي بكل جوارحي ، يكفي يكفي أيها القتلة أيها المجرمون اغتصبتم أرضنا شردتم شعبنا أخذتم بيوتنا حقولنا ، قتلتم أبناءنا بناتنا آباءنا أمهاتنا ، يكفي يكفي يكفي …..

لو استعرضنا التاريخ منذ جاء أبونا آدم إلى هذه الأرض الملأى بالشر والحزن وكأن جزءا من الإنسانية بقي هناك في الجنة ، لم أسمع لم أقرأ بشعب ظلم أو قهر كما يعيش شعبنا العربي الآن.

ولكن حذاري حذاري فالبركان يبقى يخزن في قوته وطاقته سنوات عديدة وهوهادىء حتى أنك يمكن أن تشرب ماءا باردا فوق رأسه ولكنه إذا انفجر جاب الأرض شرقا وغربا شمالا وجنوبا نارا ولهيبا وحمما ودمارا يطال الأخضر واليابس ،الصغير والكبير، الآمن والمقاتل ، الحجر والشجر لا شيء يقف في طريقه لاشيء لاشيء.
فيا شعبي العربي آن الأوان ويكفي، أقول لكم بكل ما في من قطرات حياة وحياء يكفي يكفي يكفي، يا شعبي العربي أفق من سباتك انثر التراب عن وجهك، فجر البركان وثر في وجه الظالم المغتصب فقد تمادى وتمادى ولابد أن يقف عند حده بل لا بد أن يسحق ولا يبقى منه ذرة تذكرنا به وبماضيه الأسود، ثر يا شعبي ثر يا شعبي ثر يا شعبي.