الخميس ٢٧ نيسان (أبريل) ٢٠٢٣
بقلم أسامة محمد صالح زامل

الغَيْبَة

منذ قرنٍ حين غابا
مرضَ الشرقُ وشابا
ما شفاه طبُّ غربٍ
قبله عُلَّ وعابا
والدّوا أمسى عذابا
والشّفا ماءً سرابا
وجنونُ الجنّ فيه
حارَ واختارَ انْسحابا
راح عزٌّ وأتى ذلـلٌ
لهُ العنوانُ طابا
فغدا الخسرانُ دأبا
ما اقتضى حتّى العِتابا
منه ما سُمّيَ نصرٌ
معَهُ النمرودُ آبا
بعد أنْ غنّى له الشعـبُ
زُها يومينِ ثابا
منه ما سُمّيَ سلمٌ
معه خيط النور ذابا
بعد أنْ غنّى له الشّعْـبُ
زُها يومينِ تابا
طار علمٌ وارتقى الأبـراج
جهلٌ عنه نابا
قيلَ فيه أعلم الخلْـقِ
ولم يقرأْ كتابا
غلّقَ الأبواب والحِرْصُ
بهِ لم يُبقِ بابا
فخوى العقل ولم يلـقَ
سوى الجنسِ شَرابا
وارتوى النقلُ وأمسى
وحدَهُ يُعطي الجَوابا
واعْتلى ستّين عرْشا
دونَ أنْ يُبرِزَ نابا
ولِمَ النابُ وخصمُ ال
جهل جهلٌ شذّ قابا
منهُ جهلٌ صيغ غربا
يرتدي الدّين ثِيابا
ولِمَ النابُ وقد أمْـسى
يلي العرشَ انْتِخابا
وعليمُ الدارِ في أسواقِها
يشوي الذُّبابا
وربا فينا عمىً معْــهُ
غدا الكون ضَبابا
كلّما حان شروقٌ
معْه خلناهُ غِيابا
كلّما حان غروبٌ
معْه خلناهُ إيابا
وربا فينا خمولٌ
ظنّه الطبُّ اكتِئابا
معه صارَ العصرُ فجرا
وغدا الأوبُ ذهابا
معْه يصحو الطفلُ شيخًا
بعد أنْ نامَ الشبابا
إن تلُمْهُ لامَ أهلًا
وجوارا وصِحابا
منذ غابَ لم يكن
مسـعىً لنا إلّا وخابا
فاستعنّا بأربّاءِ
الغروبِ فاستجابا
وعلى أكتافِهم هاماتُهم
تبدو حِرابا
تطعنُ المطعونَ روحا
في معانيه عِقابا
فانتقمْنا من أساميـنا
وقد صارتْ تُرابا
واحْتقرنا عمّةَ الشيـخِ
وقبّحنا الحِجابا
و البلايا بالمنايا
تسبقُ الأخرى عَذابا
زاد مالٌ، ساد فقرٌ
قسمةٌ تجري اللُّعابا
راق قصرٌ ضاق قبرٌ
قسمة أرضت ذِئابا
وإذا احْترتَ فحجّ البيت
كي تدري الجَوابا
منذ قرنٍ وملاك النور
يحتلُّ الهِضابا
وسؤالُ الكونِ للشرق
وقد أمْسى خَرابا
وسؤالُ العدلِ للشرق
وقد عانى اغْتِرابا
وسؤالُ الدّهرِ للشرق
وقد ملّ العِتابا
وسؤالي لو تكرمتم:
لم الإسلامُ غابا!


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى