الخميس ١٠ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠١١
بقلم رامز محيي الدين علي

الفانوس

ما زالت ذاكـرة الكثـير من النــاس، ول اسيما في الأرياف العربية، تحتفظ بصورة الفانوس الذي يمد لسان فتيله نحو الأعلى من بين شفتي قبعة معدنية.. يعلو الفتيل ويهبط بـإدارة قرص حـديـدي مسنن على جانب الرأس من الفانوس.. ويركب الــرأس على إناء بلوري ذي أشكال جميلة، ويرتدي الرأس المعدني بلورة على شكل ثمرة اليقطين..!

وقد سبق الفانوس في القدم ذلك السراج الصغير الذي يتألف من علبة معدنية، يخرج من جوفها فتيل مستدير الهيكل، لكن صناعته - كما يبدو- كانت بدائية، إذ يصب فيه زيت القطران، ويشـعل الفتيل من الأعلى لافظا من رأسه ضوءا باهتا من النار، ناشرا ألــسنة من الدخان يعبق بها ذلك البيت الترابي القديم، ولا نحس بهــا إلا عنــد الصباح، عندما ينظف المرء أنفـه، فيستخرج آثار احتـراق النفط بعد تكريره في جهاز التنفس!

ثم جاء الفانوس شامخا بهيئته الجميلة وصناعتـه الأكثر تطورا من السراج، إذ تملأ الزجاجة بالقطران، ويتحكم الناس بطول فتيله أو قصره وبحجم الضوء علوا أو انخفاضا.. إضافة إلى اختفاء ألسنة الدخان من فمه.

وتطورت الإنارة من الفانوس إلـى (اللكس) الــذي يعتمد على ضغط القطران بالهواء بواسطة (الدفاشة) فهو من الأسفل وعاء معدني ومن فوقها بلورة أسطوانية الشكل تعلوها قبعة (طربوش) حديدية، وتتدلى منها قطعة فخارية مثقبة ترتدي قميصا حريريا يتدلى نحو الأسفل.. وعندما يوقد (اللكس) يرسل القميص الحريري أضواءه الساطعة في الظلام كخيوط الشمس عند الصباح.

ثم تطورت وسائل الإنارة حتى وصلنا إلى عهد الكهرباء، فتنوعت الأدوات من المصباح العادي إلى مصباح (النيون) إلى الثريات إلى غيرها وغيرها مما يعرفه الناس في عصرنا.

و لازلت أذكر عبارة كان يرددها والدي أو والدتي حينما كانا يرسلاني لشراء بلورة للفانوس: هات بلورة أجنبية يا ولدي ولا تشتر بلورة وطنية، وقل ذلك للسمان! ولم أكن آنذاك أعي معنى كلامهما، بل حفظت هاتين الكلمتين عن ظهر قلب: وطني وأجنبي!!

ثم راح وعيي يزداد بالمصطلحين كلما كسرت بلورة أو شعرت من الحرارة، فيقول والدي: لقد غشنا السمان ! فهذه بلورة وطنية ! و لو كانت أجنبية لما انفجرت بهذه السرعة!

وطفقت هاتان الكلمتان تحفران وقع خطاهما على مسمعي كلما كبرت وأدركت معاني الكلمات والوسائل والأدوات، فحينما كنت أرافق أسرتي إلى العمل في حراثة الأرض، كنت أحمل فأسا أو معولا، فإذا حفر بشكل جيـد، أدركت بالبديهة أنه أجنبي، وإذا لم يحفر بالشكل الذي أريد، أقول: إنه وطني ! وقس على ذلك في الرفش والمنجل والشوكة والقدوم.. وكنت أسأل أبي: هل هذه الأدوات جميعها أجنبية أم وطنية يا أبي؟!

فكان يجيبني ضاحكا: كل أداة تعمل بشكل سليم هي أجنبية، وكل أداة تخون عملها فهي وطنية يا ولدي ! وجلست أفكــر هنيهة في هاتيــن الكلمتين ثم نظـرت إلى الحمارين اللذين يحرث عليهما والدي ويجران ذلك المحراث الخشبي القديم! فرأيت أن أحدهما يمشي بهمة عالية رافعا رأسه إلى الأعلى واثقا من نفسه متفائلا بشموخ وكبرياء... في حين كان الآخر يمشي متراخيا متحايلا، ويميل بمؤخرته تحت ضربات سوط والدي.

وترددت في ذهني فكرة الوطني والأجنبي، فسألت والدي:

 لماذا يمشي هذا الحمار بهمة عالية مستقيما، لكن الأخر يحتال كالثعلب ولا يفهم إلا بالضرب؟!

فأجابني ضاحكا:

 هذا الحمار القوي النشيط أجنبي! أما هذا اللعين الذي يمشي كالضب فهو حمار وطني!

فرحت أضحك مليا مع أسرتي حتى نسينا هموم التعب والشقاء.

وعندما كانت والدتي تذهب إلى المدينة لتشتري لنا ملابس الشتاء أو الصيف أو الأعياد من (البالة)، ثم تعود إلينا حاملة أجمل الملابس فنرتديها ولا نعرف للفرح حدودا، ونلبسها أياما وأسابيع، وتستمر معنا سنوات دون أن يصيبها عطب فادح.. فكنت أسأل والديّ:
ـ متى ستشترون لنا ملابس جديدة؟!

ـ فيجيبان: حينما تهترئ هذه الملابس التي ترتدونها يا ولدي!

ـ ولكن طال استخدامنا لها ولن تهترئ أبدا!

ـ نعم لن تهترئ؛ لأنها بضاعة أجنبية!

ـ إذن اشتروا لنا بضاعة وطنية حتى تهترئ بسرعة ونرتدي غيرها.

ـ إنك ذكي يا بني... أتريد أن تفقرنا أكثر مما نحن عليه؟!

وكبرنا وكبرت أحلامنا.. وصرنا تلاميذ في المدرسة.. وراح الأبوان يشتريان لنا حاجات المدرسة من لباس و دفاتر وأقلام ناشفة (بيك) وأقلام رصاص وبرايات ومحايات...

ورحنا نستخدم هذه الوسائل بشكل يومي، فكل قلم يكتب جيدا ليس بوطني بل يحمل علامة أجنبية، وكل مبراة تبري بشكل دقيق، فهي لا وطنية، بل تحمل وشما أجنبيا، وكل ممحاة تمحو حتى البياض، فهي لا وطنية، بل تكشف في بطنها عن علامة صناعة أجنبيــة.. وكل قلــم رصاص يكتب صفحــة أو صفحتين دون أن تنتـهي ريشــته أو تنكسر، فرصاصه لا وطني، بل من رصاص الأجانب.. وكل دفتر لا تتمزق أوراقه تحت ريشة القلم، فهو لا يحمل أي صفة وطنية، بل هو بضاعة أجنبية مستوردة.. وكل حقيبة تحافظ على أناقتها ولا تتمزق طوال العام، فهي بعيدة عن الوطنية، وقريبة إلى الشرف الأجنبي!!

وذهب الوعي بنا إلى تأمل أصناف الناس: فكل شخص أنيق، مهذب، صادق، وفي، عاقل، ذكي، مسالم.. هو أجنبي. وكل شخص متخلف شكلا ومضمونا، شرس، ثرثار يحب الكذب واللغو، غير وفي.. وطني!

ودخلنا مرحلة الشباب، وراحت المنظمات والأحزاب تلقي علينا خطابات وأناشيد وشعارات وهتافات وطنية، فظننا حينها أنها الصناعة الوطنية الوحيدة الناجحة، ثم كبرنا.. وكبرنا، وأدركنا الواقع بصراعاته وأضاليله وأكاذيبه، فأيقنا أن تلك الصناعة وطنية بالفعل، وليست أجنبية، ولو كانت كذلك، لشعرنا بذرة واحدة من صدقها ووقع صداها في النفوس!

ثم كبرنا.. ونضجنا ونهضنا من وطنيتنا فأدركنا أن الوطنية أكذوبة تاريخية يتستر بها اللصوص وتجار المخدرات والخمور والنفايات النووية ومصاصو دماء الأبرياء وهدامو المدن ومدمرو الحضارة..
ثم نهضنا.. ونهضنا وعلونا، حتى فهمنا أن القومية التي تغنى بها القوميون لقرون، ليست إلا كارثة يتسترون عليها بالشعارات والمؤتمرات، في حين أن حقائقهم بادية للمفكرين العقلاء، فقد دنسوا شرف الأمة من محيطها إلى خليجها وتاجروا بمدن وقرى من كيان القومية العربية!

إنني أناشد العالم أن يصدروا إلينا كل ما هو أجنبي، وأن يخلصونا من كل بضاعة أو شعار أو هتاف أو نشيد وطني، لأن الوطنية التي مارسها علينا الوطنيون قتلت فينا الإنسانية، ودمرت في نفوسنا الصدق والأمانة والإخلاص وكل قيمة نبيلة!

فإذا كانت حرية الكلام والتعبير والعمل والفكر والإبداع بضاعة أجنبية، فمرحبا بها، وسحقا للشعارات والأكاذيب الوطنية!

وإذا كانت الديمقراطية في اختيار الحكام بمحض إرادة الشعوب بضاعة أجنبية، فمرحى لها.. وتبا للوطنية التي توصل الحكام إلى سدة الحكم بالوراثة أو الانتخابات المزورة التي تظهر نسبة المصوتين بالإيجاب (99.99%) دون وجود أي منافس؟!

وإذا كان القضاء العادل الذي يستطيع أن يضع حاكم أكبر دولة في العالم في قفص الاتهام لمجرد أنه كذب وخالف أقواله.. أجنبيا، فنعم القضاء! وبئس القضاء الوطني الذي يستند إلى شريعة الغاب، فلا يستطيع ملاحقة اللصوص الكبار والحكام المجرمين والقتلة المدمرين، بل يصطاد الصغار من الفقراء الذين اضطرتهم ظروف الحياة القاسية إلى ارتكاب ما يخالف الحق أو القانون!

وإذا كانت حرية القول والتعبير التي تسمح للإنسان أن يعبر عن رأيه ووجدانه بما يشاء، ولو خالف الرأي العام والاتجاه السياسي السائد.. بضاعة أجنبية، فأهلا ومرحبا بها ! ووداعا للوطنية التي تقص الألسنة وتعمي الأبصار والقلوب، وتقتل الرأي قبل أن يولد من مهد الإبداع، وتمنع الإنسان من الاجتماع حتى مع نفسه.. ناهيك عن اجتماعه بالأقرباء أو أفراد المجتمع..
وإذا كانت حرية العمل وحقوق الإنسان في العيش صناعة أجنبية تسمح لمواطنيها بحرية اختيار العمل بما يتناسب مع طاقاته، وتوفر له فرص العيش والعمل، فنعمّ هي من صناعة.. وبئس الوطنية التي تحتكر فرص العمل للصوص والتجار والمقربين من الحكام ومن والاهم بسوءاتهم.. وتحرم الفقراء والمساكين من لقمة العيش!!

مرحبا بكل بضاعة أجنبية تقوم على إتقان الصنعة والإخلاص والصدق في صناعتها، وسحقا لكل صناعة وطنية يمتلكها تجار المخدرات والخمور واللصوص والحكام والأذناب والتي لا تراعي في صناعتها أدنى حقوق الإنسان، فتطعم الناس لحوم الكلاب والحمير والأبقار الهالكة والخنازير النتنة في معلبات طبعت عليها شعارات وطنية كاذبة، ولا تتورع في بناء البيوت من التراب وتتاجر بها على أنها من الإسمنت والحديد.. وتبا لكل صناعة وطنية تقوم على الغش والخداع، ثم تقتل البشر وتشردهم أكثر من تشريد الزلازل والبراكين لهم!

وفي ميدان وسائل الإعلام العربية تبدو فكرة الوطني والأجنبي أكثر وضوحا وبروزا.. فإذا فتحنا على قنوات التلفاز الفضائية و الأرضية، فإن أول ما يلفت نظرنا تلك الشارات الوطنية التي كتبت بحروف أجنبية أو عربية غامضة في وطنيتها.. وتتتابع البرامج، فإذا بكل برنامج أدبي أو ثقافي أو اجتماعي أو سياسي يعرض بشكل ممل، لكن المخرجين يتخلصون ببراعة من هذا الملل بدعاية بارعة في التفاهة تتصدرها عاهرة تبرز مفاتنها وحولها مجموعة من الصبية.. والأنكى من ذلك كله أن الدعاية غالبا ما تكون حول : سائل الجلي العجيب، أو (شامبو) الشعر الرهيب، أو لماع الأحذية الغريب، أو علكة الأسنان للأطفال والرضع والصبايا والشباب والعجز، بل وحتى الأموات !! فهي تعيد العجوز صبية..!! وأنا لا أستغرب ذلك مطلقا، لأنني أعرف أنها صناعة وطنية كالشعارات والهتافات الوطنية التي تحيل الهزائم إلى انتصارات والعجز والضعف إلى قوة خارقة والانحطاط والتخلف إلى حضارة وتقدم لا نظير لهما في أرجاء الكون!!

وتنتهي الدعاية ويختتم البرنامج ثم يصدح صوت دعائية : هذا البرنامج برعاية علكة المعجزات (انتصار)، أو برعاية سائل الجلي (المناضل) الذي يفتك بالمحتلين من الجراثيم والميكروبات للصحون العربية من المحيط إلى الخليج!

سبحان الله!! ما أعظم الأجنبي في الأزمان الوطنية !! مفارقة وأي مفارقة تتصارع في ذات الإنسان المفكر العاقل...

الغرب يبث خبرا عاجلا عن اكتشاف فيروس جديد، دون دعاية من فاتنة تمثل دور الفيروس.. وأنا واثق من أن الفيروس يأبى أن يمثل دوره أحــد.. وبعــد أيام وأسابيع يبثون خبرا عاجلا عن اكتشاف مضاد لذلك الفيروس اللعين.. ويأبى المضاد أيضا أن يمثل دوره على لسان غانية مهما غنيت بمفاتنها..

الغرب يبث نبأ عاجلا عن تطوير سيارة أو طائرة أو مركبة فضائية، ولا نكاد نسمع عنها إلا اليسير ولا نرى لها دعاية يطبل أو يزمر لها مع غانية متبهرجة كأنها في احتفال الكرنفال! وتأبى السيارة وترفض الطائرة وتثور المركبة في استقبال أية غانية لتمثل دورها لا في الأرض ولا في الفضاء!!

الغرب ينشر خبرا سريعا عن اختراع إنسان آلي يدير المعامل والمصانع والآلات.. بل ويدخل إلى جسم الإنسان ليرصد حركة الفيروسات القادمة من المحيط الخارجي، فيراقبها عن كثب، ثم يبث في الجسد مضادا لملاحقة كل فيروس يتسلل إلى جسم الإنسان ويحاول القضاء عليه.. وأخيرا سمعنا في خبر عاجل من اليابان أن علماءه توصلوا إلى اختراع إنسان آلي يقوم بقراءة الأحلام وتفسيرها واختيار شريكة المستقبل لجميع الأشخاص الراغبين في الزواج، لكن اليابانيين يكرهون الدعاية أمام الجماهير، حتى لا يكتشف أحد أسرار اختراعاتهم، ويبدو أن هذا الأمر يناسب جدا رجال المهام الوطنية عندنا، لأنه يسهل عليهم اكتشاف اللاوطنيين بقراءة أحلامهم وأفكارهم وتصوراتهم.. لكنه لا يصلح لقراءة أحلام العامة عندنا، لأنه قد يصاب بصاعقة قد تعطل ملفاته عندما يكتشف أن غالبية الناس لا تحلم إلا بلقمة العيش وهموم البقاء على قيد الحياة، فلا تتجاوز أحلامهم أحلام الدواب في البقاء والاستمرار..!

الغرب كل يوم.. بل كل ساعة.. بل كل دقيقة، يبث خبرا عاجلا عن اكتشاف جديد أو اختراع مبتكر لم يسبقه إليه أحد ! أما في بلاد الوطنية، فكل يوم يخترعون تخلفا جديدا، ويبتكرون كارثة لا مثيل لها في تاريخ الشعوب، فإذا صنع الوطنيون دواء يسكر عقول الصراصير وتصاب بالدوار دون أن تموت، خرجت الدعايات عبر الشاشات الوطنية بهالة تبرز ذلك المبيد الوطني وكأنه أسلحة كيماوية تحرق الأخضر واليابس وكل ما في الأرض من حشرات....

وإذا صنع الوطنيون سيارة، فإنهم يطورونها بشكل لا مثيل له في التاريخ، فهم يسيرونها على ثلاث عجلات، وقد تعمل عل كل أنواع النفط حتى سمع بها الغربيون، فأطلقوا عليها اسم (السيارة الانتحارية) لأن من يركبها مغامر محترف، لكن الوطنيين العظام ليسوا بحاجة إلى مثل هذه السيارة، فقد خصص لهم القانون الوطني أربعين سيارة لكل واحد منهم وفي مقدمتها الشبح، ومن حقهم أن يصبحوا هم أشباحا، لأن الوطنية التي يتوسمون بأوسمتها، ليست إلا شبحا من الأضاليل والأكاذيب!

ثم من قال إن الوطنيين لا يبتكرون؟! إنهم ابتكروا ما عجز الغرب عن ابتكاره لمدة قرون طويلة.. لقد ابتكروا زنزانات وسجونا ليس لها مثيل في العالم، وأبدعوا وسائل للتعذيب والقهر والتمثيل بالإنسان على نحـو لم تسبقهم إليـه ألمانيا في زمـن النازية، ولا إيطاليا في زمن الفاشية، ولا إسرائيل في زمن العنصرية، ولا عزرائيل في زمن الألوهية!! وكذب من أنكر على الوطنيين إبداعهم، أفليس تحويل الأنظمة من جمهورية إلى ملكية، ومن نظام أميري إلى نظام ملكي، ومن نظام وصاية للأخ إلى الابن، ومن تعديل للدساتير بما يخدم أهدافهم وطموحاتهم في احتكار الكراسي الوطنية، أليس كل ذلك إبداعا في تاريخ الوطنيين ؟!

فهل يستطيع الغربيون أن يقدموا على خطوة من ذلك، وهل هم قادرون على فعل ذلك؟؟! أفلا ينظر العالم إلى ابتكار الوطنيين في شاشات التلفزة وفي كل ساح لا يخطر على بال أحد من عباقرة العالم؟


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى