الأربعاء ٢٨ حزيران (يونيو) ٢٠١٧
بقلم محمد عبد الحليم غنيم

الشاعر

رجل.. كان رساما، اسمه جون..كانت لديه مشاكل مع السناجب فى مسكنه، ثمة عدد كبير من السناجب على غير العادة تملأ المنزل، أتلفت زهرات النرجس فى الحديقة وقضمت التفاحات من فوق الأشجار، ودمرت لفة من الكنفاه الخام فى الأستوديو، كان جون خائفا أن تدخل السناجب الحوائط وتمضغ الأسلاك التى بداخلها، لذلك نصب لها المصائد فى الخارج. لكن المصائد لم تقتلها، عندما استطاع أن يمسك سنجابا أخذه إلى الغابة الوطنية على بعد عدة أميال من المنزل، ثم أطلقه هناك.

ذات ظهيرة زارته سارة ابنة أخيه، وكان معها صديقها الجديد، قالت:

ـ أنت وميشيل يشبه كل منكما الآخر.

ثم أضافت:

ـ ميشيل شاعر

أخذ جون الاثنين إلى داخل الأستوديو ليريهما لوحته الجديدة، قال:

ـ إنها تمثل سلسلة فى تحولاتي.

عرض عليهما لوحة دينية ثلاثية: 3×6 قدم مربع من الكنافاه، تصور مجموعة من ثمار الأجاص فى مراحل مختلفة من التعفن، ثم أضاف:

ـ أنا مهتم برحلة الزمن.. يمكنك أن ترى ذلك مع هذه اللوحة، أو يمكنك أن تستخدم ذلك لوصف وجهات النظر المختلفة فى لحظة واحدة، إنه تركيب مفيد.

أومأ ميشيل موافقا، وقالت سارة:

ـ إنما تمثل نوعا غريبا.. طريقة الأجاص وهي ترتخي وتسقط.

ـ بعد ذلك أريد أن أكتشف القشرة.

عرض عليها لوحة كنافاه أخذت عرض الحائط، مليئة بصورة لليمونة متعفنة

ـ تذكارية.. أليس كذلك؟

ضحكت سارة، وتراجع ميشيل للخلف، ذراعاه متصلبان فوق صدره، وهو يتلفت برأسه من جانب إلى آخر.أحدث لوحة كانت صغيرة جدا، صورة مصغرة جدا لثعبان مفرود كان جون قد وجده على جانب الطريق.

قال جون:

ـ فى فرنسا.. لا يقولون صور للأزهار والأشياء، ولكن يقولون طبيعة مجسدة، طبيعة متينة ذلك ما أنا مهتم به الآن حقا، موت الطبيعة، تغير الألوان البني والأشغال للنماذج العضوية، السقوط والرشح والانتفاخ نتوء العفن والجفاف.

دعا جون سارة وميشيل للتجول فى الفناء لفحص المصيدة، وقبل العشاء أمسك سنجابا من خلف كوم السباخ العضوي.. وعند ذلك قال:

ـ إنهم مثل زبدة فول السوداني.

ثم حمل المصيدة إلى داخل المنزل، وهناك نصبها فى الجراج بجوار برميل المطر، فرد السنجاب نفسه فى قاع القفص دون مقاومة.

أثناء العشاء، قالت سارة لجون:

ـ أحب لوحاتك الجديدة يا عمي.

ـ شكرا لك، وأنت يا ميشيل ما رأيك؟

ـ إنها جميلة ومرعبة.

قالت سارة:

ـ ولكنها ليست سقيمة

قال جون:

ـ إنها جزء من الحياة، إنها تعبر جميعا عن التغيرات

بعد العشاء، اعتذر ميشيل وانسل إلى الخارج، عند ذلك قالت سارة:

ـ أكيد يريد أن يحضر شيئا ما من السيارة

شرب جون وسارة القهوة، قالت سارة:

ـ هل أحببته.

ـ إنه هادئ

عاد ميشيل إلى المنزل، صاح جون:

ـ أتشرب قهوة يا ميشيل؟

دخل ميشيل حجرة الطعام وهو ممسك معطفه أمامه متكورا يقطر منه الماء

قالت سارة فى انزعاج:

ـ ما الخطب؟

ـ إنه بسبب جون.. السنجاب.. لقد أغرقته فى برميل المطر.

نبذة عن المؤلفة:

روز جوين، كاتبة أمريكية ولدت فى بريكيلي عام 1973 وتعيش الآن فى بوسطن، نشرت معظم أعمالها على شبكة الانترنت وفى المجلات الأمريكية المطبوعة المشهورة مثل مجلة الشعر الأمريكي.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى