الأحد ٨ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠٠٩
قرأت لكم
بقلم عبد القادر محمد الأحمر

الطاقة الحيوية

يقول الدكتور السوداني عبد الرحمن العاقب وهو يتحدث عن (الطاقة الحيوية):- (.. بأن العلم التجريبي ما زال يلهث لاكتشاف ما كشفته الروحانية منذ عصور، لأنه يعتمد على متغيرات محدودة، بينما الروحانية علم يعتمد على متغيرات كثيرة لم يعرف العالم كنهها بعد، بل إنما تتكشف على مدى العصور، مثل اكتشاف الذرة، والفضاء وغيره، فعلى إنسان هذا العصر أن يستفيد من إيمانه الروحي، لأنه عامل تقدم لا عامل تأخر.. ألم يكتشف المجهر مغزى قوله- تعالى-: (.. وَيَخْلُقُ ما لاَ تَعْلَمونَ)؟! ألم تكتشف صواريخ الفضاء ومركباته مغزى قوله- تعالى-: (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ..)؟! ألم تبرهن (الطاقة الحيوية) الأثر العلمي للتقوى ومغزى قوله- تعالى-: (.. وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ)؟!

إن العلم الحديث والعلم التجريبي يقود أهله رغم أنفهم، ورغم إنكارهم إلى أن يتبين لهم الحق، وهنا (يتجلى) مغزى قوله- تعالى- (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ)

ويضيف دعبدالرحمن العاقب:- (.. إن الفرق بين العالِم المسلم وغيره، إن العالِم المسلم الذي يتخذ من القرآن مفتاحاً لبحثه سوف يجد فيه تحديات كثيرة غابت عن بصيرة الآخرين، والله يقول:- (.. وَاتَّقُواْ اللّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللّهُ..) (البقرة /282).. ويقول:- (يِا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إَن تَتَّقُواْ اللّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَاناً..) (الأنفال/29).. وهذا هو التحدي الكبير أمام علماء المسلمين اليوم، والذي يفتح لهم باب البحث العلمي في مجال رائد عن طريق (التقوى) والعبادة الروحانية و(التجريبية)، ونعني بالتجريبية، هذا العلم التجريبي عن عقيدة وإيمان، فمنذ أن حدث الشقاق في أوروبا بين علماء الطبيعة والكنيسة، عَمِيَّ علماء أوروبا عن الكثير مما ذُكِرَ في الروحانية، واعتبروه شعوذة وما وراء الطبيعة، ربما لحكمة منه- عزَّ وجلَّ-: (لئلا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَلا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِّن فَضْلِ اللَّهِ وَأَنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ) (الحديد/29)..

أي إن الله يدخر الفرقان والطفرة لمن يشاء، وللمسلمين الفرصة في أن يؤتوا كفلين من رحمته، لأن الإسلام جاء متقدماً عن غيره من الأديان في دعوته إلى التفكير في خلق الله عن طريق العلم الشامل الذي يجمع بين الأديان وبما يحقق من العلم التجريبي، وبما عُرِفَ بالعلم الروحاني، وأنه لا تعارض بينهما، فكلاهما من قدرة الله، بل إن العلم التجريبي ما هو إلا ذرة من العلم الشامل، وسوف يكون كذلك إلى أن يجمع الله الخلق إليه، فيكونون حينذاك أقرب ما يكونون إلى العلم الشامل بالقدر الذي يشاء الله أن يحيطوا به، وإنني أعتقد أن (الطاقة الحيوية) هي مجال رائد يمكن أن تتفتح فيه آفاق المعرفة عما أنكره الإنسان من تعاليم روحانية، وتقود إلى التعرف على كثير من الخبايا التي جهلها الإنسان, أو تجاهلها من آفاق العلم الروحاني، وذلك عن طريق التجربة التي يؤمن بها إنسان هذا العصر، وبهذا يزداد الإيمان، لأن إنسان هذا العصر- كما ذكرت- تتمثل المعجزات التي تقوده إلى الإيمان فيما يتكشف من علم، أكثر مما تتمثل فيما يعجز عن علمه، كما كان الحال بالنسبة للأقدمين..
والتحدي أمام المسلمين الذين تعمقت معارفهم في العلم الحديث أن يفكروا بإيمان خالص مثلاً في الأمور التي اعتبرت ما وراء الطبيعة وأُهمِلَتْ، بينما ذكر القرآن أنها علوم قد يبر الله بها من يشاء من عباده، مثلاً أن يفكر في أمر علم الكتاب: - (قَالَ الَّذِي عِندَهُ (عِلْمٌ) مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ..) (النمل /4)..
(وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ (عِلْماً) (النمل/15)..

(فَوَجَدَا عَبْداً مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا (عِلْماً) (الكهف/65)..

أليس هذه طاقات روحية تفوق أياً من الطاقات التي نعرفها؟!..

ألا تقود هذه إلى علوم تفوق أياً من العلوم الحديثة إذا توصلنا إلى سرها؟!.. هل الجاذبية وغيرها من الطاقات الخفية بعيدة عن منالنا؟!..

إن علم الذرة قد برهن على أن أضخم القوى قد تتفجر من مستصغر الذراري بموجب القانون (MC2 =E) وهو قانون الطاقة، أو الكتلة المعروف، أو حتى بمعدل الطاقة الحرارية المختزنة في مواد الوقود الأخرى، وقد فاق شعاع الليزر- وهو تجميع لقوى ضعيفة- لهيب الإستيلين، أو الأكسجين في اختراقه للصلب السميك!!..) فتأمل!!


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى