الخميس ١٩ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠٠٩
قرأت لكم
بقلم عبد القادر محمد الأحمر

الدخان والانفجار العظيم

يقول العلماء: (أن (الدخان) يتكون من قوام غازي تعلق به بشكل أكثر أو أقل ثبوتاً جزيئات دقيقـة قد تنتمي إلى حالات المواد الصلبة أو حتى السائلة مع درجة في الحرارة قد تقل أو تكثر، وهو أيضاً– كما جاء في (المعجم الوجيز) - ما يتصاعد من النار من دقائق الوقود غير المحترقة، وهو المنتوجات الغازية المختلفة الكثافة والتي تتصاعد من المواد التي هي في حالة حرارية مرتفعة جداً لدرجة التوهج، وهذا هو ما أثبته العلم مؤخراً!! فهو إذن- أي الدخان- كما تقول نظرية (الانفجار العظيم)-:

 (.. نتاج بركان كوني هائل ومرعب، حراري عنيف، انفصلت عنه نتيجة لذلك هذه القطعة من المادة المؤلفة من جواهرها الثابتة بشكل خاص عن سطح الشمس، والذي لم يتم- كما بدا - بعملية منتظمة لتطور كوكبي، إنما كان نتيجة لحادث معين، ربما كان- كما قيل– (احتكاك مع شيء آخر!؟) أو اندفاع داخلي!؟ وهذا هو الأرجح في رأينا، ثم بدأت هذه القطعة في التكثف والالتفاف على ذاتها واتخاذها لشكلها الحالي دون أن تفصم الروابط التي تربطها بما تبقى من المجموعة، وحافظت على هذه المسافة الملائمة من النجم- الأب- لتحصل منه على أشعة معتدلة، وهكذا وُلِدَ جسم سماوي آخر، وكان هذه المرة كوكباً يتضمن في كرته ومداره مستقبل الإنسان، ويحتوي في أحشائه على مواد منصهرة، ويحيط بغلافه غازات كثيرة كثيفة، وأبخرة تشع (حرارة) مرتفعة في الفضاء، إيذاناً ببدء مرحلة التبريد، لتتكون من جراء ذلك البحار والأنهار والمحيطات، وقد ذُكِرَ بأن علماء الفلك قد عادوا مرة أخرى إلى تلك النظرية التي تتحدث عن ولادة الكواكب، وذلك نتيجة للعقد والانتفاخات (النتؤات) في غمامة الغبار الكوني، التي كانت تقوم أصلاً حول كل نجم!!)..

وهذه النظرية التي تحدثت عن هذا (الانفجـار العظيم) نرى أن القرآن قد سبق أن تطرق إليها من خلال آيـة الرتق والفتق، كما أننا نرى أن في قوله- سبحانه وتعالى-: (.. ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء وَهِيَ دُخَانٌ) (فصلت/11).. إشارة إلى هذا (الدخان)!!

 وتقول أحدث النظريات التي تتحدث عن نشأة الكون: (أن مادة الكون كانت متجمعة ومتكثـفة في (ذرة) أو (كتلة) واحدة لانهائية في الكبر، وأن هذه المادة كانت في حالة من التركيز والتكثيف تصل معها درجة كثافتها إلى ملايين الملايين قدر كثافة المواد المعروفة لدينا.. وفجـأة عند بداية تكوين الكون، وعند بداية الزمان والمكان حدث انفجار كوني هائل، ونتج من هذا الانفجار تحويل الذرة البدائية الكبرى إلى السحب الأولية أو السديم، أو الدخـان الذي يحتوي على الإشعاعات المختلفة، والجسيمات والذرات المكهربة، وأغلبها كان من ذرات (الهيدروجين)، أي (البروتون)، أو اللبنة الأولى والأساسـية لتكوين المـادة، ثم انتشر السديم، أو الدخـان الذي كان في درجـة عاليـة من (الحرارة)- ملايين الدرجات المئوية- انتشر وتشتت في أرجاء الكون بسرعات عظيمة، ثم بدأ بعضه يتجـمع ويتكتل تحت تأثير قـوة الجاذبية أو غيرها، وابتدأت هذه التجمعات الهائلة الكبر تُكَـوِّن ملايين المجرات المنتشرة في الكون..

وبعد تكوين المجرات ابتدأ الدخان يتكثف إلى قطع أصغر مكوِّناً ملايين النجوم أو الشموس التي تتكون منها المجرات، (والمجرة هي مجموعة من ملايين النجوم)، وعندما تكونت النجوم أو الشموس، تكونت معها أو بعدها أجرام أخرى أصغر منها وصارت تدور حولها، وهي ما تسمى بالكواكب..

وأرضنا هي الكوكب الذي تكوَّن مع النجم الخاص بها الذي يسمى (الشمس) وهي إحدى نجوم مجرة الطريق (اللبـني)، أو سكة (التبـانة)..

واحتفظت النجوم بحرارتها واستمرت- وما زالت- ترسل الضوء والإشعاعات المختلفة، أما الأجرام الصغيرة، أي الكواكب، فبردت بمرور الزمن، وأصبح بعضها مناسباً أو ملائماً للحياة.)..
قيل:- (.. إن هذه النظرية لا تتعارض مع النظرية التي تقول إن الأرض كانت جزءاً من الشمس وانفصلت عنها، وهناك أيضاً احتمال يبدو في أن كتل الكواكب تجمعت وتكونت في آنٍ واحد مع الشمس، ودارت حولها بفعل الجاذبية..
وتتفق هذه النظرية مع الأديان السماوية في أن للخلق وتكوين الأجرام السماوية بداية، ولو ذكر أصحابها أن القوة المفجِّرة لحركة الكون هو (اللـه)، وأن لهذا الكون نهاية، لاتفقـوا مع الأديان السماوية، ولكنها مصيبة الملحدين الكبيرة!!

ولحظة الانفجار أو البداية في تكوين الكون عند المسيحيين هي اللحظة التي قال فيها الله- سبحانه وتعالى-: (فليكن النور)، أما عند المسلمين، فهي عندما قال اللـه: (كن) (إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) (يس/82)..

ونحن نرى الآن- اتفاقاً- مع أنه لا قديم إلا الله- أن هذا الكون حقاً- كما قالوا- لم ينشأ من عدم، وأن هنالك انفجاراً هائلاً آخر في حجـم هذا الانفجار الأول سيؤدي إلى هلاك هذا الكون، وإلى تغيير طبيعة المادة فيه، لينشأ محله كون (عالم) مادي آخر من مادة ذات طبيعة مغايرة لا عهد لنا بها ألبتة، وهو ما ندعوه بالعالم الآخر!!)..

السحابة الغبارية

 ونكتفي الآن بنظرية أخرى هي الأكثر شيوعاً في عالمنا المعاصر، والتي وضعها المتأخرون من العلماء الأوروبيين، فقد ذهب هؤلاء إلى أنه:- (كانت هنالك سحابة غبارية غازية في منتهى السعة، تدور في الفضاء الفسيح، فأخذت الجاذبية المنبعثة من وسطها، تؤثر في هذه السحابة، فبدأت هذه تنكمش ببطء في الفضاء، وتتضاعف ذراتها، وتتداعى شيئاً فشيئاً حتى أصابها ما يصيب الماء في الحوض، إذا أصاب فيه ثقباً فإنه يدور حول الثقب، ويتداعى لينطلق خارجاً من الحوض، وقد أصاب هذه السحابة الغبارية الغازية ما أصاب الماء من جراء الدوران والانضغاط، فتكونت في وسطها (نواة) مركزية كبيرة، كما تكونت فيها دوامات صغيرة ما لبثت أن أصبحت كتلاً أخرى أصغر من الكتلة المركزية، وتحولت الكتلة المركزية هذه فتولدت منها الشمس المعروفة، كما تحولت الكتل الأصغر فتولدت منها هذه الكواكب التي أضحت تدور حول الشمس، كالأرض والقـمر والمشترى وزحل وسواها)..


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى