الأربعاء ١٣ أيلول (سبتمبر) ٢٠٠٦
بقلم محمد رشيد ناصر ذوق

الحب الكبير

مثل عصفور ٍ
يرفرف تيها فوق ماءْ
 
أو كفراشة تتوغل
بين ازهار المساءْ
 
كضحكةِ طفل ٍ
وغناء شادٍ ، كثغاءْ
 
جميل هكذا الحب
كأنوار السماءْ
 
كالكنز غالٍ
كالجواهر كالدرر
 
كالبدر...
يمشي جامعاً بين البشر ْ
 
فيساوي بين كل الناس
في أحلى الصور ْ
 
بسلام ٍ و تحيةْ
في الصباح ِ و العشيةْ
 
بين نغمات الكلام
و إبتسامات ِ النظرْ
 
وكما يطلع الزهرُ
و ينهمر المطر ْ
 
وكما ينقل العطرُ
عن الوردِ الخبر
 
جميل هكذا الحب
كالوانِ القمرْ
 
والصداقةُ يا صديقي
أنها حبٌ تكتم
 
إنها حب ٌ خجولٌ
يكره البغض تلثم
 
أنها بداية حب .. لم يتمم .
لكنه لو ما يتمم
 
صار في الارض ِأخوة
صار حباً ، جامعا
للناس و لكل الامم
 
إن حل فإنه نور البداية
و إن رحل فإنه عتم ُ النهاية
 
رغم أن العصر عصر المبغضين
وزمان القتل بات فيه كل حين
 
و الارض ما عادت كما كانت سلام
وما عاد ينفعها حوارٌ و كلام
 
يبقى فينا الحب رمز للخلاص ِ
فهل في الارض من سمع النداء
 
حي على صلة القلوب ِ
من الشمال الى الجنوبِ
حي على نور ِ الشروق
و ابهى الوان الغروب (1)
 
الحب
الوانُ القلوب الزاهية
 
فيهِ العبادة ،
رمزٌ للنفوس الراضية
 
فيه الاخوة
عطرٌ للعقول السامية
 
للشباب و الكهول
حبُ من بذر الحقول (2)
 
و للبنين و للبنات ،
حبُ أم ٍ هادية
 
فتعالوا نزرع الدنيا أحبائي
سنابل و أمل
بصلاةٍ و صيامٍٍ
و إجتماع ٍ بؤام
 
بالتسامي و التصافي
و بحبٍ و عمل
 
أن تحبوا المرء في الله ِ
غنيا كان
أو كان فقير
 
إن تراه ..
كان في الدنيا صغيرْ
صار في الاخرى أميرْ
 
وقلوب الناس ِ
إن تسامت ستصيرْ
فوق امواج الاثيرْ
مثل عصفور تطيرْ
 
فأحبوا الناس .. للحب
فيصحو ...
و يعود من الموت الضمير
 
فأرسموا في الارض
يا أحبائي
نغمات.....
من الحبِ الكبير

الهوامش

(1) الشمال و الجنوب ، الشروق و الغروب – جهات الارض و شعوبها

(2)الفعل بذر يشتق منه اسم باذر ، الذي يضع البذور في الارض – وهو الاب الذي يبذر الابناء

هذه اللفظة العربية انتقلت الى لغات عديد بلفظ مشابه مثل Padre, Father, Pere, Pa


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى