الأحد ١١ حزيران (يونيو) ٢٠٠٦
قصيدة شعر
بقلم وحيد خيـــون

الخلاصة

حَبَسْتُ دَمْعي على طيّ ٍ و كِتـْمان ِ

فلا تقولي بدَأتَ الآنَ تَنْساني

لا تشْكُريني على النِسْيان ِ وانْتَظِري

دَمْعي على الدَربِ يجري مثلَ نُهران ِ

لو تُبْصِرينَ فؤادي وهو مُشْتَعِلٌ

سَتـُبْصِرينَكِ تحتَـلّينَ شِرياني

فلا الصّداقة ُ مني حرّكتْ حَجَراً

ولا الحبيبة ُ تغدو مثلَ إخْواني

صبْراً على الليل ِ إني ماسِكٌ طرَفاً

من النهارِ وأجري خلفَ قُضْبان ِ

حتى المُغيثونَ ما مَرّوا على أثري

فقارِبُ الريح ِ موشومٌ بعنواني

لو مرّ ذكرُكِ في التِلفازِ أحضنُهُ

و طالـَما أشْعَلَ التلفازُ نيراني

مِنْ حُرقتي أضربُ الكفّيْن ِ مِنْ غَضَبِي

قطـّعْتُ سَبّـابَتي عضـّاً بأسْناني

صوتُ المآذن ِ يا بغدادُ أفقِدُهُ

أشتاقُ مِنْكِ لآذانٍ و قـُرآن ِ

بغْـدادُ والشاشة ُ السّمْراءُ يَسْألُها

مني لِسانٌ وأطرافٌ و عيْنان ِ

لا تحْسَبي أنني أبكي على حجَرٍ

وإنما دَمْعتي تجري لإنْسان ِ

سَدَدْتِ آذانَكِ الالافَ عنْ وَجَعي

أنا الذي فاتِـحٌ قلبي وآذاني

أعْرَضْتِ عني وإني في مُقاطَعَةٍ

بجانِبِ الرّيح ِ مَطعونٌ بأكواني

مزّقـْتِ ما بيْنَنا ثوباً نـُطرِّزُهُ

ونحنُ رُغْمَ تجافينا قريبان ِ

أصْرَرْتِ أنْ تستـَمِرّي في مُبادَلَتي

هجْراً بوَصْلٍ وجَنّاتٍ بنيران ِ

أُعْطيكِ أجْمَلَ ما عِنْدي وأعذبَهُ

شِعْري الجميلَ وأنغامي وألْحاني

وأنتِ تُعْطينني لـُغْـزاً أعوذ ُ بهِ

لو داهَمَتـْني بأرض ِ الشكِّ أحْـزاني

تـُبْدينَ لي وجْهَ مَحبوبٍ يُراوِدُني

وتشْتكينَ بأني الفاضِـحُ الجاني

ما كانَ في الكونِ من شخصٍ تعرّضَ لي

أضحَكْتـُهُ بمُناجاتي و أبكاني

تـُعْطينني الحُبَّ صَمْتاً مِثلما حُقـَنٍ

وتصْرُخينَ بأنّي الهادِمُ الباني

وتـُخْبِرينَ صديقاتٍ .. يُطارِدُني

وثمّ تُوحينَ كُنْ لي نِصْفِيَ الثاني

فإنْ خَلَوْتِ بِغَيْري تطْعَنِي جسَدي

ونحْنُ حيثُ تصادَفـْـنا حبيبان ِ

أشتاقُ يا شَجَرَ الزيتون ِ أنْ تجِدي

ظلاّ ً لمُغْـتَرِبٍ حافٍ و ظمْــآن ِ

أشتاقُ يا صوتَ بغدادٍ اذا رقَصَتْ

أمواجُ دِجْلـَة َ أغفو فوقَ شُطآن ِ

أشتاقُ يا سِحْرَ بغدادٍ لمَمْلَكَةٍ

فيها ملاكٌ ولم تخْضَعْ لِشيْطان ِ

أشتاقُ أنْ أرتمي حتى على سُبُـلٍ

فيها خُطاكِ وأفديها بأوزاني

فكمْ تقَوّلـْتُ أنّ الحُبّ َ لي شرَفٌ

وكم تقوّلـْتِ أنّ الحُبّ َ أخْـزاني

كم من قَطاةٍ أتَـتْـني كي أقولَ لها

بيْتاً وقدْ فُزْتِ مِنْ شِعْري بديوان ِ

وكم حمامَةِ إنْسٍ باغتَتْ و دَعَتْ

وغرّدَتْ لي لأرْميها ببُسْتاني

وأنْتِ أيْضاً , وكوني مرّة ً رجُلاً

قُولي الحقيقة َ كي يرتاحَ وِجْداني

ألسْتِ أوّلَ مَنْ مالَتْ على حجَري؟

فأنتِ أوّلُ مَنْ أشْعَلـْتِ نيراني

ألَسْتِ أقبَلـْتِ تَـقْـتَصّينَ لي أثَري

فمَنْ تـُرى غيّرَ المَجْـرى بنـُهْراني؟

ألمْ يكُنْ بيننا ودّ ٌ ولا لغة ٌ

تنهاكِ عن نسْفِ آفاقي وأرْكاني؟

علـّمْتِني الموتَ ما يعني بوَحْشَتِهِ

وما الذي يَلـْحَقُ القاصي مِنَ الداني

علـّمْتِني الدّمْعَ ما يعْني لمُكْتـَئِبٍ

وكيفَ أسْلُو ولا يعنيكِ سلـْواني

علّمْتِني الكَذِبَ المَمْنوعَ أصنعُهُ

كي أمْنَعَ الطيرَ أنْ تدنو لأفناني

علمْتِني النومَ ساعاتٍ مُبَكّرة ً

عَلـّي أراكِ بأطيافي و ألواني

لا شئَ يبقى على حالٍ يُلازِمُهُ

فالبَدْرُ يبدو تماماً بعدَ نقـْصان ِ

أصبَحْتِ جُزئين ِ مِنْ روحي ويسْألُني

عنكِ المعارفُ أينَ الأوّلُ الثاني ؟

طغى الغُرورُ فزِدْنا في تواضُعِنا

لا يجْمَعُ اللهُ طُغْياناً بطُغْـيان ِ

أقْصيْتُ عني مَقاليدي وأنْظِمَتي

وسِرْتُ نحوَ أناشيدي و غِلـْـماني

سَرّحْتُ في البيدِ والوِدْيانِ قافِلَتي

ألَيْسَتْ البيدُ والوِدْيانُ ودْيَاني؟

كم مِنْ جنودٍ تحدّتْـني قواعِدُها

واللهُ يهزِمُ جيشاً قدْ تحَدّاني

وكم جنوداً أعاروني جوانِبَهُمْ

وكنتُ أرجِعُ منصوراً بإيماني

اذا أرَدْتَ مُلاقاتي و مَعْرِفَتي

فاذْهبْ فإنكَ في بغدادَ تلقاني


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى