الاثنين ١١ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠١٧
بقلم نايف عبوش

التهويد باطل.. والقدس عربية

في تداعيات وضع متأزم في منطقتنا العربية، تجلت بوضوح، في ظاهرة إحباط عام، بسبب غطرسة الكيان الصهيوني، وخروجه على كل القرارات الدولية الخاصة بالقضية الفلسطينية، الأمر الذي شجع هذا الكيان الغاصب، وبالتواطؤ مع الإدارة الأمريكية، على المضي في تنفيذ مخطط تهويد القدس، واعتبارها العاصمة الأبدية لهذا الكيان الغاصب.

وفي خضم دوامة هذا الوضع المأزوم، يأتي قرار الرئيس الأمريكي ترامب، باعتبار القدس عاصمة أبدية للكيان الصهيوني المحتل، استخفافا صريحا بالرأي العام العربي والإسلامي، بل والإنساني، وانحيازا واضحا للكيان الصهيوني، وتجاوزا لكل القرارات الدولية، بما فيها القرارات الخاصة بحل الدولتين،ليشكل طعنة في الصميم، لكل الجهود المبذولة للوصول إلى تسوية عادلة للصراع العربي الصهيوني.

وإزاء هذا الموقف الصلف،فإن العرب لا يزالون يمتلكون في جعبتهم الكثير من عناصر القوة،لرفض قرار الرئيس الأمريكي، والوقوف بوجهه بقوة،بما لديهم من طاقات كامنة،في مقدمتها استخدام سلاح النفط، ومقاطعة الدول التي تستجيب لهذا القرار، وتشرع بنقل سفارتها إلى القدس، والتحرك المكثف لمطالبة الدول الصديقة للاعتراف بالدولة الفلسطينية،ناهيك عن استخدام البعد الجغرافي الاستراتيجي للوطن العربي،وتوظيف عمق جماهير الأمة عربياً واسلاميا في هذا المجال، لحمل الإدارة الأمريكية على إعادة النظر في قرارها المتهور، والتراجع عنه، وصولا إلى انتصار يصحح هذا الوضع الشاذ، وذلك تمشيا مع متطلبات الانتصار للحق (وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ)، لاسيما وان للقدس مكانتها الدينية المقدسة، باعتبارها مسرى الرسول محمد صلى الله عليه وسلم في معراجه إلى السماء، واولى القبلتين، وثالث الحرمين الشريفين.

ولذلك فان الأمر يتطلب من العرب والمسلمين جميعا ، الوقوف الحازم بوجه هذا التوجه الخبيث ،واستخدام الكامن من طاقتهم الذاتية، بما فيها النفط،ودون تهيب،او تردد،لمنع تمادي الإدارة الأمريكية من المضي في تنفيذ قرارها الارعن، بعد ان حسمت أمرها، بانحيازها التام للكيان الصهيوني،وأسدلت الستار على حياديتها المزعومة، كوسيط نزيه في التوصل إلى تسوية عادلة للقضية الفلسطينية.

وإذا كان المسعى الجاد للعرب لإيجاد حل منصف للقضية الفلسطينية، قد وجد ترجمته في المبادرة العربية للتسوية، فقد كان الأجدر بالإدارة الامريكية التناغم في قراراتها مع روح تلك المبادرة، في أدنى حد من اللياقة الرسمية، بوصفها إطارا منصفا للحل، يجنب منطقتنا العربية الصراعات، ويضعها على جادة الاستقرار، وليس التهور، ودفع الأمور إلى مآلات لا تحمد عقباها.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى