الاثنين ٢٣ نيسان (أبريل) ٢٠١٢
بقلم حسن العاصي

التراب المقدٌد

أطوف البلاد بأحلامي
أجوب مدنها بدمعي
شارعاً شارعاً
هناك حيث كنٌا إثنان
كبرنا على مفترق
بين منفى ومنفى
سفطت من أيدينا البراءة
عند اختلاط الرصيف
 
هي انعطافة لما سيبقى
أرحل في عبق الجسور
يطوف جرح كبدي
على الأغصان القتيلة
أعياني البرد
فخذ ليمون قلبي
ذاك الذي لايردٌ ولايتوسم
أنا المعوز
ماسجدت لي النجوم
لكنٌي ولدت شجرة تين
ملاذاً لنبي كفيف
 
تقسم كلٌ العواصم
أن يظلٌ الظلم قائم
هي انعطافة نحو يداي
أنا المنكسر ألوذ بالعظم
أقدامي غائرة في النهايات
فسلام عليٌ وسلام على
من ينسج في غفلة القهر
وشاح
لليباس المتورم
في عنق الضعيف
 
تتبدٌل وجوه القادمين
في الفصول
تكتسب لون الأقدام
يستيقظ التراب المقدٌد
في الشتاء
والربيع جرح شاخص
نحو القمر
في قيظ اللٌيل نمخر
بحور الضوء نحو الله
ننسى أسماءنا
على جذوع السنديان العتيق
ونمتطي قرون الخريف
 
تودٌع نهاياتنا البدايات
وتحفظ ذكرانا
في نبتها الحقول
لاتموتوا بعيدا عن
أرصفة الضياع
فمابين احتضاري وقهركم
مسافة سوط
مدد مدد
هاتوا ندوركم
إنٌي أبسط كفي
فمدٌوا بآخر العظام الباقية
زاداً لباب الرحمة الوليف
 
انفلت البارود
قبل ارتداد الموجة الأولى
ينهش توت الحدائق
استحال الوقت غبارا ورماد
قالوا هو مأوى للمارقين
وللصعاليك والزناديق
اقتلوه
على حدود القهر
أو أبعد
من ذاكرة التحريف
 
سقط وجهي وفمي
بترت يدي وطعن ظهري
وعقر زمني المغلق
والآن أنا هنا وحدي
ألتمع في حزن وأنطفأ
لكنٌي لم أنكسر
ومازال جناح قلبي ينتفض
وروحي كالحصن المنيف

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى