الخميس ٣٠ نيسان (أبريل) ٢٠٢٠
بقلم عمرو صابح

الخطة جرانيت فى كتاب يوميات عبد الناصر


 فى عام 1978 أصدر الأستاذ محمد حسنين هيكل كتاباً بعنوان "يوميات عبد الناصر عن حرب فلسطين"، قام بتقسيمه إلى 4 أجزاء، الجزء الأول بعنوان (مدخل إلى مذكرات عبد الناصر عن حرب فلسطين)، والجزء الثاني بعنوان (هكذا أعد عبد الناصر مذكراته للنشر)، ويحتوى على يوميات جمال عبد الناصر فى حرب فلسطين التى صاغها الأستاذ هيكل ونشرها فى مجلة أخر ساعة عام 1955.

أما الجزء الثالث فقد ضم اليوميات الرسمية للضابط جمال عبد الناصر رئيس أركان حرب الكتيبة السادسة مشاه من الجيش المصري، كما ضم اليوميات الشخصية لجمال عبد الناصر، واحتوى الجزء الرابع من الكتاب على خاتمة كتبها الأستاذ هيكل على فصلين، الأول بعنوان (الحاضر والمستقبل.. عروبة عبد الناصر عن طريق فلسطين)، والفصل الثاني بعنوان (تصور جمال عبد الناصر لحل الصراع العربي الإسرائيلي).

 فى الجزء الأول من الكتاب، تناول الأستاذ هيكل حروب جمال عبد الناصر، ورصد أراء كبار القادة العسكريين السوفيت التى أكدت ام الجيش المصري ضاعف كفاءته عدة مرات فى الفترة من يوليو 1967 حتى وفاة الرئيس جمال عبد الناصر عام 1970، وان الخطة"جرانيت 1 "التى تستهدف عبور قناة السويس والاستيلاء على خط المضايق بوسط سيناء تم وضعها خلال فترة حرب الاستنزاف ( يوليو 1967-أغسطس 1970)، وان شرط تنفيذ الخطة جرانيت 1 تحقق فى شهر أغسطس 1970 عندما تم الانتهاء من تشييد حائط الصواريخ ودفعه حتى شاطئ الحافة الغربية لقناة السويس.
تتطابق شهادة الأستاذ هيكل هنا مع شهادة وزير الحربية الفريق أول محمد فوزى فى كتابيه "حرب الثلاث سنوات"، و"استراتيجية المصالحة"، ومع شهادات مجموعة رجال مايو 1971عن وجود خطة هجومية لتحرير سيناء تم وضعها والتدريب على تنفيذها خلال حرب الاستنزاف.

وكان الفريق أول محمد فوزى ومن اصطلح على تسميتهم بمجموعة مايو، قد أكدوا توقيع الرئيس جمال عبد الناصر لخطة العبور قبيل رحيله فى 28 سبتمبر 1970، وعن تحديد الموعد النهائي لخوض الحرب الذي لن يتجاوز شهر أبريل 1971، وإصرارهم ان سبب خلافهم الرئيسي مع الرئيس السادات هو تأجيله لقرار الحرب.

 يبدو اختيار الأستاذ هيكل للعام 1978 من أجل الإفراج عن اليوميات الرسمية والشخصية لجمال عبد الناصر عن حرب فلسطين، أمراً لافتاً فقد قام الرئيس السادات بزيارته للقدس المحتلة فى نوفمبر 1977، ودارت عجلة الصلح المنفرد مع إسرائيل، ويبدو أن الأستاذ هيكل أراد إرسال رسالة للعالم العربي بنشر يوميات عبد الناصر الرسمية والشخصية عن حرب 1948، خاصة انه استغل نشرها فى تقديم قراءة لحروب جمال عبد الناصر، كما انه شرح تصور عبد الناصر لعروبة مصر، وقدم رؤيته لحل الصراع العربي الإسرائيلى، مما جعل الكتاب بمثابة هجوم مضاد على رؤية الرئيس السادات لعروبة مصر، ونقد لخطواته تجاه الصلح مع إسرائيل.


 الصورة المرفقة لغلاف الكتاب وبطاقة تعريفه، ولصفحتى 15 و16 من الكتاب، والتى تناول فيها الأستاذ هيكل مضاعفة كفاءة الجيش المصري عدة مرات خلال حرب الاستنزاف، والخطة الهجومية"جرانيت 1".


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى