الثلاثاء ٢٠ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠١٢
بقلم
الطبيبة
=
من مهد الصبا وُلدت طبيبةكانت لعبتها سماعة القلوبكان قلمها ميزان الحرارةو بدأت تكبر و ترتفع حرارةُ حلمها الطموحمتعالياً داخل زجاجة قلمها الزئبقيِّحتَّى أُصيبت بالتهاب أحلامفهي ما زالت صغيرةو لا تميز في الأمنيات المحصورة داخل مجالات الزئبق الحرجةفي ذلك اليوم الحاركنتُ أنا في الطابق البلوري الثاني عشرو هي ما زالت في الطابق الخامس الطفوليِّو عندما سمعتُ ما جرىنزلت إليها مهرولاً بخطواتٍ متسارعةفبيتي من بيتها كقربي المتآله من أهلهاو حملتُها و أنا في حزني أغرقو دموعي تسبقني فتسقي الدروبحتَّى وصلت بها إلى محركات أبحاث مستقبل كلِّ عاشق ٍ و معشوقو دققت اسمها كي أحدِّد دربهافعرفت أنَّها ستغدو طبيبةو عن طريقي ربَّما تحيدو أنِّي سأغرق مرة ً أخرى في بحر ٍ من دموعتطفو عليه بقعٌ من بترول الثروات الماديَّة الموحلة في مصالح تعذيب العاشقينو لن أكون قادراً على تنفُّس هوائها المعقَّم ! بجفاء البعدو لن أسترخي في بركة راحتها و خيالها المنمَّقة بعذاباتي و تشرذميو سأتابع بحثي من بئر ٍ أسود ينضب إلى آخر ينبع بالمرارة و تفوح منه رائحة النار القادمةفأغدو ملطَّخاً بسواد القساوة و التحجُّر القلبيِّبدم ٍ أسود يجري في شرايينيو عيون ٍ ستصبح شرارات اشتعال ٍ يائسةو أنِّي سأسقط مشتعلاً في نفط بئرها العميق العميقمهما غيَّبوها و مهما تُهتُ في نزواتي الطاغية في سراب الموتو ليتني صدَّقت ما سمعتفبعدما سهرت على حلم حبيبتي كي يتعافىو يتجاوز مرحلة الخطر والفوضى التي غزت نظراته البائسةفي ذلك التمرين الإنسانيِّ التجريبيِّ المنظَّم برحمة إنسان ٍعاشقو الذي فجَّر مواهب الغيرة النسويَّة و المنافسة الشريفة في ميادين الحبّ العذريِّو بقيت وراءها أعلمها كيف ترمي الهدفبرصاص ٍ من عشق الإصرارعندها بعد عودتنا صعدَتْ مكانيَ القديمفي الطابق البلوري الثاني عشرفدعوتها إلى بنائي الهندسي المزخرف بفسيفساء إخلاصي لهاو عندما لم تُجبعُدْت وراءها خائفاًلِِأرى حلمها قد تلبَّسها بعد شفائه متحكماً بأعضائها الساحرة التي اختُطِفت مشدوهة ً إليهكشيطان ٍ تلبَّس امرأةً من قمرلِتصفعني صفعة البعد القاتلةبلسان الرفض المريرو حجّةِ الحلم الكبير!!.