الاثنين ١٧ أيار (مايو) ٢٠٢١

السَّنَابِلُ الْخَضْرَاء

احمد محيي الدين زرقة

أَ نَنْجُو بِرَغْمِ قُيُــودِ الحِصَـــــارِ
وَ نَعْــلُــو و كُلُّ الْجَنَــــاحِ انْكِسَــــارْ!
أ نَعْــدُو طَرِيِـقــًا نَـرَاهُ انْهِيَــــــارَ
وَ نَلْهُــو و مِلْءُ الْفُــؤَادِ اعْتِصَــــارْ!
بِعَرْضِ الرَّصِيفِ سِــلَاحُ وَعِيــــدٍ
لِمَحْـــوِ الْيَقِيـــنِ، لِــوَأْدِ النَّهَـــــارْ
أَرَادُوا فَسَـــادًا يَعُــمُّ النُفـُـــــوسَ
لِـطُـهْـرِ الْقُــــلُوبِ عَـــدُوُّ يُثَـــــــــارْ
يُشَـوِّهُ مَعْنَــى صُمُــودَ الدِّيـَــــارِ
بِعَقْـلِ الشَّبَــابِ، بِعَيْـــنِ الصِّغَـــــــارْ
فُلُــولُ الظَّـــلَامِ تَكِيــدُ ضَــــــلَالًا
لقَلْـــبٍ فَتـــــِىٍّ⸳⸳⸳ كَبَـــرْقٍ أَغَـــــــارْ
سِلَاحُ الْغُــلَامِ فُتَـاتَ الصُّـخُــورِ
وصَوْتُ الصُّخُـــورِ دَوِيَّ انْفِجَـــــارْ
فَيَرْمِى الْحِجَـارَةَ تُدْمِي الطُّغَــاةَ
تُـــزَلْــزِلُ حَتَّـى سِــــلَاحَ الدَّمَـــــــارْ
حَصَاةُ الصَّبِيِّ رُؤُوسَ لَـهِيِـــبٍ
إذَا مَا الْعَـوَاصِفُ حَانَــتْ⸳⸳⸳ شَـــرَارْ
سَنَابِلُ خُضْرَالْغُصُونِ يَرَاهَا الْــ
ـغُـــزَاةُ رِمَــاحًا بـِطَــعْمِ الْجِمَـــــــارْ
جَرِيــحًا يُعَانِـــي بِـلَادِي أَرَاكِ
يُقَـــــاوِمُ ظُـلْمًـــا بِكُــــلِّ افْتِخَـــــــارْ
أَتَيْنَــا بِصَــدْرٍ يَـــرُدُّ السِّهَـــــامَ
و جِئْنَاكِ خَجْـلَـى لِنُبْــدِي اعْتِــــــذَارْ
لِتَنْمُـو السَّنَابِلُ خَضْـرَا تُغَنِّــــي
و تَكْسُو رُبُــوعَ الْحَيَـاةِ ازْدِهَـــــــارْ
و صَوْتُ الْجَدَاوِلِ عَطْشَى لِنَبْتٍ
فَتَنْسَــابُ تَـشْـــدُو بِأَرْضٍ قِـفَــــــارْ
أَ تَرْمِـي ذِيُـــولُ الْهَزِيمَـةِ ظِــلًّا
عَـلَـى حِيــــدِ جُنـْــدٍ تَـرُدُّ اعْتِبَـــــارْ!
سَتَبْقَى السَّوَاعِدُ خَضْرَاءَ دَوْمًـا
تُقَـــاوِمُ يَــأْسًــا و فَـــرْطَ انْتـِـظَــــارْ
وتَطْفُو السَّفِينَةُ فَوْقَ الْجِــرَاحِ
بِــرَغْــمِ الْغُيُــومِ وعَصْفِ الْبِحَــــــارْ
و قَــلْـبُ الثَكَـالَى يَضُمُّ الشَّهِيـدَ
يُــلَمْـلِـمُ دَمْــعًــا و يُخْـفِـي انْفِـطَــــارْ
فصَمْتُ الْعُيُونِ شُمُوخٌ و رَعْــدٌ
بَـيَــــادِقُ ثَــــأْرٍ⸳⸳⸳ أَبَــيْــنَ انْحِسَــارْ
شَرِيعَةُ رَبِّي فِي الَارْضِ الْوِئَامُ
و مَكْــــرُ الْلِئَـــامِ يُقِيــمُ الْجِــــــــدَارْ
و سَـالَتْ دِمَائِي بِشَـرْقٍ وغَـرْبٍ
رِسَــالَةَ عِشْقٍ ⸳⸳⸳ فَقَـامَا انْبِهَـــــارْ
لِتَبْقَى عَرُوسُ الْمَدَائِنِ وَحْيـًا
لِكُــــلِّ كَــلِيــــمٍ أَرَادَ انْـتِـــصَـــــارْ

احمد محيي الدين زرقة

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى