الخميس ٩ كانون الثاني (يناير) ٢٠٢٠
بقلم عمرو صابح

الجيش المصري عقدة جماعة الإخوان المزمنة

حملات اللجان الألكترونية لجماعة الإخوان لمساندة الجيش التركي، ورفض الدور المصري فى ليبيا على مواقع التواصل الاجتماعي وفى المنابر الإعلامية للإخوان، تؤكد العداء القديم والمتأصل فى عقول قادة الجماعة الملعونة وأعضاءها للجيش المصري منذ اندلاع ثورة 23 يوليو 1952، حاولت الجماعة فى البداية السيطرة على تنظيم الضباط الأحرار، ولكن "جمال عبد الناصر" رفض وحافظ على استقلال التنظيم ،ثم تقاعس قادة الجماعة عن تلبية دعوة "عبد الناصر" و المشاركة في الثورة، وبعدها فشلوا فى محاولتهم للسيطرة والوصاية على قرارات قائدها "جمال عبد الناصر"، فالتفوا حول اللواء "محمد نجيب"، وعندما استطاع "عبد الناصر" أن يهزمهم عادوا لسلاحهم التقليدى فى مواجهة خصومهم، وحاولوا اغتياله فى المنشية، جاء فشل محاولة اغتيال "عبد الناصر"، ليمثل حدثاً مفصلياً فى تاريخ الجماعة، فانهالت قبضة النظام الأمنية على قادتها وكوادرها، وسكن الرعب نفوس أفرادها تجاه الجيش، وتحولت هزيمة الجماعة فى صراعها مع الضباط الأحرار لعاهة نفسية لا شفاء منها داخل عقل وقلب كل إخوانى.

ترتب على تلك الهزيمة خروج الإخوان من كل مؤسسات الدولة، وعلى رأسها الجيش، فالعناصر المنتمية للإخوان يتم تصنيفها على أنها خطرة أمنياً، وتستبعد من أداء الخدمة العسكرية وبالطبع من الالتحاق بالكليات العسكرية، لأن ولاء الإخوانى الأول والوحيد هو للجماعة، لذا نشأت أجيال متعددة من الجماعة كارهة للجيش، معادية للنظام الذى أقامته ثورة 23 يوليو 1952 والذى سحق طموحات الجماعة لحكم مصر.

وعندما شنت دول العدوان الثلاثي "بريطانيا وفرنسا وإسرائيل" الحرب على مصر سنة 1956، أصابت الفرحة العارمة قادة الجماعة وكوادرها بالسعار، وصرحوا علناً أنه "لا عدوان إلا على الظالمين"، وصلوا من أجل زوال نظام حكم "جمال عبد الناصر"، وعندما هُزم العدوان، وفشل أصيبوا بالحزن وخيبة الأمل.

وفى ظل مشروع التحديث والنهوض الناصري فى الخمسينيات والستينيات توارت الجماعة وفقدت شعبيتها حتى كادت تتلاشى.

وبعد حرب 5 يونيو 1967 لم يستطع إخوانى أن يخفى سعادته وشماتته لهزيمة الجيش المصري فى المعركة، فالجماعة لا تفرق بين جيش مصر والنظام الحاكم الذى تعاديه، طالما الجيش ليس خادماً لمصالحها، وكذلك لا تعترف الجماعة بحرب الاستنزاف المجيدة وتراها معركة وهمية صنعها "عبد الناصر" للمداراة على نكسة 1967.

وفى حرب 6 أكتوبر 1973 لم يشارك إخوانى واحد فى المعركة، لذا لا يمكن للإخواني أن يستوعب معنى الوطنية والجندية والفداء والدفاع عن العلم والاستشهاد من أجل تراب الوطن.

ظلت تلك نظرة الجماعة للجيش المصري حتى تنحى مبارك عن السلطة فى 11 فبراير 2011، نظرة مشوبة بالرهبة والضغينة، نظرة كارهة للجيش المنظم الهرمي الذى يفوق الجماعة تنظيمياً، الجيش الذى يتوزع أفراده على كل بيت وأسرة مصرية بما يفوق انتشار الجماعة وشعبيتها، الجيش المسلح والمدرب جيداً الذى لا تستطيع ميليشيات الجماعة المسلحة مجابهته، الجيش المغلق على نفاذ الجماعة لصفوفه.

وبعد نسف الجيش المصري لحكم الجماعة الملعونة وعزل رئيسها محمد مرسي من الرئاسة، كان سعار الإخوانجية جنونياً ضد الجيش المصري، فلم يتركوا نقيصة إلا وألصقوها بالجيش، وبدأ جيش الإرهابيين -الذى رعاه وسلحه "محمد مرسي" وفقاً لأوامر قادة الجماعة،والذى كان يتم إعداده ليحل محل القوات المسلحة المصرية – حربه ضد الجيش المصري فى سيناء، والتى مازالت مستمرة حتى الآن، لذا تبدو دعوات الإخوانجية لانسحاب مصر من ليبيا بحجة الحفاظ على دماء المصريين مثيرة للسخرية، لأن الإخوانجية يحاربون ضد الجيش المصري منذ ثورة 30 يونيو 2013.

بل ان الفكر الإخواني يجعل الانتماء للجماعة يفوق الانتماء لمصر،لذا فقادة الجماعة وكوادرها ليس لديهم أدنى انتماء للدولة المصرية وجيشها الوطني، فهذا التنظيم المغلق للجماعة يظن قادته أنهم ملاك الحقيقة المطلقة، وأصحاب التوكيل الوحيد للرضا لألهى، لذا فكل من يحارب سعيهم نحو السلطة يصبح مرتد وخائن وانقلابي، لذلك لا جدوى من التحاور مع هؤلاء ومحاولة إقناعهم بالواقع، أو حثهم على التوقف عن تخريب بلدهم، فهم بحاجة لعلاج نفسي أولا ربما ينجح فى شفائهم من هلاوسهم.

مصر فى ليبيا تدافع عن أمنها القومى قبل أى شئ أخر.

ليبيا ستكون مقبرة الإخوان المسلمين الأخيرة بإذن الله.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى