الاثنين ١٥ أيار (مايو) ٢٠٠٦
بقلم أحمد سعد الدين

العصر الذهبي للأدب اللاتيني

كان الأدب اللاتيني في أحسن مستوى له في الفترة مابين 81 ق.م و 17م. وقد ابتدأت هذه الفترة بأول خطبة معروفـة لـشيشرون وانتهت بوفاة أوفيد.

عصر شيـشرون.

كان شيشرون أبرع كاتب نثر لاتيني، وقد سيطر على الأدب اللاتيني في عام 80ق.م. حتى وفاته عام 43ق.م. ويمكن تقسيم كتاباته إلى مجموعات أربع هي:

1- الرسائل

2- المقالات البلاغية

3- الأعمال الفلسفية

4- الخطب.

وتقدِّم رسائله معلومات مفصّلةً عن فترة مهمة من التاريخ الروماني، وتُعطي صورة حية عن الجمهور والحياة الخاصة للطبقة الرومانية الحاكمة. وتُعَدُّ مؤلفات شيشرون في الخطابة أثمن المصادر اللاتينية للنظريات القديمة حول الثقافة والبلاغة. أما مؤلفاته الفلسفية فكانت قاعدة الفلسفة الأخلاقية خلال العصور الوسطى. وقد ألهمت خطبُه كثيرين من القادة السياسيين في أوروبا كما استلهمها مؤسِّسُو الولايات المتحدة.

كان يوليوس قيصر وسالوست مؤرخينّ بارزيْن في عصر شيشرون. فقد كتب قيصر تعليقات حول الحروب الغالِيّة والأهلية بأسلوب صريح ليبرِّر أعماله بوصفه قائدًا. أما سالوست فقد تبنى أسلُوبًا جافًا وهادفًا في مؤلفاته التاريخية، وكتب وصفًا رائعاً للناس ودوافعهم.

أما مولدُ الشّعر الغنائي في اللغة اللاتينية فحدث خلال الفترة نفسها. إن قصائد الحب الغنائية القصيرة التي كتبها كاتولوس لا تتفوق عليها قصائد أخرى في قوتها العاطفية. وكتب كاتولوس أيضًا قصائد هاجم فيها أعداءه كما اتصفت قصائده المطوّلة بالصور الجميلة المكتوبة بلغة غنية ورقيقة.

وعلى عكس ذلك فقد شرع الشاعر لوكريشيس في تغيير أفكار الفلاسفة الإغريق مثل أبيقور. ويحتوي مؤلف لوكريشيس حول طبيعة الأشياء (55ق.م) على مقطوعات فخمة عديدة تُعَدُّ انتصارًا للعبقرية الشعرية على المادة غير الشعرية.

كان فارو أكثر كُتّاب الفترة علمًا. فقد كتب في موضوعات كثيرة التنوع بدءًا بالدين وانتهاءً بالشعر، لم يصل من مؤلفاته شيء بشكل كامل سوى ماكتبه حول الزراعة واللغة اللاتينية.

العهد الأوغسطي. اهتم الإمبراطور أوغسطس بالأعمال الأدبية التي كُتبت خلال سنوات مُلكه من 27 ق.م إلى 14 ق.م. وتُسمَّى هذه الفترة العصر الذهبي للأدب اللاتيني. ففي هذه الفترة نشر فيرجيل محاوراته الرعوية وقصائده الزراعية التي ربما كانت أجمل ماكتب عن حياة الريف؛ والإنيادة، وهي قصيدة ملحمية تصف الأحداث التي أدّت إلى قيام روما، وفيها يصف فيرجيل كيف أن البطل الطروادي إينياس أصبح سلفًا للشعب الروماني. وفيها أيضًا يعطينا فيرجيل تبريرًا أسطوريًا لحكم الرومان للعالم. ومع أن فيرجيل مات قبل أن يضع اللمسات الأخيرة لقصيدته إلاّ أنها سرعان ما اعتُبرت أعظم عمل في الأدب اللاتيني. ولايزال النقاد يؤيدون هذا الرأي.

أما هوراس، صديق فيرجيل، فقد كتب قصائد من نوع الأيبودة، والأوْد، والمقطوعات الهجائية ورسائل.

لقد سحرت القصائد من نوع الأوْد، بروعتها سواءً في المضمون أو الشكل أو الأسلوب، القراء لمئات السنين. وتبحث الهجائيات والرسائل المشكلات الأخلاقية والأدبية بشكل مهذب وفكه وساخر. أما رسالة هوراس فن الشعر، التي ربما نُشِرَت عملا منفصلا فقد أثّرت كثيرًا في النظريات الشعرية التي أتت فيما بعد. وفيها نجد القواعد الأساسية للكتابة الكلاسيكية كما فهمها الرومان، وبعد وفاة فيرجيل أصبح هوراس شاعر روما الأوّل.

وقد وصلت المرثية اللاتينية أوجها في أعمال طيبولوس بروبرتيوس وأوفيد. ويهتم معظم هذا الشعر بالحب.
وكتب أوفيد أيضًا مؤلَّفًا باسم فاستي يصف فيه الأعياد الرومانية وأصلها الأسطوري. أما أعظم عمل له، وهو التحول فيُعدُّ أفضل مصدر معروف عن الأساطير الإغريقية خلال كل فترة العصور الوسطى وخلال عصر النهضة. وكانت مصدر وحي وإلهام كثير من الشعراء والرسامين والمؤلفين الموسيقيين.

وفي مجال النثر ألّف لِيْفي تاريخ الشعب الروماني في 142 كتابًا، وعلى الرغم من أنه لم يبق منها إلا 35 كتابًا فقط، فإنها تُعَد مصدرًًا رئيسًًا للمعلومات الخاصة بروما.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى