الأحد ١٣ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠٢٠
بقلم مريم علي جبة

الشاعرة السورية أحلام بناوي لـ ديوان العرب

في حضرة الشعر، نحن لسنا في اتحاد نسائي لتعبر المرأة الشاعرة عن المرأة، فالشاعرة عندما تعبر عن نفسها وعن مجتمعها بصدق تكون عبرت عن المرأة بشكل جيد

شاعرة وصحفية، وعضو في اتحاد الكتاب العرب، وعضو في جمعية الزجل السورية،تكتب الشعر الفصيح الموزون (العامودي والتفعيلة)، لديها أربع مجموعات شعرية مطبوعة بالفصحى وأخرى قيد الطباعة، كما لها مجموعة في الشعر المحكي، ورواية قيد للطباعة. ولدت وترعرت في دمشق، تخرجت من كلية الشريعة جامعة دمشق، ثم درست الإعلام وانتقلت منه إلى كلية الحقوق.

هي الشاعرة السورية أحلام بنّاوي وكان معها هذا الحوار:

كيف بدأ مشوارك مع الشعر؟...

الشعر قبل كل شيء موهبة وملكة من الله تعالى والشاعر إما يصقلها ويطورها أو يهملها فتموت مع الزمن، وأنا أكرمني الله بهذه الموهبة فكتبت الشعر وأنا في الثانية عشرة من عمري، كانت محاولات متواضعة جداً، لكنَّ إصراري ومحبتي للشعر جعلها تنمو وتنمو لترافقني بقية عمري.

غالباً ما تنعكس تجربة الشاعر الشخصية على شعره إن كانت فرحاً أو ألماً؟

الشعر مرآة حال الشاعر وواقعه ولابد لتجارب الشاعر الشخصية أن تظهر لأنه قبل كل شيء يكتب ما يشعر به سواء أكان تجاه قضاياه الشخصية أو تجاه الواقع المحيط به، وربما من يقرأ شعر أحلام بناوي يجد الواقع مجسداً بقوة، يجد هموم الناس ليس لأنه بعيد عن تجربتي الشخصية بل على العكس تماماً لأنني بطبيعتي شديدة التأثر بالمحيط والواقع من حولي لدرجة تجعلني أحياناً أخجل من الكتابة عن أموري الشخصية في الأوقات التي يمر بها الناس والوطن بظروف صعبة كما حدث في الحرب على سورية وتداعياتها على المواطنين.

أين الحب في حياة أحلام بناوي؟..

الحب كان حاضرا في كل ما كتبته حتى في القصائد التي لم توجه للحبيب، أنا بطبيعتي شخص محب لكل شيء في هذه الحياة، أحب الحجر والشجر والبشر، وأؤمن أن طاقة الحب هي التي تجعل الشاعر قادرا على الإبداع والجمال.

أنتِ عضو في جمعية الزجل الشعبي، ما هي المراحل التي مرت بها حتى استطاعت أن تنال هذه العضوية؟..

الشعر الشعبي كتبته بالفطرة أيضاً، كان والدي يعشق هذا النوع من الشعر ويستمع إليه كثيراً، وكنت عندما أسمع مقطعاً يستفزني أرد عليه بمثله، ثم بعد ذلك بدأت أقرأ عن هذا النوع من الشعر وأستمع إلى كبار شعرائه حتى أتقنت بحوره وجذبتني رشاقة صوره وشفافيتها.

حضرتِ العديد من الملتقيات والفعاليات الأدبية، ما هي أهم الملتقيات التي شاركت فيها، وكيف تلخصين تجربتك فيها؟

كنت عضو مجلس إدارة في معظم الملتقيات الثقافية في دمشق، وكان لكل منها إيجابياته، وسلبياته، وأعتبر أن كل محاولة مهما كانت متواضعة كفيلة بدفع عجلة الثقافة إلى الأمام سواء بما فيها من إيجابيات أم من خلال ما تكشف عنه من سلبيات يتعلم منها المرء ويتلافاها، لذلك فإن كل مشاركة من هذه المشاركات أضافت لي شيئاً.

متى شعرتِ باكتمال موهبتكِ الشعرية وأنه حان الوقت لجمع هذه النصوص في ديوان؟ ومن كان المشجع الأول؟ متى شعرتِ باكتمال موهبتكِ .. وجمعتها في نصوص؟؟

أنا أرى أن الموهبة الشعرية لا تكتمل ولا تقف عند حد معين لنقول إنَّها اكتملت، فالشعر أرض خصبة خلاقة قادرة دائماً على إنبات المزيد والمتجدد تبعاً للشاعر واهتمامه بها، ولكن عندما قررت طباعة مجموعتي الأولى لم يكن ذلك يعني أن موهبتي اكتملت، بل كان الأمر مجرد تحقيق لحلم الطفولة والشباب لذلك أسميت مجموعتي الأولى بـ(الحلم الأول) والمشجع الأول في هذا الموضوع هو والدي الذي غرس في نفسي هذا الحلم وجعلني أثابر من أجل تحقيقه.

كيف تقيمين الحركة الشعرية في سورية؟ ومن هم أهم الشعراء برأيك؟؟

لا أعتقد أن من حقي ولا من حق سواي أن يقيّم الحركة الشعرية في سورية أو يحدد من هم أهم الشعراء في سورية لأن الشعر فن وجمال والفن ليس له معيار ثابت كما أن تذوقه يختلف من شخص لآخر، وبالتالي يمكن أن أقول وجهة نظر في الأمر وهي شخصية لا تلزم سواي وهي أن لدينا الكثير من الشعراء والقليل من الشعر، للأسف الفوضى التي خلفتها الحرب وصل تأثيرها إلى الشعر أيضا، فحملوه ما لا طاقة له بحمله، وبات المنبر مشاعاً، ولكن هذا لا يمنع من أن هناك قصائد ترفع لها القبعة .

المرأة في شعرك؟.. هل استطاعت المرأة الشاعرة أن تعبر عن المرأة وهمومها بشكل جيد؟...

في حضرة الشعر، نحن لسنا في اتحاد نسائي لتعبر المرأة الشاعرة عن المرأة، فالشاعرة عندما تعبر عن نفسها وعن مجتمعها بصدق تكون عبرت عن المرأة بشكل جيد، وعندما تستطيع أن تثبت شعرها بقوة ومصداقية وشفافية فإنها تعبر عن كل أنثى في مجتمعها، ولدينا تجارب أنثوية جميلة على قلتها ومعبرة عن المرأة السورية بهمومها وشموخها وقدرتها على التجدد والاستمرار.

ما هي أهم قصيدته كتبتها؟..

كأنك تسألين الأم أي أولادها أحب إليها، لأن كل قصيدة هي بمثابة ولد للشاعر، ومع ذلك سأقول لكِ أن هناك قصائد أميل إليها منها قصيدة (الورد أصدقُ إنباءً) على سبيل المثال لا الحصر.

أنت تكتبين شعر الفصيح الموزون وشعر الزجل أيهما تجدين نفسك فيه؟

أنا أميل إلى الشعر الفصيح وأفضله رغم أنني أكتب الشعر المحكي برشاقة أكثر ربما، لكن تبقى الفصحى هي أم اللغات والأقرب إلى قلبي.

الشعراء الشباب، كيف تقيمين التجربة الشعرية الشابة في سورية؟.. هل هناك تجارب مميزة، من هي؟..

رغم أنني أرفض تسمية أدب الشباب وأدب غير الشباب فالشعر هو الشعر والأدب لا يعرف سناً، فقد نقرأ قصيدة تبهرنا ولا نعرف سن كاتبها سواء أكان شاباً أم مخضرماً أم كهلاً، ولكن أجد أن الشباب السوري خلال السنوات الأخيرة بدأ يهتم بثقافته الشعرية بشكل واضح انعكس جلياً على نصوصه وهذا شيء مبشّر، ومن هذه الأصوات يزن عيسى، وبلقيس حيدر مثالاً.
ما هي أهم نصيحة تقدمينها للشعراء الشباب؟؟

أبو نواس يقول:(ما ظنكم برجل لم يقل الشعر حتى روى دواوين ستين امرأة من العرب فما ظنكم بالرجال)، وأنا أقول للشعراء الشباب ولنفسي ولكل شاعر، القراءة، ثم القراءة، ثم القراءة.

استطاعت وسائل التواصل الاجتماعي أن تفرض على المتلقي العديد والعديد من الأسماء الذكورية والأنثوية، يا ترى هل ستحل محل الكتاب الورقي في النشر؟..

نعم استطاعت وسائل التواصل أن تفرض أسماء كثيرة يخشى معها على ذائقة المتلقي غير العارف، أما المتلقي العارف والمتمكن فإنه يستطيع أن يميز الرث من الثمين، ولكن الإعلام الافتراضي أصبح واقعاً، وبالتالي علينا التفكير في كيفية الاستفادة منه وتسخيره بما يخدم الشعر الحقيقي كي لا نترك فراغاً يملؤه الهواة، وبات لزاماً علينا أن نبحث عن أساليب تشويق في الكتاب الورقي كي نحافظ عليه من الاندثار في مواجهة البدائل الحديثة.
الدواوين الشعرية تملأ الأسواق، ولا من قارئ.. ما هو السبب الحقيقي لابتعاد الجمهور عن الشعر؟..

ربما البعض يجد أن الثقافة هي ترف فكري، رغم أنها على العكس تماماً فمعظم الثورات التي غيرت العالم قادها المثقفون، إضافة إلى انشغال الناس بهمومها اليومية وأعباء الحياة التي تتنامى كل يوم لم يترك مجالا للمرء أن يلتفت إلى غذاء الروح، ناهيك عن أنه كما تفضلتِ، الدواوين تملأ الأسواق وفيها الرث والثمين وبالتالي القراء وخاصة المبتدئين منهم بحاجة إلى (داتا) للكتب التي تستحق القراءة وهذه مسؤولية المثقفين العارفين بما فيهم اتحاد الكتاب العرب.

هل أنت راضية عن مسيرتك الشعرية والأدبية؟؟.

الرضا يعني الموت بالنسبة للشاعر، يعني التوقف عن الخلق والإبداع، والتوقف عن البحث عن وسائل للتطوير، وبالتالي لست راضية حتى الآن، فأنا أشعر أن الأديب دائما يتعلم ويبتكر شيئا جديدا، وينتهي ويموت عندما يبدأ باستنساخ وتكرار نفسه.

ما هي وجهة نظرك في أداء المنابر الثقافية في سورية ؟؟

طالما أن القائمين على الثقافة يعتمدون آلية (ملء البرنامج) فإن الثقافة ليست بخير بل وذاهبة إلى التدهور، لأن هذه الآلية جعلت المنبر مشاعاً ولم يعد للكلمة التي تستحق فعلا، والمشاع يحتمل أن يشغله الرث وبالتالي نحن نروج لهذا الرث باتباع هذا الأسلوب.
أعتقد أننا بحاجة إلى ثورة ثقافية تعيد للأدب السوري الذي غزا العالم ألقه ومجده، أما بالنسبة للمساعدة المطلوبة للشعراء الشباب فقد كان هناك محاولات لكنها متواضعة جدا ولا تصلح أن تكون رافعة للثقافة بالمعنى الحقيقي.

ما هو جديد أحلام؟؟

لدي الآن مجموعتان شعريتان ورواية لم يتم طباعتها بعد بالإضافة إلى أنني أشتغل على ما يسمى بالقصيدة الملحمة وهي تجربة جديدة بالنسبة لي.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى